بيروت - جورج شاهين
أفاد مصدر في الجيش اللبناني، الإثنين، أن قواته تعيد التمركز قرب الحدود في جنوب لبنان على وقع الإعلان الأميركي عن "عمليات محدودة" تنفّذها القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية. وقال المصدر إن "قوات الجيش اللبناني تعيد التمركز وتجميع القوى" في أجزاء من جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل.
وفي السياق، قال مصدر أمني لبناني لرويترز إن القوات اللبنانية انسحبت من مواقع على طول الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل إلى نحو 5 كيلومترات شمال الحدود.
وقال آمال الحوراني رئيس بلدية جديدة مرجعيون وهي قرية لبنانية ذات أغلبية مسيحية تبعد أقل من 10 كيلومترات عن الحدود لرويترز إن اثنين من السكان المحليين تلقيا مكالمات من الجيش الإسرائيلي فيما يبدو تأمرهما بإخلاء المنطقة في أقرب وقت ممكن.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المناطق المحيطة ببلدات المطلة ومسكاف عام وكفار جلعادي شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان، منطقة عسكرية مغلقة وأن الدخول إلى هذه المناطق محظور.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية عن "قصف مدفعي مستمر" يستهدف "بلدة الوزاني وسهل مرجعيون والخيام منذ أكثر من ساعتين"، وهي بلدات تقع عند الحدود الجنوبية للبنان.
وعلى وقع التصعيد أعلنت دول، مساء الإثنين، عن تحركات عاجلة لإجلاء رعاياها من لبنان حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية ضد أهداف تابعة لـ"حزب الله".
وأبحرت سفينة تابعة للبحرية الفرنسية الإثنين من جنوب شرق فرنسا للتمركز قبالة الساحل اللبناني "احترازيا" في حال اضطرارها لإجلاء رعاياها، وفق ما أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.
وأوضح مصدر في هيئة الأركان أن حاملة المروحيات البرمائية (PHA) الفرنسية التي ستستغرق "5 إلى 6 أيام" للوصول إلى المنطقة في شرق البحر الأبيض المتوسط من ميناء تولون، مجهّزة بمروحيات و"مجموعة قتالية" ستتم تعبئتها في حال اضطرارها لإجلاء المواطنين الفرنسيين.
ويقيم في لبنان حوالي 23 ألف فرنسي أو فرنسي-لبناني.
وأنشأت السفارة الفرنسية خلية للرد الهاتفي تعمل طوال أيام الأسبوع، وفق ما ذكر وزير الخارجية جان نويل بارو الإثنين خلال زيارته لبيروت.
وبدورها، أعلنت بريطانيا مساء الإثنين أنها استأجرت رحلة جوية تجارية لإجلاء رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان.
وقالت الخارجية البريطانية في بيان إن هذه الطائرة ستغادر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يوم الأربعاء.
ونقل البيان عن وزير الخارجية ديفيد لامي قوله إن "سلامة المواطنين البريطانيين في لبنان تظل أولويتنا الأولى".
وأضاف "لهذا السبب، استأجرت حكومة المملكة المتحدة رحلة جوية لمساعدة أولئك الذين يرغبون في المغادرة. من الضروري أن تغادروا الآن لأن عملية إجلاء لاحقة قد لا تكون مضمونة".
وأوضح البيان أن الأولوية في هذه الرحلة ستكون لإجلاء المواطنين البريطانيين "الضعفاء".
وكانت بريطانيا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها نشرت 700 عسكري في قبرص استعدادا لإجلاء محتمل لرعاياها من لبنان.
أما كندا فأعلنت الإثنين أنها حجزت 800 مقعد على رحلات جوية تجارية لمساعدة رعاياها على مغادرة لبنان.
وكتبت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي على منصة إكس: "الوضع الأمني في لبنان أصبح أكثر خطورة وتقلّبا".
وأضافت أنه "من أجل مساعدة الكنديين على مغادرة البلد بشكل أسرع، نعمل حاليا على زيادة القدرة التجارية وقد حجزنا 800 مقعد إضافي خلال الأيام الثلاثة المقبلة".
ومن المقرر أن تنطلق أولى هذه الرحلات يوم الثلاثاء، علما أن نحو 45 ألف كندي حاليا في لبنان.
من جانبها عبرت دولة الإمارات العربية المتحدة عن قلقها البالغ من التطورات التي تجري في لبنان، ومن تداعيات انزلاق هذه الأوضاع الخطيرة وتأثيرها على الاستقرار في المنطقة.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها موقف دولة الإمارات الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى وقوفها ومساندتها للشعب اللبناني الشقيق في مواجهة التحديات، حيث أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار أميركي إلى الأشقاء في لبنان.
ودعت الخارجية في بيانها إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف تصاعد القتال لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، بدء عملية عسكرية برية في لبنان.
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى أنه "بدأ مداهمات محدودة ومستهدفة لأهداف لحزب الله في منطقة الحدود في جنوب لبنان".
وأوضح أن "هذه الأهداف تقع في قرى قريبة من الحدود وتشكل تهديدا مباشرا للتجمعات السكانية في شمال إسرائيل".
ووفق البيان فإن "سلاح الجو والمدفعية يدعمان القوات البرية بضربات دقيقة على أهداف عسكرية في المنطقة".
وشدد البيان على أن عملية (السهام الشمالية) ستستمر وفقا لتقييم الوضع وبالتوازي مع القتال في غزة وفي ساحات أخرى، وأن "العمليات تمت الموافقة عليها وتنفيذها وفق قرار القيادة السياسية".
قد يهمك أيضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر