برلين ـ جورج كرم
وافق الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني أمس، الأحد، بغالبية ضئيلة، على بدء مفاوضات رسمية مع الحزب المسيحي الديموقراطي بزعامة المستشارة انجيلا ميركل، لتشكيل ائتلاف حكومي. ومن أصل 642 مندوباً للحزب اجتمعوا في بون، وافق 362 على بدء المفاوضات التي يتوقع أن تنهي الأزمة السياسية التي تشهدها ألمانيا، منذ الانتخابات التشريعية في أيلول/سبتمبر الماضي.
وكان مندوبو الحزب الاشتراكي الديموقراطي في ألمانيا عقدوا مؤتمراً استثنائياً أمس للتصويت على قبول أو رفض المشاركة، للمرة الثالثة على التوالي، في تحالف حكومي كبير مع حزبَي الائتلاف المسيحي بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل، وسط انقسام واضح داخل الحزب حيال هذه الخطوة. وعرض رئيس الحزب مارتن شولتز النقاط التي حققها مفاوضو الحزب في ورقة التفاهم التي أقرت مع مفاوضي الائتلاف. وبدأ خطابه من الباب الأوروبي، الذي غاب عن ورقة التفاهم لأسباب تقنية، فلفت إلى أن أنظار ألمانيا ودول أوروبية متجهة إلى مدينة بون حيث يُعقد المؤتمر. وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد له، في اتصال هاتفي، "أهمية دور ألمانيا في أوروبا وضرورة إنهاء الأزمة الحكومية فيها".
وأضاف: "التصويت بالإجماع في هذا المؤتمر سيعزّز موقفنا في مفاوضات تشكيل الائتلاف، وسيُظهر أن الحزب الاشتراكي لا يزال قادراً على الاضطلاع بالمسؤولية وصوغ سياسة جيدة لبلادنا". وتابع شولتز أن "لا خيار أمامنا سوى الحكومة المشتركة، أو تنظيم انتخابات جديدة قد لا يستفيد منها سوى حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، منبهاً إلى تصاعد نفوذ اليمين الشعبوي في النمسا وبولندا وهنغاريا ودول أخرى، وضرورة مواجهته. كما شدد على أن قيادة الحزب "ستعمل لتحديد مسار الحكومة المقبلة"، وزاد: "لن ندع هذا الأمر لغيرنا". وتتزعم الشبيبة الاشتراكية في الحزب، بزعامة كيفن كونارت، حملة رفض ورقة التفاهم والبقاء في صف المعارضة. ويرى جناح اليسار في الحزب أن المسيحيين الديموقراطيين قطفوا غالبية الثمار من الحكومتين السابقتين، فيما تراجعت شعبية الحزب الاشتراكي إلى أدنى مستوى في تاريخه، في الانتخابات العامة التي نُظمت الخريف الماضي.
وشدد قياديون اشتراكيون على أن الموافقة على التحالف مع المسيحيين يأتي "انطلاقاً من المسؤولية السياسية تجاه ألمانيا وأوروبا والحزب الاشتراكي الديموقراطي" فيما تنتظر بروكسيل وفرنسا ودول أوروبية أخرى تسوية سريعة للأزمة السياسية غير المعهودة في ألمانيا. معلوم أن شولتز رفض، بعد نتيجة الانتخابات المخيبة لآمال حزبه، الدخول في ائتلاف حكومي مع ميركل، لكنه تراجع بعد فشل مفاوضات تشكيل "ائتلاف جامايكا" الرباعي، وإثر ضغوط شديدة مارسها الرئيس الألماني (الاشتراكي) فرانك فالتر شتاينماير.
وأظهر استطلاع أعدّته القناة التلفزيونية العامة "زد دي أف" قبل ثلاثة أيام أن الحزب الاشتراكي يعاني من أزمة ثقة، بعد تراجع جديد في شعبيته، من 23 إلى 20 في المائة، في مقابل ارتفاع في شعبية الائتلاف المسيحي، من 32 إلى 33 في المائة، في حال نُظمت انتخابات نيابية جديدة الآن، فيما حافظت الأحزاب الصغيرة الأخرى على وضعها تقريباً.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر