حالة من التباين والاندهاش بين الليبيين بسبب الكشف عن انطلاق الجلسات التشاورية
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

استعدادًا لـ "الملتقى الوطني الجامع" الذي يستهدف دمج المهمشين قبل الانتخابات

حالة من التباين والاندهاش بين الليبيين بسبب الكشف عن انطلاق الجلسات التشاورية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حالة من التباين والاندهاش بين الليبيين بسبب الكشف عن انطلاق الجلسات التشاورية

غسان سلامة المبعوث الأممي إلى ليبيا
طرابلس ـ فاطمة السعداوي

كشف إعلان غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا، بخصوص انطلاق الجلسات التشاورية استعدادًا لـ"الملتقى الوطني الجامع"، الذي يستهدف دمج "المنبوذين والمهمشين"، قبيل خوض الانتخابات المرتقبة في البلاد العام الجاري، عن حالة من التباين والاندهاش في أوساط الليبيين، وطرح تساؤلات عدّة حول مدى قدرتها على حلّ الأوضاع بعد "فشل" جولات تعديل اتفاق الصخيرات، في وقت رأى بعض السياسيين أن البعثة الأممية "قفزت على مراحل الخطة"، التي سبق وأعلنت عنها للحل في البلاد.

وقال سلامة الذي فاجأ الجميع، أواخر الأسبوع الماضي، بالإعلان عن "الملتقى الوطني"، أمام مجلس الأمن الدولي إنه "كلما اقتربت ليبيا نحو الانتخابات، كانت التعديلات على الاتفاق السياسي أقل أهمية. وسوف أبدأ من (غدٍ) محاولة جديدة وأخيرة في هذا الاتجاه". وكانت هذه الإفادة في الحادي والعشرين من مارس /آذار الماضي، وبعدها انتظر أعضاء مجلس النواب و"الأعلى للدولة"، المكلفون بالحوار، دعوة المبعوث الأممي لاستكمال تعديلات اتفاق الصخيرات، لكنها لم تأتِ، وحل عوضًا عنها ما سماه البعض بـ"قفز المبعوث الأممي إلى الخطة (ب)"، عقب تعثر الخطة (أ)، المتمثلة في تعديل الصخيرات، وذلك بتبنيه مشاورات "الملتقى" الذي يواصل فعالياته في مدن ليبية، ويدير جلساته مركز الحوار الإنساني بجنيف، بتكليف من البعثة.

وأضاف صالح قلمة، مقرر مجلس النواب، إن "مستقبل هذا الملتقى كسابقيه، ولن يغيّر من أوضاع البلاد شيئاً"، معتبرًا أن البعثة الأممية "انحرفت عن الخطة التي أعلنت عنها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للحل في البلاد".

وتابع قلمة أن "كل الليبيين لا يعلمون المقصود من هذه الملتقيات، ولماذا؟"، مستغرباً "إسناد إدارتها إلى مركز الحوار الإنساني بجنيف"، ومضى يقول: "في ظني البعثة مرتبكة، ولم تضع يدها على الجرح الحقيقي في المشهد الليبي، وما تقوم به مجرد (محاولات خجولة)". ووقّع الأفرقاء الليبيون اتفاقًا سياسيًا في منتجع الصخيرات بالمغرب في 17 من ديسمبر/كانون الأول 2015، تمخض عنه مجلس رئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ومجلس الدولة (هيئة استشارية)، بالإضافة إلى تمديد عهدة مجلس النواب (برلمان طبرق)، باعتباره الجسم التشريعي للبلاد.

وسعى سلامة للخروج من حالة الجمود، التي سادت المشهد الليبي، بإجراء تعديلات على الاتفاق، لكنها تعثرت بعد جولتين من الحوار في تونس بين أعضاء من مجلس النواب والأعلى للدولة، أرجعها البعض إلى تمسك كل فريق بـ"مكتسباته في السلطة مستقبلاً".  ذهب ضو المنصوري، عضو الهيئة التأسيسية لمشروع الدستور، إلى أن هذه المشاورات "لن تنتهي إلى نتائج ملموسة تكون معبرة عن الناس"، وأرجع ذلك إلى "افتقارها لبرنامج محدد الملامح"، مبرزًا أن "أي إجراء قبل الاستفتاء على الدستور والمصالحة الشاملة تضييع للوقت".

وأضاف المنصوري "للأسف هذا الملتقى لن يمكن البلاد من الخروج من أزمتها، ولن تنتهي المرحلة الانتقالية، وسنحتاج لمراحل رابعة وخامسة، حتى نصل إلى الاستقرار"، مشيرًا إلى أن المشكلات والأزمات الليبية كثيرة، أقلُّها عدم السيطرة على الميليشيات المسلحة التي تحتاج إلى سنوات لحلها، والتمكن منها. وانتهت مشاورات الملتقى الوطني في مدينتي بنغازي، شرق البلاد، وزوارة بأقصى الغرب، وبدأت في براك الشاطئ بالجنوب، وغريان بالشمال الغربي، على أن تُستكمل في نحو 20 مدنية ليبية، وستتواصل هذه الملتقيات حتى يوليو (تموز) في 19 مدينة ليبية أخرى، كما ستعقد ملتقيات في بعض العواصم العربية كمصر وتونس لليبيين المقيمين في الخارج. وقال حافظ بن ساسي، عميد بلدية زوارة، إن جلسة المشاورات كانت "فرصة للتحاور وعرض المشكلات التي يجب حلها قبل انتقال البلاد إلى مرحلة الانتخابات، ويتمثل ذلك في حقوق دستورية، وعدم الإقصاء، بما يسهم في المحافظة على المورث الثقافي".

من جهته، رأى السياسي الليبي سليمان البيوضي أن إطلاق المسار التشاوري للملتقى الليبي عبر وسيط دولي غير الأمم المتحدة، هو "محل استغراب وإدانة"، بغض النظر عن تبنيه من البعثة الأممية، وقال إن إطلاق المرحلة الثانية من الخطة الأممية قبل إعلان سلامة "نجاح أو فشل" المرحلة الأولى، التي قدمها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "مثير للتساؤل". وأبدى البيوضي، الذي يُعرف نفسه بـ"المستقل"، تخوفه من تمرير ما سماه بـ"أسماء مُعدة سلفاً" للمشاركة في الملتقى الليبي، وقال إن "أحد أبرز المشاركين في هذا الملتقى سيكون من منتسبي الإسلام السياسي"، مطالباً البعثة الأممية بـ"الحفاظ على نفسها كوسيط نزيه، وأن تبيّن بوضوح خطتها في ليبيا".

وما بين منتقدي البعثة والرافضين لاجتماعات التشاور، رأى الدكتور محمد عامر العباني، النائب "المتنحي" عن مجلس النواب، في حديثه إلى "الشرق الأوسط" أن الحل للأزمة في ليبيا يكمن في "الاستفتاء على مشروع الدستور الصادر عن هيئته التأسيسية بشكل عاجل، على أن يعقب ذلك الدخول في الاستحقاقات الدستورية للمرحلة الدائمة، المتمثلة في الانتخابات التشريعية والرئاسية".

وسبق لسلامة أن اقترح أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، خطة من ثلاث مراحل للحل في ليبيا، تبدأ بتعديل اتفاق الصخيرات، والثانية عقد "مؤتمر وطني جامع" لدمج الفاعلين "المنبوذين أو المهمشين" على الساحة، وإقامة حوار مع الجماعات المسلحة بهدف إدماج أفرادها في العملية السياسية والحياة المدنية، فضلاً عن معالجة قضية النازحين داخلياً، وفي المرحلة الثالثة إجراء استفتاء لاعتماد دستور جديد، ما سيفتح الباب أمام انتخابات عامة في ليبيا، يعين فيها الرئيس وأعضاء البرلمان، لكن كثيرًا من الليبيين يرون أن الخطة الأممية لم يتحقق منها شيء على الأرض تتوافق عليه القوى السياسية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة من التباين والاندهاش بين الليبيين بسبب الكشف عن انطلاق الجلسات التشاورية حالة من التباين والاندهاش بين الليبيين بسبب الكشف عن انطلاق الجلسات التشاورية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib