الرباط - المغرب اليوم
أفادت ورقة تحليلية صادرة عن منظمة دولية في المغرب بأن سوق الشغل المغربي "غير متكافئ" وبأنه يعكس "أوجه القصور الذي يشهده مسار النمو الحالي" كما يعكس "مجتمعا غير شامل للجميع، حيث يهمش النساء والشباب".وذكر الورقة المعدة من طرف منظمة "أوكسفام" في المغرب، والتي جرى تقديمها منتصف الأسبوع الجاري، تحت عنوان "سوق الشغل في المغرب. تحديات هيكلية وسبل إصلاح من أجل تقليص أوجه اللامساواة"، أن "النساء في سوق الشغل تعاني من التهميش بشكل كبير"، موضحا أن معدل النشاط لدى النساء يقل بحوالي 50 نقطة مقارنة بالرجال الذين تتطابق مشاركتهم مع ما يجري في الاقتصاديات المتقدمة.
وأشار المصدر إلى أن امرأة واحدة فقط من أصل كل خمسة نساء (21.5٪ إلى غاية متم 2019) تشارك في سوق الشغل مقارنة ب 71٪ بالنسبة للرجال، مبرزا أن الفجوة الفارقة بين الرجال والنساء في سوق الشغل تتميز بأن وجود التهميش الهيكلي للنساء بعيد عن كل الاعتبارات المرتبطة بالظرفية الاقتصادية.
وبشأن وضعية الشباب في سوق الشغل، أفادت المنظمة أنهم يعانون في الوسط الحضري من بطالة متفشية، بالرغم من تمديد فترة التمدرس تدريجيا، مسجلة أن معدل البطالة يشمل شخصا واحدا من أصل كل 4 شباب تقريبا تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، وقالت أن ذلك المعدل "ينحو في اتجاه تصاعدي في السنوات الأخيرة".
وفي هذا الصدد، رصدت المنظمة إدماجا سيئا للمجازين ويتمثل في عدم تلاؤم عميق بين مناصب الشغل المحدثة مع بنية الاقتصاد ومع كفاءات العمال، مفيدة أن هذا الاختلال يشكل خسارة بالنسبة للمجتمع الذي استثمر في تكوين أولئك الأشخاص.
واعتبر المصدر ذاته، أن نتائج هذا الإدماج الصعب للشباب في سوق الشغل تُردّد صدى تهميش جزء مهم من الشباب من طرف المجتمع، معتبرا أن المغرب من بين بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا الأكثر تأثرا بظاهرة ال "NEET" التي تشمل الشباب البالغين من 15 إلى 24 ولا يعملون وليسوا متمدرسون ولا يتابعون أي تكوين.
وأوضح المصدر، أن أزمة كوفيد 19 كان لها "أثر مباشر وعميق ترتب عنه تقوية مكامن ضعف سوق الشغل"، مضيفا أنها ساهمت في "تدمير مناصب الشغل وكذلك تلك التي لم يتم إحداثها بعد في ارتفاع عدم النشاط الموجود بكثافة سابقا وفي البطالة".
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر