الرباط ـ منير الوسيمي
تبدي قيادات "جبهة البوليساريو" إصراراً على الاحتفاظ بالمواقف التقليدية السلبية، قبيل انعقاد الطاولة المستديرة التي دعا إليها المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، في ديسمبر/كانون الأول المقبل في العاصمة السويسرية جنيف؛ إذ تشبث ممثل الجبهة داخل الاتحاد الأوروبي خطري أدوه، في تصريحات صحافية، بـ"غياب مقترحات جديدة"، معتبرا أن "الهدف من الجلوس مع المغرب هو ضمان حرية تحديد مستقبل الصحراويين عبر تقرير المصير".
ولم يستبعد خطري أدوه أن تكون "جلسة جنيف"، مجرد بداية لسلسلة لقاءات، راميا، كالعادة، بالمسؤولية على المغرب، مطالبا إياه بـ"تجاوز وضعية الجمود والموقف السلبي"، في حين لم تبرح مواقف الجبهة مكانها منذ بداية الصراع الذي يقترب من نصف قرن من الزمن، دون أدنى بوادر توحي بحل يطل على الأبواب.
وحول ذلك، قال خالد الشكراوي، أستاذ الدراسات الأفريقية في "جامعة محمد الخامس" في الرباط، إن "التصريحات التي أدلى بها خطري أدوه ليست غريبة عن البوليساريو؛ إذ احتفظت بالمواقف نفسها منذ سنة 1976، فهي لم تقدم إلى حدود اللحظة أي مقترح جديد لإبطال أسباب النزاع"، مضيفا أن "التنظيم ظل متشبثا بالمواقف السياسية ذاتها حتى أصبح الأمر جد معقد".
وأبرز الشكراوي، في تصريح لجريدة "هسبريس" المغربية، أن "الجبهة لا يمكنها تطوير مقترحات جديدة بحكم جمود الآلة السياسية المحتضنة لها، المتمثلة في الدولة الجزائرية؛ فقصر المرادية لم يجب عن مبادرة العاهل المغربي بخصوص تجاوز الخلافات"، مشيرا إلى أنه "على عكس الأطراف الأخرى، طور المغرب مقترحاته بشكل ملموس؛ فقد قبل بالاستفتاء، وأعطى الضوء الأخضر للمينورسو من أجل التواجد على أراضيه، كما قدم مقترحا جديدا هو الحكم الذاتي".
وأردف الخبير في شؤون الصحراء أن "الوفد المغربي الذي سينتقل إلى جنيف عليه أن يبين أن المشكل مرتبط بالبوليساريو؛ فهي من يجمد الوضع"، موضحا أن "الوضع في الجزائر ومشاكلها الداخلية الكثيرة ساهم في إصدار مثل هذه المواقف التي لا تخرج عن دائرة التصريحات الإعلامية بغرض التواجد في الساحة"، معتبرا أن "المطلوب الآن هو العمل على عرض مقترح الحكم الذاتي، وضمان الدعم الإعلامي، والاستعانة باللوبيات الداعمة على المستوى الاقتصادي والدبلوماسي والاستراتيجي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر