دمشق - سليم الفارا
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة أجرت "اتصالات مباشرة" مع هيئة تحرير الشام التي تسيطر حالياً على سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، رغم أن واشنطن تصنفها حتى الآن كمنظمة إرهابية.
وكان بلينكن قد صرح بعد محادثات بشأن سوريا في مدينة العقبة جنوب الأردن حضرها وزراء ثماني دول عربية إضافة إلى وزراء خارجية فرنسا وتركيا والإتحاد الأوروبي ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، "نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى".
وأشار بلينكن إلى أن الولايات المتحدة منفتحة على تخفيف العقوبات عن سوريا في المستقبل.
وأوضح أن الاتصال مع الهيئة كان جزءاً من الجهود المبذولة لتحديد مكان أوستن تايس، الصحافي الأميركي الذي اختطف في سوريا عام 2012 بعد اندلاع الحرب الأهلية. وأضاف: "ضغطنا على كل من كان على اتصال بنا بشأن أهمية المساعدة في العثور على أوستن تايس وإعادته إلى الوطن".
ومنذ سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد وفراره إلى روسيا في الثامن من ديسمبر الحالي، شنت إسرائيل نحو 500 غارة على مناطق مختلفة في سوريا، بغية تفكيك قدرات الجيش والقوات المسلحة، حسب ما أكد عدة مسؤولين إسرائيليين سابقا.
وقد تجددت تلك الغارات مساء أمس السبت، إذ استهدفت 61 ضربة إسرائيلية مواقع عسكرية في جميع أنحاء البلاد خلال ساعات وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إذ أوضح المرصد أن "61 ضربة جوية استهدفت الأراضي السورية في أقل من 5 ساعات.
كما أضاف أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف خصوصا بـ"صواريخ فراغية أنفاقا تحتوي على مستودعات صواريخ بالستية داخل جبال". وقال: "تحتوي المستودعات على صواريخ كبيرة وذخيرة وقذائف هاون وغيره من العتاد العسكري الذي تسعى إسرائيل لتدميره".
كذلك شدد على أن تلك الغارات تهدف إلى "تدمير ما تبقى من القدرات العسكرية للجيش السوري".
ومنذ سقوط الأسد ارتفع "عدد الضربات الإسرائيلية إلى 446 غارة طالت 13 محافظة سورية"، حسب المرصد.
فيما زعمت إسرائيل أن غاراتها وتحركاتها على الحدود أيضا وتوغلها داخل "المنطقة المنزوعة السلاح" التي تم إنشاؤها بموجب اتفاق فض الاشتباك بعد حرب 1973، وسيطرتها على الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، تهدف إلى حماية أمنها.
كما وصفت تلك "الإجراءات بالمحدودة والمؤقتة لضمان أمن الحدود."
في حين أكد أحمد الشرع قائد "جبهة تحرير الشام"، أن إسرائيل تستخدم ذرائع واهية لتبرير هجماتها على سوريا.
لكنه أوضح في الوقت عينه أنه ليس معنيا بالدخول في صراعات جديدة حيث تركز البلاد على إعادة البناء بعد نهاية عهد الأسد.
وأضاف الشرع، في تصريحات لوسائل إعلام سورية، أن دمشق "متأخرة في العديد من المجالات مقارنة بما أنجز في إدلب". كما أوضح أنه "ليس لدينا عداءات مع المجتمع الإيراني"، مؤكداً "لسنا بصدد خوض صراع مع إسرائيل".
وفيما يتعلق بالقوات الروسية في سوريا، قال الشرع: "أعطينا روسيا فرصة لإعادة تقييم علاقتهم مع الشعب السوري، بناءً على تجربتنا الإدارية في إدلب، ونحن نخطط للتوسع في باقي المحافظات".
كما أشار الشرع، إلى أن هناك تواصلاً مع سفارات غربية، بما في ذلك نقاش مع بريطانيا بشأن إعادة تمثيلها في دمشق، مؤكداً أن "أهدافنا واضحة وخططنا جاهزة للبناء والتطوير في سوريا".
وكانت إسرائيل ضربت منذ الأسبوع الماضي، عشرات القواعد الجوية الرئيسية في مختلف أنحاء سوريا.
كما دمرت بنى تحتية وعشرات طائرات الهليكوبتر والمقاتلات، فضلا عن مواقع تخزين أسلحة، والأسطول البحري السوري. واستهدفت أيضا منشأة دفاع جوي قرب ميناء اللاذقية السوري المطل على البحر المتوسط.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر