طهران - مهدي موسوي
دعت مجموعة تطلق على نفسها "الشباب الثوار في إيران" إلى إغلاق المحلات والأعمال التجارية، يوم غد الخميس، في عموم إيران، وذلك تضامنا مع المدن الكردية غربي البلاد التي تتعرض للقمعِ الشديد هذه الأيام. كما طالب "مركز تعاون الأحزاب الكردية في إيران" المنظمات السياسية والنشطاء المدنيين وكافة فئات الشعب الإيراني بتنظيم إضراب عام يوم الخميس 24 نوفمبر من أجل تعزيز الوحدة والتضامن ودعم الشعب الكردستاني.
وتزامنا، حذرت "دار السينما" الإيرانية من أنه في حالة عدم انتهاء التهديدات والاعتقالات والاستدعاءات المتتالية لأعضائها وعدم الإفراج عن السينمائيين الموقوفين، فإنها ستطلب من أعضائها الاعتصام والامتناع عن التعاون مع المشاريع السينمائية والتلفزيونية. ونُشر هذا البيان الصريح بعد القبض على هنغامه قاضياني، وكتايون رياحي، لخلعهما الحجاب الإجباري، واستدعاء وتهديد العديد من السينمائيين لأسباب مماثلة، بما في ذلك دعمهم لانتفاضة الشعب الإيراني.
وفي الأسابيع الأخيرة، نشرت عشرات الفنانات الإيرانيات صورًا وفيديوهات لهن من دون الحجاب الإجباري. وفي أحدث مثال، نشرت المخرجة سحر مصيبي صورة لنفسها بدون الحجاب الإجباري على "إنستغرام". وبشكل مواز، أفادت قناةُ "إيران إنترناشيونال" بأنه تم قطعُ خدمة الإنترنت في المدن ذات الأغلبية الكردية في البلاد. وأشارت القناة أيضا إلى اضطراب خدمة الإنترنت في العاصمة الإيرانية طهران.
وتشهد خدمةُ الإنترنت في إيران اضطرابات وانقطاعات منذ بدء الاحتجاجات في سبتمبر الماضي. يأتي ذلك فيما هاجم المحتجون مقرا للباسيج في منطقة بُل غردن بمدينة ساري شمالي إيران، وكذلك هاجموا مكتب إمام الجمعة في مدينة قوتشان في محافظة خراسان رضوي. وفي الأسبوع العاشر من الاحتجاجات التي عمّت المدن الإيرانية، كانت المدن الكردية في محافظات كردستان وكرمانشاه والجزء الكردي من محافظة أذربيجان الغربية في طليعة الاحتجاجات وتضامنت معها مدن عدة، منها بوشهر وطهران ومشهد وكرج وإيذج وقم.
وفي السياق ذاته تم الإعلان عن مقتل 72 شخصاً من قبل قوات الأمن الإيرانية ، منهم 56 شخصاً في مناطق يسكنها الأكراد، خلال الأسبوع الفائت في حملة قمع التظاهرات التي تشهدها إيران على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني في منتصف أيلول/سبتمبر، حسبما قالت منظمة حقوقية الثلاثاء.
وتتهم الحكومة الإيرانيّة الفصائل الكردية المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر إثر وفاة مهسا أميني بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللتها رفع شعارات مناهضة للسلطات واعتبر مسؤولون جزءا كبيرا منها "أعمال شغب".
وشنت إيران أيضًا ضربات صاروخية متكررة عبر الحدود كان آخرها الثلاثاء، ضد جماعات معارضة كردية في العراق.
وتحدّثت منظمة حقوق الإنسان في إيران التي يقع مقرّها في أوسلو، في آخر حصيلة أصدرتها، عن مقتل 416 شخصًا على أيدي القوات الأمنية في إيران، بمن فيهم 51 طفلًا و21 امرأة.
ولفتت إلى أن 72 شخصًا لقوا حتفهم في الأسبوع الماضي وحده، من بينهم 56 في مناطق يقطن فيها الأكراد في الغرب حيث تصاعدت الاحتجاجات خلال الأيام الأخيرة .
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر