قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، إن المغرب عمل، على مدى العشرين سنة الأخيرة، على تعزيز مبادلاته التجارية مع بلدان القارة الإفريقية؛ حيث أصبح اليوم أول مستثمر إفريقي في غرب إفريقيا، والثاني على صعيد القارة بأكملها.وذكر أخنوش، في كلمة مصورة بثت في افتتاح منتدى “بلومبرغ للاقتصاد الجديد بوابة إفريقيا” المنعقد اليوم في مراكش، أن الملك محمد السادس أكد، في خطابه الموجه إلى المنتدى الاقتصادي المغربي – الإيفواري سنة 2014، أن “إفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا”.
وأضاف رئيس الحكومة: “على إفريقيا أن تثق أفريقيا في نفسها؛ لأنها تزخر بموارد طبيعية هائلة، ولأنها تتميز بساكنة شابة وموهوبة ومؤهلة”، وزاد قائلا: “إن القارة الإفريقية، اليوم، واعية بأدوارها الجديدة، وهي لا تتردد في إبراز مزاياها المتعددة، من أجل تحقيق التموقع الذي يليق بها في سلاسل القيمة العالمية”.
وأشار أخنوش إلى أن القارة الإفريقية شهدت ولادة واحدة من أكبر مناطق التبادل الحر في العالم بعيدا عن الاستسلام للإجراءات الحمائية.
في كلمته، أوضح أخنوش أنه “بفضل الدفعة القوية التي أعطاها الملك محمد السادس استطاعت المملكة فرض نفسها كفاعل استراتيجي في محيطها الإقليمي. إضافة إلى ذلك فقد قمنا بإدخال إصلاحات جريئة وعميقة على مؤسساتنا، وذلك بغية تعزيز ديمقراطيتنا وتحقيق دولة الحق والقانون”.
كما تحدث رئيس الحكومة عن نجاح المغرب في “بناء اقتصاد متنوع وقوي، تدعمه استراتيجيات قطاعية، ورؤية استشرافية، وبنية تحتية بمعايير عالمية، وصناعات فعالة”، لافتا إلى أن القطاع المالي والفلاحي وقطاعات أخرى على غرار صناعة السيارات والطيران والنسيج والصناعات الدوائية تعتبر اليوم قطاعات مرجعية في العالم.
كما أبرز أخنوش أن المغرب، الذي يصنف كأكبر منتج للطاقات المتجددة في القارة الإفريقية، استطاع التموقع كفاعل رئيسي في التحول الطاقي المستقبلي.
مرحلة جديدة
المغرب يدخل مرحلة جديدة من مسار تطوره وتنميته، قال رئيس الحكومة الذي ذكر أن “هذه المرحلة تتميز بإرساء أسس الدولة الاجتماعية، التي تقوم على توسيع مجال الحماية الاجتماعية لتشمل جميع المغاربة، إلى جانب إدخال إصلاحات جذرية على منظومتي التعليم والصحة”.
كما اعتمدت المملكة ميثاقا جديدا للاستثمار يروم بروز جيل جديد من رواد الأعمال والمستثمرين، ويدعم توسع ومشاركة القطاع الخاص.
ويحظى المغرب، وفق أخنوش، بفضل الجاذبية التي تتميز بها بيئته الاقتصادية، بتقدير كبير على الصعيد الدولي، من لدن هيئات ووكالات دولية عديدة تشهد على مرونته واستقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وسجل أخنوش أن الموقع الجغرافي والمزايا الطاقية والبنية التحتية كلها عوامل تجعل من المغرب شريكا نموذجيا – على الصعيدين القاري والعالمي – في إعادة تشكيل سلاسل القيمة العالمية.
كما أشار رئيس الحكومة إلى أن المغرب لعب، على امتداد تاريخه الطويل، دورَ الجسر، وزاد قائلا: “أستطيع أن أقول: البوابة – بين إفريقيا وأوروبا. كما يمكننا الجزم بأن إقامة شراكات مستدامة وموثوقٍ بها هي خاصية مترسخة في هُوية المملكة المغربية”.
يذكر أن منتدى “بلومبرغ للاقتصاد الجديد بوابة إفريقيا” تنظمه وكالة بلومبرغ بشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، ويشارك فيه 200 من صانعي القرار الاقتصادي والسياسي من مختلف دول العالم من أجل التبادل حول الحلول للتحديات المطروحة والمساهمة في بروز إفريقيا مستدامة.
ويأتي اختيار المغرب لاستضافة هذا الحدث الاقتصادي العالمي بعد محطتين أمريكية وأوروبية. وقد أشار ميكاييل بلومبرغ، مُؤسس المجموعة الإعلامية بلومبرغ وعمدة سابق لنيويورك لثلاث فترات، إلى أن على “إفريقيا عليها أن تلعب دورا مهما في حل المشاكل العالمية الحالية؛ من بينها الأزمة المناخية، والمغرب يوجد في صلب هذا الأمر”.
وشكر ميكاييل بلومبرغ، في كلمة افتتاحية مصورة بثت ضمن افتتاح المنتدى، الملك محمدا السادس على استضافة هذا الحدث في المغرب لمناقشة مواضيع راهنية؛ على رأسها التنمية المستدامة والتحول الطاقي والتمويل والأمن الغذائي، طيلة يومين بحضور عدد من الوزراء المغاربة والأجانب.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر