الرباط - رشيدة لملاحي
أرخت تطورات أحداث مدينة الحسيمة شمال المغرب بظلالها على الأحزاب المغربية، حيث تسود حالة سخط وغضب داخل صفوف حزب "العدالة والتنمية" المغربي، عقب انتفاضة مناضليه وبعض القياديين ضد صمت رئيس الحكومة ووزرائه إزاء الأحداث العنيفة التي شهدتها المنطقة. وقد اعترف البرلمانية عن حزب"المصباح" آمينة ماء العينين، بمرور حزبها في أسوأ مأزق عرفه منذ تأسيسه، متسائلة: "هل لايزال هناك مشكك في كون حزب العدالة والتنمية يمر في أسوأ مأزق عرفه منذ تأسيسه؟ وقالت: "إنها لحظة المصارحة والمكاشفة".
وأضافت ماء العينين، أن "ما يدل على أن هذا الحزب حزب حقيقي بمناضلين حقيقيين ومشروع سياسي حقيقي هو هذه الانتفاضة في صفوفه من طرف قواعده.قوة النقد والدعوات المخلصة للتصحيح والتقويم تدل على أن هذا الحزب ليس كغيره من الأحزاب". وانتقدت بعض الأحزاب الأخرى مؤكدة أنها"تصفق قواعدها لقياداتها كيفما كان توجهها حتى لو أدت بأحزابها إلى الأفول والاندحار تملقا أو خوفا أو طمعا أو حرصا على موقع هنا أو مصلحة هناك أو فتات وزاد من الدنيا قليل".
وشددت البرلمانية ماء العينين على أن "الذين يدعون إلى الصمت حفاظا على "بيضة الحزب" وتعبيرا عن "التماسك" و"قوة التنظيم" تجيبهم القواعد اليوم أن قوة التنظيم وتماسكه يجب أن تكون على أساس قوي ومتين يتمثل في الفكرة والأطروحة الجامعة المقنعة"،مضيفة"وإلا فتوجد أحزاب تتغير قياداتها في لحظة بواسطة رسالة قصيرة دون أن نسمع صوتا أو انتقادا.هل هذا يدل على كونها أحزابًا قوية متماسكة تؤمن ب"المنهج" أكثر من غيرها؟".
وأقرت ماء العينين ، بأن حزب"المصباح" قائم برصيد التضحيات التي بذلها المخلصون لبنائه، وأنه بـ"بركة" هذا الرصيد من الصدق والتفاني ستظل مناعة التنظيم مرتفعة ضد أي انحراف عن خط النضال والمقاومة والممانعة في وجه الفساد"، مشيرة إلى أن"حزب العدالة والتنمية ملك للشعب أولا ولكافة المناضلين ثانيا، و"القيادة" الرشيدة هي تلك التي تلتقط الاشارات وتنصت الى النبض و تستبطن"المزاج العام" وتتخذ القرارات السليمة والشجاعة في الوقت المناسب".
ووجهت البرلمانية نفسها، رسائل سياسية لوزراء حزبها ورئيس الحكومة،دون ذكر اسمهم قائلة"أما دس الرأس في الرمال وادعاء أن كل شيء بخير، فلا يعدو أن يكون تجنيا على سمعة الحزب وإهدارا لرصيد كبير وعظيم بناه المناضلون بتضحيات كبيرة". وختمت ماء العينين متسائلة: "هل سيكتفي الحزب بتدبير العلاقة مع الدولة حرصا على ذاته وأمنه كتنظيم، أم سيستمر في الالتحام بالشعب ببذل الوسع في ذلك مهما كان الثمن؟".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر