دمشق - نورا خوام
بعد تضييق الخناق على خان الشيح، تسعى قوات الحكومة إلى الوصول إلى اتفاق مصالحة مع القائمين على البلدة، فيما تجددت الاشتباكات في محيط مدينة دير الزور، في ظلّ سقوط خسائر بشرية في انفجار في ريف درعا الشرقي، وسط استهداف المعارضة للقوات الحكوميّة، التي تمكنت من التقدم في نقاط في ريف حماة الشمالي بعد عشرات الضربات الجوية والصاروخية، مع تجدد المعارك في غوطة دمشق الشرقية.
فلا تزال قوات الحكومة السوريّة، تحاول التوصل إلى عقد اتفاق ومصالحة مع مقاتلي الفصائل في بلدة خان الشيح، في غوطة دمشق الغربية، عبر وجهاء وأعيان من المنطقة، وذلك عقب تمكنها خلال الأيام الفائتة، من محاصرة البلدة، من خلال السيطرة على الطرق الواصلة إليها كافة، وتضييق الخناق عليها أكثر، من خلال سيطرتها على منطقة البويضة المحاذية لها من الجهة الشرقية.
وفي حال تمكنت تلك القوات من الوصول إلى اتفاق مع فصائل خان الشيح، فإنها تكون قد استعادت السيطرة على رابع منطقة سكنية في غوطة دمشق الغربية، بعد تهجيرها الآلاف من مقاتلي داريا ومعضمية الشام مع عوائلهم، عبر نقلهم إلى مراكز إيواء في ريف دمشق الغربي، وإلى محافظة إدلب.
أما في محافظة حلب، فقد تزامنت الهدنة التي كانت قد أعلنت عنها روسيا أمس الجمعة، مع دخول معارك المدينة يومها السابع، والتي وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلالها مقتل مئات الأشخاص في المعارك العنيفة، التي ترافقت مع قصف بالمئات من قذائف المدفعية وقذائف الهاون والدبابات والصواريخ، بالإضافة للقصف الصاروخي، من قبل الطائرات الحربية، والقصف بالبراميل المتفجرة من الطائرات المروحية، والقصف بالمئات من صواريخ غراد وصواريخ أخرى وقذائف محلية الصنع، على جبهات القتال الممتدة من أطراف حي جمعية الزهراء، غرب حلب، وصولاً إلى جنوب وجنوب غربي المدينة.
إلى ذلك، قتل 3 أشخاص من جراء قصف لقوات الحكومة بقذائف على مناطق سيطرة الفصائل، في حي صلاح الدين، فيما قتل 69 مدنياً بينهم 25 طفلاً و8 نساء، من جراء سقوط مئات القذائف وصواريخ غراد، على مناطق سيطرة الحكومة في أحياء حلب الغربية.
كما قتل 74 على الأقل من القوات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بالإضافة إلى إصابة العشرات من تلك العناصر في القصف وتفجير المفخخات والاشتباكات.
كما قضى 86 مقاتلاً على الأقل من الجنسية السورية، من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية، خلال القصف الجوي والصاروخي والمدفعي وتفجير ألغام وعبوات ناسفة والاشتباكات العنيفة، في حين قضى العشرات من المقاتلين من جنسيات غير سورية، من مقاتلي الفصائل وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني، ومن ضمنهم 9 مقاتلين على الأقل فجروا أنفسهم بعربات مفخخة.
وفي حلب أيضًا، قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة أورم الكبرى في الريف الغربي، ما أسفر عن إصابة أشخاص عدة بجروح، بينما استهدفت الفصائل، رتلاً للقوات الحكوميّة في منطقة الملاح، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من تلك العناصر، كما استهدفت الفصائل تمركزات لقوات الحكومة، في حي جمعية الزهراء، بينما استهدفت القوات الحكوميّة مناطق في جبل المدورة في الريف الجنوبي، بينما استهدفت جبهة فتح الشام عربة نقل جنود الحكومة في منطقة جنوب خناصر، ما أسفر عن إعطابها وخسائر بشرية، بينما سقطت قذائف على أماكن في منطقة الراموسة جنوب حلب، ما أسفر عن مقتل عنصرين اثنين من قوات الحكومة وإصابة آخرين.
كذلك تدور اشتباكات وصفت بالعنيفة بين بين الطرفين في محيط منطقة خان طومان، إثر هجوم للقوات الحكوميّة على المنطقة، بالتزامن مع قصف حكوميّ استهدف المنطقة.
على صعيد متصل، نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت أماكن في ضاحية الأسد ومشروع 1070 شقة وأرض الجبس ومنيان في الضواحي الغربية والجنوبية الغربية لمدينة حلب، في حين سقطت قذائف على مناطق في الراموسة بالقسم الجنوبي، من أحياء حلب الغربية، ما أدى إلى مقتل رجلين وإصابة آخرين بجروح، في حين تبين أن طبيباً كان من بين القتلى الـ 15 الذين قضوا أمس، إثر سقوط قذائف على مناطق سيطرة القوات الحكوميّة، في القسم الغربي من مدينة حلب، وقضى أيضاً محمد الأحمد "الغابي" قائد جيش التحرير العامل ضمن عملية "درع الفرات" المدعومة بالدبابات والطائرات التركية في ريف حلب الشمالي الشرقي، متأثراً بجراح أصيب به، إثر استهدافه من قبل تنظيم "داعش"، في حين سمع دوي انفجارات في مدينة حلب، ومعلومات مؤكدة أنها ناجمة عن قصف لقوات الحكومة على خطوط التماس، بين الأحياء الشرقية والغربية من المدينة، والقسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية.
وفي محافظة درعا، قضى مقاتلان اثنان في الفصائل، من جراء انفجار ألغام زرعت في وقت سابق في مدينة بصرى الشام، في ريف درعا الشرقي، في حين وردت معلومات عن أسر الفصائل لعنصرين اثنين من قوات الحكومة، بينهم ضابط على الأقل، في ريف درعا الشرقي. فيما قصفت قوات الحكومة مناطق في مخيم درعا، من دون أنباء عن إصابات.
وفي محافظة دير الزور، تجددت الاشتباكات بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، في أطراف اللواء 137 جنوب غرب دير الزور، وسط استهداف الطيران الحربي لمناطق الاشتباك، فيما لم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن.
أما حماة، فاستهدفتها القوات الحكوميّة في قرية زيزون في سهل الغاب في الريف الشمالي الغربي، في حين استمرت الاشتباكات في الريف الشمالي، وسط استمرار القصف من قبل قوات الحكومة على مناطق الاشتباك، بالتزامن مع استهداف الفصائل تمركزات وآليات القوات الحكومية في المنطقة، والتي بدأت صباح أمس الجمعة، هجوماً جديداً في محاولة جديدة للتقدم في المنطقة، واستعادة المزيد من المناطق التي خسرتها في الـ 29 من آب/ أغسطس الفائت من العام الجاري، من خلال هجوم عنيف وواسع لفصيل جند الأقصى وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى.
كما استمرت الاشتباكات في الريف الشمالي لحماة، بالتزامن مع استمرار القصف المتبادل بينهما، وسط تقدم لقوات الحكومة في محاور جديدة، حيث استعادت حواجز كانت تسيطر عليها الفصائل في المنطقة، وترافقت الاشتباكات مع تنفيذ الطائرات الحربية أكثر من 50 ضربة جوية استهدفت بلدات في الريف الشمالي، ومحاور الاشتباك، كذلك سقطت قذائف على مناطق في قرية عقارب في ريف السلمية الشرقي، من دون معلومات عن خسائر بشرية.
وفي حمص، استهدفت القوات الحكوميّة بالقذائف ونيران الرشاشات الثقيلة، مناطق في مدينة الرستن، فيما استهدفت المعارضة تمركزات القوات الحكوميّة في الديرخبية، وطريق الديوان، في مزارع خان الشيح في الغوطة الغربية لدمشق، وسط معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوفقوات الحكومة.
أما في محافظة ريف دمشق، فتجددت الاشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محاور سيس ومكحول ومناطق أخرى في القلمون الشرقي، وسط تقدم للفصائل في المنطقة، ومعلومات عن سيطرتها على المنطقتين، وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين الجانبين.
كما استهدفت الفصائل الإسلامية تمركزات لقوات الحكومة في جبهة النشابية في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع اشتباكات بين الطرفين في محيط بلدة حوش نصري في منطقة المرج، إثر محاولات من قوات النظام التقدم في المنطقة باتجاه الشيفونية.
وفي مدينة الحسكة، سمع دوي انفجارين، وسط تضارب المعلومات حول طبيعتهما، فيما إذا كانا ناجمين عن سقوط قذيفتي هاون، أو انفجار عبوات ناسفة في المدينة وأطرافها، كما لم ترد إلى الآن معلومات عن الخسائر البشرية.
وفي القنيطرة، تدور اشتباكات بين القوات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط منطقة جباتا الخشب في ريف القنيطرة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
فيما استهدفت القوات الحكوميّة في السويداء سيارتين مزودتين بمدافع رشاشة للفصائل، في منطقة جنوب تل الشيخ خميس، بالقرب من مطار الثعلة العسكري، في ريف السويداء الغربي، ما أسفر عن خسائر بشرية في صفوف الفصائل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر