نظمت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، الاثنين بالرباط، لقاء تواصليًا بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لتربع الملك محمد السادس على العرش، بمشاركة أكثر من 120 من ممثلي مغاربة العالم، حيث يأتي هذا اللقاء بعدما تم توجيه الدعوة إلى عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للاحتفال بهذه الذكرى، بتنسيق مع البعثات الدبلوماسية للمملكة والمراكز القنصلية، إذ توافد على المملكة أزيدُ من 120 من مغاربة العالم، يمثلون 65 دولة؛ وقد دأبت الوزارة، سنويا، على تمكين عدد منهم من المشاركة الفعلية في هذه المناسبة.
ووصفَ عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، لحظة عيد العرش بـ"المناسبة الغالية والفرصة لنتواصل مع مغاربة العالم ولنتحدث عن حصيلة 20 سنة من الحكم كانت استثنائية وإيجابية، وشهدتْ إطلاق مشاريع كبرى من قبيل القطار الفائق السرعة الذي مكن المغرب من تحقيق مراتب متقدمة على المستوى القاري".
وأضاف المسؤول الحكومي، في كلمة افتتاحية له أمام عدد من المسؤولين وممثلي الجاليات، أنّ "مغاربة العالم يمثلون رُسلا وقنطرة بين المغرب ودول الاستقبال، وهم منبهرون بإنجازات الملك المحققة طوال عشرين سنة الماضية"، مورداً أنّ "مغاربة العالم يشكلون طرفا أساسيا في كل معادلات التنمية، وقناة لنقل التكنولوجيا الدقيقة للمغرب، ويحظون برعاية ملكية استثنائية".
اقرأ أيضا
أنباء عن إسقاط مجموعة من رؤساء الجهات مباشرة بعد خطاب العرش المغربي
وزاد بنعتيق أنّ الملك أطلق "سلسلة من المشاريع الكبرى والإنجازات وقام بمجموعة من الإصلاحات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هادفة إلى بناء مغرب معاصر، مع الحفاظ على هويته ووحدته الترابية والمجتمعية، من بينها ميناء طنجة المتوسط الذي يحتل المرتبة 45 ضمن الموانئ التجارية الكبرى في العالم، بالإضافة إلى الطرق السيارة التي يحتل فيها المغرب الصدارة في إفريقيا بإمكانيات متواضعة".
واستطرد الوزير: "المغرب انخرط بقوة في تفعيل الإرادة السامية الهادفة إلى إحداث بنيات تحتية، كشبكة الطرق السيارة، وخطوط السكك الحديدية (القطار الفائق السرعة)، والتي جعلت منه مركزاً اقتصادياً عالميا، قادراً على تعزيز تنافسيته وجذب استثمارات ضخمة"، مشيراً إلى أن "مغاربة العالم حاضرون في برنامج التحصين الديني والهوياتي، وقوة ضاربة كلما تعرضت الوحدة الترابية للاستفزاز من قبل خصوم المغرب".
وفي السياق ذاته، أشار الوزير إلى أنّ "الملك أطلق مجموعة من الأوراش والمشاريع، سواء داخل الوطن أو خارجه، شكلت رافعة مهمة في كل إقلاع تنموي حقيقي للبلاد"، وزاد: "يأتي تعديل دستور المملكة، سنة 2011، على رأس هذه الإصلاحات، إذ تم تعزيز الترسانة المؤسساتية بإحداث عدد من المؤسسات العاملة في مجال حماية وصيانة حقوق الإنسان".
من جانب آخر، قال أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، متحدثاً أمام عدد من أبناء الجالية المغربية، إن "من بين المشاكل التي تقضُّ مضجع عالم اليوم قضية التّشدد والتطرف والإرهاب واستعمال الدين من أجل نشر الكراهية والفرقة بين العالمين"، مورداً أن "مغاربة العالم يتعاطون مع هذه القضايا باختيارات ثابتة".
وقال عبادي إنّ "إمارة المؤمنين مؤسسة فعلية وظيفية وعملية أبدت نجاعتها على مر العصور، إذ رسّخ الدستور وظيفتها، وهي سارية العماد ومعها المجلس الأعلى الذي يضمن القرب من المواطنين عن طريق الإفتاء والإرْشاد".
وأوضح عبادي أنّ "المغرب خرج من مرض التّقارير المختصة التي تنتجها مؤسسات تكتب تقارير بلغات عالمة"، داعياً إلى "تبسيط أمور الدّين حتى تستفيد منه كل مكونات المجتمع"، ومبرزاً أن "الطرق الصوفية فيها وصل بين المواطنين من خلال الرسائل الملكية التي تأخذ بعداً روحيا، والتي تقدم الدين الإسلامي من باب الجلال والجمال".
وأشار المسؤول ذاته إلى أن "دفتر تحملات الدين هو توفير السّعادة في نفوس المواطنين وتبيان طريق الاهتداء من خلال مؤسسة الصلاة والصيام والحج التي تجعل من الرابط الاجتماعي قوياً، وتبعد خطر الإرهاب الذي ينتعشُ في الفراغ"، وقال إن النموذج المغربي ينبني على الوسطية والاعتدال، ومناهضة كل أشكال التطرف، وتثمين مختلف المقومات والروافد؛ وذلك من خلال تنفيذ عدة برامج همت بالخصوص تكوين الأئمة والمرشدات والمرشدين، وتعزيز دور المساجد في المجتمع، والرفع من حسن تدبيرها.
قد يهمك ايضا :
الحموشي يحقق حلم طفل بارتداء زيّ الأمن الوطنيّ
مستشار الأمن الوطني العراقي يبحث مع ظريف جهود تحقيق استقرار المنطقة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر