أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الخميس، أن "داعش" يتراجع في العراق وسورية، في حين تتقدم كل من القوات العراقية والتحالف الدولي ضد التنظيم في المنطقة. وأكد الأمين العام لحلف "الناتو" ينس شتولتنبرغ في تصريح صحافي، عقب لقائه رئيس الوزراء النيوزلندي بيل إنجلش في مقر الحلف في بروكسل، أن "داعش" مسؤول عن العديد من الهجمات المتطرفة في جميع أنحاء العالم.
وشدد على أهمية الاستمرار في محاربة "داعش"، ودعم التحالف ووجوب أن يكون المجتمع الدولي يقظًا للتهديدات المتطرفة. وواصلت القوات العراقية المشتركة تقدمها السريع في الساحل الأيسر من مدينة الموصل، اذ تمكنت خلال الأيام القلية الماضية من استعادة أحياء استراتيجية من قبضة تنظيم "داعش" واقترابها من ضفة نهر دجلة الفاصل مع الساحل الأيمن للمدينة. وأكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أن "قطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع تمكنت من تحرير المثلث الجنوبي للساحل الأيسر".
وأضاف أنه "خلال الساعات المقبلة، سنعلن تحرير يارمجة والسيطرة على الضفة الشرقية لنهر دجلة وانتهاء عملياتنا العسكرية". وأعلن أن "الشرطة الاتحادية بدأت مرحلة تطهير الساحل الأيسر من مخلفات داعش، وإزالة الأفخاخ والألغام والعبوات الناسفة وتفكيك المباني المفخخة". وبحثت هيئة "الحشد الشعبي"، مع قياداته التحضيرات لإنطلاق الصفحة السادسة من عمليات الحشد الشعبي في غرب الموصل.
وذكر بيان لإعلام الحشد الشعبي، أن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، الخميس، عقد، اجتماعًا مع عدد من قيادات الحشد الشعبي، في مقر هيئة الحشد الشعبي بالعاصمة بغداد". وأضاف البيان، أن "الاجتماع ناقش تطورات المعارك في القاطع الغربي لمدينة الموصل، والاستعدادات الجارية لإطلاق المرحلة السادسة". وكانت تعزيزات كبيرة من قوات الحشد الشعبي، وصلت إلى قاطع المحور الغربي لمدينة الموصل، استعدادًا لانطلاق الصفحة السادسة.
وسربت مصادر محلية معلومات تفيد، أن تنظيم "داعش" المتطرف وجه أنصاره والمؤيدين له باغتيال الشخصية الدينية الموصلية المعروفة محمد الشماع، إمام وخطيب جامع النبي يونس لمناهضته له ورفضه التعاون معهم. وقالت المصادر، إن "التنظيم وجه عناصره بوجوب التواصل مع المؤيدين له والخلايا المسلحة النائمة في المناطق المحررة، في مدينة الموصل من أجل متابعة أخبار أمام وخطيب جامع النبي يونس الشيخ محمد الشماع، ومعرفة مواعيد جولاته الميدانية في الموصل والعمل على تصفيته في الحال".
وعزت المصادر محاولة داعش اغتيال الشماع إلى مهاجمة الأخير للفكر "الإرهابي وتثقيفه الشباب ونصيحته لهم عبر المنابر الدينية ووسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي بعدم الانجرار وراء أفكار التنظيم المتطرف، وضرورة مساندة القوات المسلحة العراقية في حربها ضد التطرف".
وفي محافظة صلاح الدين، أكد مصدر أمني أن "عبوة ناسفة، انفجرت، في ساعة متأخرة من مساء الخميس، على عجلة تابعة للحشد الشعبي في قضاء الدور، شرقي تكريت، ما أسفرت عن إصابة ثلاثة من عناصره كانوا بداخلها بجروح متفاوتة". وأضاف المصدر، "عبوة ناسفة من مخلفات تنظيم داعش انفجرت، الخميس، في حي القادسية، شمالي تكريت، ما أدى إلى مقتل رجل وثلاثة من أطفاله".
وفي الشأن السياسي، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الخميس، أن الكرد بذلوا جهودًا كبيرة لتحقيق مفهوم الشراكة الحقيقية والديمقراطية في العراق، مشيرًا إلى أن أولئك الذين سلموا مدينة الموصل إلى تنظيم داعش قد اساءهم بدء عمليات تحريرها. وقال بارزاني اللقاء السنوي الذي يعقده مع ممثلي قنصليات الدول، والذي تتم فيه مناقشة السياسة العامة للإقليم، وكذلك الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة، أنه "ليس لأحد الحق أن يعاتبنا على موضوع وحدة العراق، لأننا عملنا بكل الجهود قبل 2003 وبعده على توثيق وتحقيق الشراكة الحقيقة، والتنوع والديمقراطية والفدرالية، وفي زيارتنا الى بغداد في 29 أيلول/سبتمبر من السنة الماضية اتفقنا أن نتواصل في الحوارات لإيجاد حلول للخلافات والمشاكل العالقة".
وأضاف "أن داعش يتعرض لخسائر فادحة ويسير باتجاه الانهيار، ولكن عدم بقاء هذه المنظمة المتطرفة في الموصل وخسارته من الناحية العسكرية لا يعني هذا القضاء على التنظيم والتطرف بشكل نهائي، ومن الممكن أن يلجأ التنظيم بدلا من المواجهة العسكرية المباشرة إلى مسميات وأساليب أخرى ويصبح تهديداً للأمن العالمي والإنساني". ولم يستبعد بارزاني خلال اللقاء نشوء منظمة "أخطر" من تنظيم داعش.
وقال بارزاني "إن أولئك الذين سلموا مدينة الموصل إلى تنظيم "داعش" قد اساءهم بدء عمليات تحريرها، وأن يكتب لها النجاح لأنهم مهزومون، ولا يرغبون برؤية الانتصارات المتحققة، معبراً عن تحسن الأوضاع المالية والاقتصادية بعد عودة جزء من النازحين إلى مناطقهم المحررة مع ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، إضافة إلى بدء حكومة الإقليم بمشروع الإصلاحات.
وتحدث رئيس إقليم كردستان في بداية اللقاء على الأسباب التي أدت إلى نشأة تنظيم داعش، والهجمة التي تعرض لها الإقليم من قبل ذلك التنظيم المتطرف، ومخاطره على الامن في العالم، وعلى الإنسانية جمعاء، وعن مرحلة تصدي قوات البيشمركة للتنظيم بإمكانيات متواضعة، وما بذلته من الجهود للحفاظ على لتحرير المناطق وساكنيها، ومرحلة الهجوم المعاكس وإيقاف تقدم التنظيم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر