تونس ـ حياة الغانمي
شرعت الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في النظر في قضايا التطرف في محكمة تونس الابتدائية، السبت، في محاكمة عناصر خلية "المكناسي" المتطرفة، وقررت حجزها للمفاوضة والتصريح بالحكم، فيما شملت القضية 19 متهمًا من بينهم 15 في حالة إيقاف، و4 في حالة سراح، وقد أنكر جميعهم ما نسب إليهم من أفعال.ويذكر أن الأبحاث والتحريات التي انطلقت عام 2014، إثر الكشف عن خلية "المكناسي" من ولاية سيدي بوزيد، أثبتت أن عناصر الخلية خططوا لاستهداف منشآت عسكرية ومقرات أمنية وإسقاط الدولة لإرساء الشريعة الإسلامية، إلى جانب سرقة سيارات تابعة لأمنيين قصد تفخيخها للقيام بأعمال إجرامية.
وجاء في الأبحاث الأولية، أن قائد الخلية المدعو علاء الدين الطاهري، طلب من عناصرها جلب مادة الأمونيتر، ومكنهم من سيارة ومبلغ مالي، وبلغت الكمية التي تم شراؤها 20 كيسًا، يزن الواحد منها 50 كلغ، تم تخزينها وإخفاؤها في أرض تابعة لوالد أحد المتهمين.
وبشأن صنع المتفجرات، تبين أنه وبناءً على تعليمات الطاهري، خضع عناصر الخلية لدورة تكوينية في مجال صنع المتفجرات تحت إشراف المدعو عبدالجواد الطاهري، تمثل برنامجها في التدريب البدني وجمع الأموال بطرق ملتوية أوعبر التبرعات ثم الالتحاق بالمعسكرات الليبية، حيث يسهل إدخال الأسلحة إلى تونس واستهداف الجيش الوطني.
ووجدت الأبحاث، أنه تم رصد السيارات التي على ملك الأمنيين من حرس وشرطة وديوانة رصدًا دقيقًا من حيث التحركات والأماكن، وذلك قصد سرقتها واستغلالها في أعمال متطرفة، وقد تم حجز كميات من الأسلحة والذخيرة والمواد المتفجرة ومادة الأمونيتير.
بينما توزع المتطرفون في شكل خلايات صغيرة رباعية وخماسية وسداسية، وهي خلايا عملياتية تركز في حركتها على المباغتة، فهو تنظيم فرضته الملاحقات الأمنية التي قامت بتصفية عدد كبير منهم ومن قياداتهم، فوجدوا أنفسهم مجبرين على التفرق، وتنشط أساسًا تلك الكتائب في جبال الشعانبي والسلوم وسمامة، ويقودها شخص له كلمة الفصل وتعود له القرارات، مع الإشارة إلى أن مسألة القيادة بالنسبة إليهم قد تتغير من عملية إلى أخرى ومن وضعية إلى وضعية، وتلك المجموعات لم تعد متصلة بشكل مباشر بقيادة متمركزة أو بخلية مركزية في الجبال، بل لكل خلية نظامها وقيادتها وبرامجها العملياتية.
وتتميز تلك الخلية أيضًا، بعدم معرفة الخلايا وقياداتها لبعضها البعض، فقط هناك توجهًا عامًا يربطها بتنظيم القاعدة، ولسياساتها العامة التي تغيرت لا سيما بعد الهزائم التي أصبح يتلقاها تنظيم "داعش"، سواء في الشرق العربي سورية والعراق أو في ليبيا، وقد استغل تنظيم "القاعدة" تقهقر "داعش"، فبدأ في استقطاب عناصره المهزومة والفارة وتمكينها من ملجأ ثم إدماجها وإدراجها مع الخلايا المتحركة. وكان عدد من تلك الخلايا خرجت من الجبال وزرعت الألغام في مجالات هروبها لتأمين الخروج ثم الاندساس وسط المواطنين لا سيما الأحياء الشعبية للتخفي والتخطيط لعمليات إجرامية ضد الأجهزة الأمنية والعسكرية .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر