الرياض ـ سعيد الغامدي
كشف عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، عن تعاون سعودي - أميركي - أوروبي لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وحذر من تمدد تنظيم "داعش" المتطرف من ليبيا باتجاه دول الساحل. وجاءت تصريحات الجبير، بعد لقائه في العاصمة البلجيكية بروكسل أمس، الخميس، فيديريكا موغيريني منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، حيث بحث الجانبان مواضيع التعاون المشترك، والقضايا الإقليمية والتحضيرات لمؤتمر دول جنوب الصحراء "الساحل" الذي سينطلق في بروكسل، اليوم الجمعة، وتساهم فيه السعودية بمائة مليون دولار، دعماً منها للقوة المشتركة لدول جنوب الصحراء، في إطار الجهد الدولي الرامي لبسط الاستقرار ومحاربة الإرهاب في المنطقة.
وشدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على "ضرورة التعاون لإلزام إيران بعدم التدخل في دول المنطقة"، وقال: "نقول لإيران كفى، والثورة انتهت". ورأى الجبير في كلمة ألقاها أمام البرلمان الأوروبي أمس، أن "الاتفاق النووي الحالي لا يكفي لتعديل سلوك طهران"، لافتاً إلى أن "الحوثيين المدعومين من إيران انقضّوا على الجميع في اليمن، وتسببوا بالمجاعة وزرعوا الألغام في كل مكان، كما منعوا وصول الغذاء والماء إلى مدن وقرى تحت سيطرتهم". وجدد الإشارة إلى أنهم "يحصلون من إيران على صواريخ باليستية". وأوضح وزير الخارجية أن "الحوثيين سيعودون إلى طريق المفاوضات لأنها الحل الوحيد"، مؤكداً أنه "لا يحق لهم التحكم باليمن والسيطرة على الدولة". ولفت إلى أن "المملكة العربية السعودية استقبلت أكثر من مليون لاجئ يمني ووفرت لهم الوظائف".
وفي ما يتعلق بالخلاف مع قطر، قال الجبير إنه "يعود إلى عام 1995، عندما سيطر والد الأمير الحالي على البلاد، وبدأ بعلاقات تآلف مع جماعة الإخوان"، مذكّراً بأن "السعودية حاولت على مدى 15 عاماً ثني الدوحة عن تلك السياسة". وزاد: "كل ما نطلبه من قطر هو وقف التدخل في دولنا، والكف عن دعم الجماعات الإرهابية، كما نرفض أن يكون الإعلام القطري منصة لاستضافة المتطرفين والإرهابيين".
وفي الملف العراقي، قال الجبير: "نعمل على دعم العراق بكل السبل لضمان عدم عودة تنظيم داعش". وختم بالإشارة إلى "أننا نسعى إلى تسوية سياسية في سورية"، مؤكداً أنه "يجب الضغط على الأسد كي يبدي جدية تجاه الحل السياسي". كما تحدث عن مخاوف كبيرة من تمدد "داعش" من ليبيا باتجاه دول الساحل.
من جهة أخرى، أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني الموقف الثابت للمملكة في إدانة الإرهاب، مشدداً على أن التهديد الإيراني للأمن والاستقرار في المنطقة يأتي في مقدم التحديات الراهنة. ووصف العلاقة السعودية- المصرية بأنها "أبدية الصلابة والقوة". وقال: "إذا سلمت مصر سلمنا... وإذا سلمنا فقد سلمت مصر".
وفي محاضرة عن "السياسة الخارجية للمملكة" عقدت في القاهرة، حدد المدني ثلاثة محاور رئيسية ترسم نهج السياسة الخارجية السعودية، هي: الثوابت، المتغيرات والمستجدات، التحديات. وقال إن "التهديد الإيراني للأمن والاستقرار في المنطقة، يأتي في مقدم التحديات التي تواجه المملكة"، مشيراً إلى "تدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية للدول". وقال: "منذ قيام ما يُسمى الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979 وحتى الآن، وجدت السعودية نفسها في مواجهة مستمرة مع التحدي الإيراني الذي أخذ أشكالاً وصوراً عدة، ابتداءً من إفرازات الحرب العراقية- الإيرانية، ومروراً بعبث ما يسمى حزب الله المدعوم من إيران في الساحة اللبنانية، وما تمارسه إيران من أنشطة محمومة وتخريبية في الخليج والبحرين، إضافة إلى تدخلاتها السافرة والمباشرة في العراق وسورية، وانتهاءً بالأوضاع الخطيرة التي يجتازها اليمن حالياً".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر