أعلنت الغرفة الإعلامية لعملية “البنيان المرصوص”، التي أطلقتها حكومة الوفاق الليبية لاستعادة مدينة “سرت” من قبضة تنظيم "داعش"، في ساعة متأخرة من ليل السبت، بدء العد التنازلي للمرحلة الأخيرة من العمليات العسكرية ضد فلول التنظيم في المدينة.
وقالت الغرفة في بيان لها إن هناك اجتماعات مكثفة لقادة العملية استعدادًا للمعارك الأخيرة والحاسمة لاجتثاث” تنظيم داعش من المدينة الواقعة على بعد 450 كلم شرق طرابلس، دون توضيح معالم المرحلة ومدتها. وأضافت الغرفة أن “قوات الدعم الدولي لعملية البنيان المرصوص شنت مساء السبت، أربع غارات على مواقع للتنظيم وسط المدينة.
وأسفرت الغارات حسب المصدر نفسهعن تدمير موقع تتمركز به مجموعة من عناصر "داعش" والقناصة قرب مصرف "الوحدة" شرقي سرت، واستهدفت كذلك تمركزًا لقناصة تابعين للتنظيم في محيط قصور الضيافة، إضافة إلى تدمير آلية مسلحة ثقيلة شرق حي الدولار والتي أدت إلى مقتل مجموعة من عناصر التنظيم.
ونشرت الغرفة في ساعة متأخرة من مساء السبت صورًا تظهر جانبًا من الدوريات العسكرية لعملية البنيان المرصوص التي تؤمن الوديان والمناطق الصحراوية جنوب مدينة سرت. وقال عضو الغرفة، أحمد هدية، إن الغارات الجوية التي نفذت اليوم تدخل في إطار التجهيز لمعركة قوية و تقدم كاسح لقوات "البنيان المرصوص" على الأرض، لافتًا إلى أن عناصر التنظيم دخلت في حالة من “الانكماش” لتجنب القصف الجوي الذي أصبح يتسم بالدقة.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الكتيبة الثانية سالم غفير إن القوات المسلحة العربية الليبية تمكنت من السيطرة على مصنع لتجهيز السيارات المفخخة المعروفة باسم "الدقم" والمواد الكيماوية في قنفودة غرب بنغازي . وأضاف غفير أن القوات المسلحة والقوات المساندة لها تخوض معارك شرسة بكافة أنوع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة فضلاً عن مساندة مقاتلات سلاح الجوي الليبي وسرية المدفعية في المحور الغربي .
وأكد المتحدث باسم الكتيبة الثانية أن الكتيبة 302 الجوارح والقوات المشاة البرية الكتيبة الثانية شنت هجومًا مباغتًا على تمركزات الجماعات الإرهابية في المواقع المذكورة سلفاً وتمكنت من فرض سيطرتها وطرد الجماعات الإرهابية . وأوضح أن سريه المدفعية 130ملم في المحور الغربي تمكنت من توجيه ضربات مباشرة ودقيقة في صفوف الجماعات الإرهابية ما سهل على قوات المشاة التقدم بشكل كبيرة في محور قنفودة. وأفاد غفير أن سرية المدفعية تعرضت للرماية بشكل مباشر الجمعة من قبل الجماعات الإرهابية لتخفيف الضغط عليهم، مؤكدا أنه لم تؤدي الرماية إلى أية أضرار بشرية أو مادية .
وأعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السرّاج، أن ليبيا تعوّل في القضاء على "داعش" ودحره بدرجة أولى على قواتها التي استطاعت في وقت قياسي تحقيق انتصارات كبيرة ونجحت في الضغط على التنظيم في مساحة صغيرة وداخل أماكن استراتجية محددة في مدينة سرت.
وأضاف السرّاج اليوم الأحد، أن هدف حكومة الوفاق من هذه الحرب هو القضاء على هذا التنظيم الوافد على ليبيا من الخارج واجتثاثه، داعيًا إلى ضرورة عدم ترك ليبيا تواجه هذا العدو بمفردها.
وتابع: العمليات الأميركية لن تتجاوز سرت وضواحيها وستتم في إطار زمني محدد، مضيفا أنها جاءت بناءً على طلب من غرفة العمليات الخاصة بالجبهة بضرورة توجيه ضربات جوية دقيقة قادرة على إصابة التحصينات التي يختبئ فيها عناصر "داعش" بهدف تقليل الأضرار وتجنب وقوع أعداد أخرى من الضحايا في صفوف القوات.
وعبر السرّاج عن أمله في أن تتمكن ليبيا من دحر هذا التنظيم الإرهابي وإنهاء وجوده على أرضها وبالتالي إنهاء حلمه بالتمدد في دول الجوار التي تعلم جيدًا مخاطر وجوده التنظيم في بلادنا.
وطالب وزير العدل بالحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان، منير عصر، محكمة الجنايات الدولية بوقف ملاحقة سيف الإسلام القذافي، لكونه يخضع لمحاكمات أمام القضاء الوطني. وحسب رسالة موجهة إلى المحكمة الجنائية الدولية، حصل “إرم نيوز” على نسخة منها اليوم الأحد، فإن وزير العدل خاطبها استناداً إلى التحقيقات الجنائية التي اتخذت بحق سيف الإسلام القذافي وما ترتب عليها من آثار قانونية ابتداءً من حبسه احتياطيًا، مرورًا بإحالته إلى محكمة استئناف طرابلس ومحاكمته على التهم المطلوب بشأنها أمام القضاء الدولي.
وأشار عصر في رسالته الرسمية إلى أن “وجود سيف القذافي في مؤسسة الإصلاح والتأهيل كان بناءً على أوامر السجن الصادر عن مكتب النائب العام بطرابلس، التي كانت تمدد قبل انتهاء مدتها القانونية”، منوها الى عدم جواز محاكمة الشخص عن ذات الفعل مرتين، فهذا مخالف للأعراف والمواثيق الدولية، على حد تعبيره.
وكانت وزارة العدل الليبية طالبت إبداء الرأي القانوني حول شمول سيف الإسلام القذافي بالعفو العام، الذي أقره البرلمان الليبي في طبرق العام الماضي. وأثارت معلومات نشرت على لسان هيئة الدفاع المكلفة بالدفاع عن سيف الإسلام، جدلاً كبيرا وغموضا حول مستقبله، بعد إعلانها إطلاق سراحه من سجنه بالزنتان في أبريل/نيسان الماضي، وهو ما نفته الأجهزة الأمنية والعسكرية في الزنتان.
وأصدرت محكمة ليبية في تموز/يوليو العام 2015 ، حكما غيابيا بإعدام سيف الإسلام نجل معمر القذافي بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإخماد الاحتجاجات السلمية خلال ثورة 2011 التي انتهت بإسقاط القذافي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر