يعمل المغرب بشكل وثيق مع حلفائه الرئيسيين وخاصة الولايات المتحدة الأميركية على دعم قدراته العسكرية والاستخبارية واللوجستيكية وتطوير أنظمة الاتصال والتحكم والقيادة بمختلف أسلحة القوات المسلحة الملكية.
وحسب ما أفاد به "منتدى القوات المسلحة الملكية"، فقد باشرت البحرية الملكية بتعاون مع شركة أمريكية منذ 2021، عملية تثبيت نظام C4I (الأمر، والتحكم، والاتصالات، وأجهزة الكمبيوتر والاستخبارات) لإعطاء نجاعة أكبر للعمليات الميدانية للبحرية الملكية في انسجام وترابط تام مع باقي أفرع القوات المسلحة الملكية، ومن المنتظر أن تنتهي أعمال هذه العملية في الربع الثالث من سنة 2023.
ويأتي هذا في ظل إصدار الرئيس الأمريكي جو بادين، قراره لوزير العدل لويد أوستن بإعداد خطة طارئة لإنشاء قاعدة صناعية عسكرية أمريكية في المغرب، وذلك في رد مباشر على المحاولات الروسية الجادة بناء قاعدة عسكرية لها في الجزائر.
قرار الرئيس جو بايدن، أتى على شكل قرار عاجل وطارئ إلى وزارة الدفاع، تقوي التواجد العسكري الأمريكي في شمال إفريقيا، وخاصة وعلاقتها مع الرباط التي تعتبر حليفا عسكريا مفضلا للإدارة الأمريكية في المنطقة، بحسب ما كشفته صحيفة" نيويورك ديلي نيوز".
وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن الخطة الطارئة نوقشت الشهر الماضي بين الرئيس جو بايدين ووزير دفاعه، في سياق وضع خطط استراتيجية عسكرية أمريكية عالمية، لا سيما وأن واشنطن والرباط تتمتعان بعلاقات جيدة على كافة المستويات. خاصة في الأعوام الأخيرة بعدما قررت الإدارة الأمريكية السابقة التوقيع على اعتراف أمريكي صريح بسيادة المملكة على كامل أراضيها جنوبا.
وبحسب موقع "ميدل إيست مونيتور" فقد طلب بايدن من أوستن الضغط على وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون) لتسهيل الجوانب اللوجستية والقانونية لاستثمارات صناعة الدفاع الأمريكية في المغرب، حيث يبحث بايدن من وراء ذلك إلى تعزيز دور الرباط الريادي في مكافحة الإرهاب ودمجها في المعادلة العسكرية الدولية من خلال تطوير قدراتها العسكرية الفنية.
وكان المغرب والولايات المتحدة، قد وقعا نهاية سنة 2020، اتفاقا عسكريا لعشر سنوات، وهو بمثابة خارطة طريق في مجال التعاون الدفاعي والعسكري.
ووقع مارك اسبر، وزير الدفاع الأمريكي السابق، مع عبد اللطيف الوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني اتفاقية التعاون العسكري مع المغرب الذي يعد "حليفا رئيسيا" للولايات المتحدة في المنطقة.
وقال إسبر قبل التوقيع على الاتفاق "إن أمتينا تعملان اليوم أكثر من أي وقت مضى بشكل وثيق لمواجهة تحديات سياق أمني معقد يشمل مكافحة الإرهاب وكل التهديدات الأخرى العابرة للحدود، فضلا عن عدم الاستقرار في المنطقة ومواضيع استراتيجية أوسع".
واعتبر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة من جهته أن "ورقة الطريق هذه تؤكد مجددا وبوضوح، أن تحالفنا قوي وقائم ليدوم" في مواجهة "تحديات كبرى" مثل "الإرهاب والتشدد العنيف وكافة أشكال الانفصال".
من جهة أخرى، تعتبر أنظمة القيادة والسيطرة من أهم الأنظمة المتقدمة والحرجة، والتي تسمى (أنظمة الأنظمة) لأنها تجمع بين كثير من الأنظمة المختلفة والمعقدة في بنيتها وبيئتها، وغالباً ما تربط بين تقنيات متفاوتة في مجال القيادة، والسيطرة، ووسائل متقدمة في الاتصالات، والحاسب، والاستخبارات، ويطلق عليها أنظمة السي أربعة آي (C4I).
كما أن هذه الأنظمة هي الركيزة الأساسية لمتخذي القرار، والتي يُعتمد عليها في توفير البيانات التحليلية الدقيقة ومعالجتها، واستقصاء المعلومات بالتقنيات الذكية، وعرضها بالشكل والوقت المناسب.
وتخدم أنظمة القيادة والسيطرة بشكل رئيس الجهات العسكرية والأمنية المعروفة بتركيبتها المعقدة والتكاملية الموزعة لاحتوائها وإدارتها لمختلف القوى من برية، وبحرية، وجوية، ودفاع جوي، وكذلك الأمن العام، وحرس الحدود، والدفاع المدني، ومنظمات إدارة الأزمات. وكذلك تمكن القيادات العليا من تخطيط، وإدارة ومتابعة العمليات في أحلك الظروف، وأشد الحالات كالحروب، والكوارث، والحوادث الطارئة.
ولا تقتصر أهمية أنظمة القيادة والسيطرة على القطاعات العسكرية فقط، وإنما تتعدى إلى القطاعات المدنية والصناعية التي تحتاج لمثل هذه القدرات والإمكانيات لإدارة الموارد، وتخطيط الأحداث. ومن أمثلة ذلك، شركات التنقيب النفطي والمعدني، وشركات الطاقة والكهرباء، وشركات المياه والتحلية، وشركات البيئة والأحوال الجوية، وغيرها.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر