فاز الحزب الديموقراطي، الأحد، بالمقعد الذي كان يحتاج إليه للاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ، وهو نصر حاسم لاستمرارية رئاسة جو بايدن، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية. وبعد أربعة أيام على انتخابات منتصف الولاية التي خيبت آمال الجمهوريين، أعلِن فوز السناتورة الديموقراطية كاثرين كورتيز ماستو في ولاية نيفادا على المرشح المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب، وفقا لقنوات تلفزيونية أميركية. وبإعادة انتخابها، يرتفع عدد الديموقراطيّين المُنتخبين في مجلس الشيوخ إلى 50 من أصل 100، ما يسمح لحزب بايدن بالسيطرة على هذا المجلس، باعتبار أنّ الصوت المُرجِّح يعود إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وذكر البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن اتّصل بكاثرين كورتيز ماستو لتهنئتها وتحدث أيضا مع تشاك شومر، زعيم الغالبيّة الديموقراطية في مجلس الشيوخ. ولا يزال بإمكان الديموقراطيين الفوز بمقعد في ولاية جورجيا، حيث ستُنظّم جولة ثانية في 6 ديسمبر (كانون الأول).
يأتي ذلك في وقت يبدو أنّ الجمهوريّين قريبون من تجريد بايدن من الغالبيّة في مجلس النواب. لكن كلّ الأنظار تتجه إلى العام 2024، مع ترقّب إعلان دونالد ترمب الثلاثاء ترشّحه المحتمل للانتخابات الرئاسية.
وأعلنت ثلاث شبكات تلفزيونية في وقت سابق أيضاً إعادة انتخاب السناتور الديموقراطي مارك كيلي عن ولاية أريزونا. وفي ظلّ هذه الانتكاسات المتتالية التي مُني بها مرشّحو ترمب، أطلق الرئيس السابق تصريحات عن «التزوير الانتخابي» رافضاً الاعتراف بحكم صناديق الاقتراع، كما فعل منذ هزيمته في الانتخابات الرئاسية في العام 2020.
وفي مجلس النواب، لا تزال عمليات الفرز مستمرة. ويبدو أن الجمهوريين أقرب للسيطرة ولو بأغلبية بسيطة، ويفصلهم عن ذلك سبعة مقاعد فقط. فمن أصل 218 مقعدا، وهو الرقم المطلوب للفوز، حصل الجمهوريون حتى الآن على 211، فيما حصل الديمقراطيون على 205 مقاعد حتى الآن..
ويأتي ذلك فيما لم ينتهِ الفرز في حوالى عشرين مركز اقتراع، بشكل رئيسي في كاليفورنيا. لطالما اعتقد الجمهوريون أن لديهم حظوظاً قوية لاستعادة المجلسَين من منافسيهم الديموقراطيين، ووعدوا بـ«مدّ أحمر»، أو حتى «تسونامي» لم يحدث في النهاية.
وأثارت نتائجهم المخيّبة للآمال الغضب بين المسؤولين المنتخبين في الكونغرس، الأمر الذي يُنذر بإمكان اللجوء إلى تصفية حسابات. فقد طالب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ المؤيّدين لترمب، في رسالة كشف عنها موقع «بوليتيكو»، بتأجيل التصويت لانتخاب زعيمهم في المجلس ممّا يشكّل تحدّياً للزعيم الحالي ميتش ماكونيل. وقالوا «نشعر جميعاً بخيبة أمل لأنّ المدّ الأحمر لم يتحقّق وهناك أسباب عدّة وراء ذلك».
بمجرّد تبلوُر المشهد السياسي في مجلسي النواب والشيوخ، ستتجه الأنظار إلى سنة 2024، في ظلّ احتمال رؤية تامب يُعلن ترشّحه الثلاثاء، وفقاً لأحد مستشاريه المقرّبين.
وفي هذه الأثناء، تُوّج حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذي أُعيد انتخابه، الفائز الأكبر في موسم الانتخابات. وعزّز انتصار هذا النجم الجديد لليمين المتشدّد مكانته كمنافس محتمل للرئيس السابق في ترشيح الحزب الجمهوري.
غير أنّ ذلك لم يفُت الملياردير الذي قاد هذا الأسبوع حملة من السخرية ممّن أطلق عليه «رون لا مورال». وسيكون الثلاثاء أيضاً يوم صدور مذكّرات منافس محتمل آخر لدونالد ترمب، هو نائبه السابق مايك بنس.
يبقى أنّ انتخابات العام 2024 قد تشكّل إعادةً لمشهد انتخابات العام 2020. فقد أعلن بايدن هذا الأسبوع «نيّته» السعي إلى ولاية ثانية، لكنّه آثر ترك القرار النهائي بهذا الشأن إلى العام المقبل.
وكان الأميركيون توجهوا يوم الثلاثاء الماضي إلى صناديق الاقتراع لتجديد كافة أعضاء مجلس النواب 435 مقعداً، وثلث مجلس الشيوخ 35، فضلاً عن 36 حاكم ولاية. فيما غالبا ما تشكل انتخابات منتصف الولاية التي تنظم بعد سنتين من الانتخابات الرئاسية،" تصويتا عقابيا" للإدارة القائمة في الولايات المتحدة.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر