يباشر سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، تحركات واسعة على مستوى القارة الإفريقية لبحث فرص تموقع لبلاده فيها يضمن مصالحها، في سياق يشهد تسابقا أمريكيا وصينيا وتراجعا كبيرا لفرنسا.
المسؤول الروسي وصل إلى نواكشوط قادما من مالي حيث تباحث مع الكولونيل أسيمي جويتا، الحاكم العسكري لهذا البلد الإفريقي، حول سبل توسيع وتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني بين موسكو وباماكو، موجها انتقادات حادة للحضور الفرنسي داخل القارة السمراء.
ورغم حديث إعلامي روسي، استبعدت مصادر رسمية مغربية زيارة لافروف إلى المملكة خلال الأيام المقبلة، موردة أن الطرف الزائر هو من يعلن عن الزيارة، وإلى حدود الساعة لا أخبار عن شمول الزيارة الإفريقية للخارجية الروسية المغرب كذلك.
وكان لافروف قد زار في الشهر الماضي دولا إفريقية بشكل غير معلن رسميا، ما يجعلها زيارة دون وزن دبلوماسي كبير مقارنة مع زيارات معلنة إلى جنوب إفريقيا وأنغولا ومالي وموريتانيا، حيث تباحث بالدرجة الأولى مواضيع التسليح والأمن الغذائي.
وبتحركاتها هذه، تبتغي موسكو منافسة واشنطن في معاقل نفوذها السياسي، على اعتبار أن الرئيس جون بايدن أعلن عن مراجعة السياسة الأمريكية الموجهة نحو القارة السمراء التي كانت تفتقد إلى الأهمية الاستراتيجية لصانع القرار بالعاصمة واشنطن.
نوفل بوعمري، باحث في قضية الصحراء، قال إن زيارة وزير الخارجية الروسي إلى المنطقة “تأتي في إطار محاولة روسيا الحفاظ على مصالحها بإفريقيا، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وفرز اصطفافات إقليمية ودولية بين مساند للغرب ومساند لروسيا”.
وأوضح بوعمري أن هذه الزيارة التي قد تشمل مناطق ودولا عدة بإفريقيا، قد يكون من بينها المغرب، خاصة مع وروود تقارير إعلامية روسية ودولية بهذا الشأن، “تعكس أهمية القارة الإفريقية بالنسبة لمختلف الدول القوية”.
وأضاف المتحدث أن “المغرب يجد نفسه في موقع مريح من حيث اختياراته الدبلوماسية المنفتحة، بحيث حافظ على المسافة نفسها من جميع الأطراف، وأعلن عن مواقف تعتبر بالنسبة إليه مبدئية، منها دعم وحدة الدول واحترام كامل سيادتها، مع نهج سياسة تنويع الشراكات الاقتصادية والدبلوماسية”.
هشام معتضد، باحث في العلاقات الدولية، سجل من جانبه أنه “رغم انغماس الجزائر في المحور الروسي وسعي نظامها إلى إرضاء القادة في موسكو، فإن مداولات الكرملين السياسية ومشاورته الدبلوماسية في العديد من الملفات الحساسة المتعلقة بمنطقة الغرب الإفريقي، تمر عبر الرباط”.
وقال معتضد، في تصريح ، إن “الولايات المتحدة الأمريكية كما روسيا، وفي خضم التحولات الجيو-استراتيجية التي تعرفها الساحة الإفريقية، عادة ما تطرقان باب الرباط السياسية من آجل المشاورات وتبادل الآراء الاستراتيجية”.
وأردف بأن حضوره القوي في العديد من الأقطاب الإفريقية، ومساهمته الفعالة في استقرار منطقة الساحل والصحراء، بالإضافة إلى تواجده الاقتصادي المتزايد في العديد من المنصات الصناعية والتجارية على المستوى الإفريقي، عوامل تجعل من المغرب البوابة السياسية الرئيسية.
ونبه معتضد إلى أن تراجع الحضور الفرنسي في إفريقيا، والتنافس العالمي بين واشنطن وموسكو وبكين لاختراق السوق الاقتصادية والتجارية الإفريقية والاستفادة من ثرواتها الطبيعية، وتوثيق هذه الدول علاقاتها بالقوى الحية الإفريقية، كلها أمور تجعل من الرباط منصة إفريقيا تحظى بمكانة خاصة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
لافروف يُؤكد مساعي موسكو المتواصلة لإزالة قيود توريد الأسمدة
لافروف يُعلن عن استعداد موسكو تقديم المساعدة لأنقرة لتأثرها بالزلزال
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر