الرباط - رشيدة لملاحي
وجّه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، رئيس الحكومة المعفى بقرار ملكي من تشكيل الحكومة المغربية، عبد الإله ابن كيران، رسائلًا قوية، حيث خاطب قادة حزب الاستقلال، بلغة تحمل رسائل مشفّرة، مضيفًا أنّه "بيننا وبين المنتفعين والذين يعتبرون الوطن خالصًا لهم يستمتعون به كما يشاؤون ولا يبالون بأهله، بيننا وبينهم الجنائز، حين تخرج الجماهير للتعبير عن عاطفتها ولا تبالي".
وأوضح ابن كيران في كلمته خلال الحفل التأبيني للراحل امحمد بوستة، في مسرح محمد الخامس في الرباط، أنّه "ليس هناك من شخص انتدب نفسه لخدمة صالح الوطن والمواطنين إلا ووجد نفسه أمام 4 خيارات، الخيار الأول هو الثورة والدخول في المتاهات، والخيار الثاني هو الانبطاح مقابل عرض قليل من الدنيا، وإما خيار التهميش أي أن يُهمش المرء نفسه ويقول ماكاين مايدار نقابل راسي ونقابل وليداتي، وإما أن يسير في طريق الاعتدال".
وشدّد ابن كيران على أن "طريق الاعتدال هو أصعب الطرق وأشقها لأنك تعاني من تطرّف الذين على يمينك وتطرّف من هم على يسارك ومن إشكاليات الذين يريدون أن يجعلوا الوطن كعكة يأكلونها ولا يتركون للفقراء والمساكين شيئا وتعاني ثم تعاني إلى ما لا نهاية"،مشيرا إلى أنّ "التنازل الذي يكون دافعه مصلحة الوطن ليس تنازلا، لأن التنازل يكون من أجل المصالح وبمقابل".
ودعا ابن كيران قيادات حزب الاستقلال، إلى توحيد الصفوف، على خلفية التوتر والصراعات التي يعيشها حزب"الميزان"، وتحوّل حفل تأبين الزعيم السابق لحزب الاستقلال الراحل امحمد بوستة، في مسرح محمد الخامس في الرباط إلى فضاء لتبادل الرسائل المشفرة، حيث رفع أنصار الامين العام للحزب حميد شباط، شعارات تُمجده وتطالب ببقاءه على رأس حزب الميزان.
وعرف الحفل التأبيني برودا على مستوى العلاقات بين القيادات الاستقلالية، حيث جلس الأمين العام حميد شباط مع بعض الوزراء والشخصيات العامّة في الجهة اليمنى للمسرح، في حين ظهر كل من نزار بركة المرشّح بقوة لخلافة حميد شباط في الجهة اليسرى إلى جانب معارضي زعيم حزب الاستقلال شباط، بزعماعة القيادي حمدي ولد الرشيد وكريم غلاب وعبد الصمد قيوح وياسمنة بادو ونعيمة الرباع.
وحضر الحفل كل من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعد الله والوزيرة شرفات أفيلال والوزير السابق مصطفى الخلفي والوزير السابق خالد الناصري والقياي الاتحادي محمد اليازغي والزعيم السياسي اليساري محمد ابن سعيد ايت ايدر، وتوفي وزير الخارجية والأمين العام السابق، امحمد بوستة، بعد صراع مع المرض، وتكفّل العاهل المغربي الملك محمد السادس، بعلاجه بعد زيارته في المستشفى العسكري في الرباط، لتفقّد حالته الصحية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر