أعلن مسؤولان في الجيش الوطني الليبي، ونواب برلمانيون، أن قائد الجيش المشير خليفة حفتر سيصل، الخميس، إلى ليبيا، بعدما أنهى فترة علاج في باريس، في وقت تستعد فيه القوات المسلحة لعملية موسعة في مدينة درنة لـ"طرد المتطرفين منها". وبشّر العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، عبر حسابه على موقع التواصل "تويتر" الليبيين، بقوله "أبشر أيها الشعب الليبي العظيم. إن الخميس سيكون يوما عظيما جدًا في تاريخ ليبيا". دون الإشارة إلى أي شيء بالتحديد، لكنه قال في تصريحات صحافية نقلت عنه إن "المشير خليفة حفتر سيعود إلى مدينة بنغازي"، مضيفًا أنه "سيجرى حفل استقبال رسمي، يشارك فيه ضباط ومنتسبو القيادة العامة، وأعيان وحكماء المنطقة الشرقية ومؤسسات المجتمع المدني"، لافتا إلى أنه "سيلقي كلمة للشعب".
وفي معرض حديثه عن الأوضاع في درنة، قال المسماري في مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز" المصرية إنه "سيتم توجيه ضربة قوية للعدو، والضربة التي ستوجه إلى أعداء ليبيا سيفرح لها الصديق"، لافتا إلى أنه يزور القاهرة الخميس، لكنه رفض الإعلان عن سبب الزيارة، واكتفى بالقول "سيعلن عن كافة الجوانب الفنية لها اليوم... لكن العناوين الرئيسية لهذه الزيارة هي زيادة التنسيق بين البلدين، خاصة أننا في معركة واحدة ضد الإرهاب والدول الداعمة له"، مضيفا أن "هناك تنسيقا دائما مع الجانب المصري في جميع الخطوات للقضاء على سرطان الإرهاب، المنتشر في المنطقة".
ونقلت الفضائية ذاتها، أن حفتر وصل القاهرة على رأس وفد ليبي رفيع المستوى، بعد تعافيه من وعكة صحية في فرنسا. فيما قال محمد صادق القبائي، الضابط بحرس المنشآت النفطية، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنه أجرى اتصالا برئيس أركان سلاح الجو اللواء صقر الجروشي، الذي يرافق المشير حفتر، وطمأنه على صحة المشير، مؤكدا أنهم سيكونون داخل الأراضي الليبية اليوم. ونقلت مصادر صحافية عن متحدث باسم قوات الجيش الوطني، أن حفتر سيعود إلى بنغازي بعدما قضى "فترة علاج في باريس".
وتجري استعدادات واسعة في شرق ليبيا بين أبناء القبائل الموالية لحفتر، استعدادا لما قالت إنه "فرح كبير بعودة السيد القائد". وكانت وسائل إعلام قد نقلت منتصف الأسبوع الجاري عن عمران حفتر، الشقيق الأصغر للقائد العام للجيش الليبي، قوله إن "الأزمة الصحية التي مر بها المشير حفتر ليست بالغامضة، وهو بصحة جيدة"، مشيرا إلى أن ضعف الأداء الإعلامي أحدث جدلا كبيرا داخل الساحة الليبية والعربية، وأن "صحة المشير بخير. لكن بعض العابثين والمتربصين، ومروجي الإشاعات من الجماعات المتطرفة، وعلى رأسهم جماعة (الإخوان) يروجون لأنباء تدهور صحة المشير، وينشرون أخبارًا كاذبة حول وفاته".
وأوضح عمران حفتر أن آخر اتصال هاتفي أجراه مع شقيقه في باريس كان منذ خمسة أيام، تبادلا خلاله أطراف الحديث، وطمأنه الأخير على صحته، وقرب موعد عودته إلى ليبيا. وفي غضون ذلك، عقد العقيد عادل عبد العزيز عمر، رئيس الغرفة الأمنية المشتركة لمدينة المرج، اجتماعاً موسعاً مع رؤساء الأجهزة الأمنية، والأقسام التابعة للمديرية، لوضع خطة لتأمين المدينة من أي اختراق أمني، وإعلان حالة الاستعداد القصوى، وانتشار واسع للدوريات بشكل مستمر، مع تأمين المرافق الحيوية بالمدينة.
وقال المكتب الإعلامي للمديرية إن "الاجتماع استثنائي لغرض فرض السيطرة الأمنية الكاملة على المدينة، ورفع الحس الأمني، وضرورة الوجود بمقر العمل، والتنبيه على منتسبي الأجهزة والأقسام بضرورة فرض الأمن لأن الوضع خطير جداً، ولا يتحمل أي تقصير في أداء العمل الأمني، خاصة في الفترة الليلية".
وشدّد عبد العزيز على أنه "من الضروري وجود الدوريات، والمرور عليها من قبل رؤساء الأقسام شخصياً، ومتابعة عمل البوابات التي تتبع المديرية، والتنبيه على المكلفين بها بأخذ الحيطة والحذر واليقظة التامة، وتسجيل المواطنين من الساعة الثانية عشرة ليلاً حتى يتم التعرف على الداخلين للمدينة، وتفتيشهم واحترام المواطنين وحسن التعامل معهم".
وبيّن عبد العزيز أن المدينة مستهدفة من قبل "الجماعات الإرهابية"، التي تحاول إحداث الفتنة، وضرب النسيج الاجتماعي بالمدينة التي تنعم بالاستقرار الأمني، معرباً عن أمله بقيام المواطنين بمساعدة رجال الأمن في أداء عملهم بالتبليغ عن أي شخص يشتبه به، وعن أي تحرك مشبوه داخل المدينة حتى تتعامل المديرية معه على الفور.
وفي سياق آخر، نفت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية "تكليف أي مندوب عنها لحضور اجتماعات الرباط في المغرب بين عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة"، مؤكدة أنها لم تشارك في هذه الاجتماعات بأي شكل من الأشكال، وبالتالي لا صحة للأخبار المتواترة على وسائل الإعلام المختلفة بحضور مندوب عنها في هذه الاجتماعات. وأعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا عن تخصيص 5 ملايين يورو لتعزيز الانتخابات في ليبيا.
وكشفت البعثة في بيان لها، حصلت وكالة الصحافة الألمانية على نسخة منه، أن رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى طرابلس، بيتينا موشايد، وسلطان حاجييف، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، وقعا اتفاقية تقضي بتخصيص 5 ملايين يورو لمشروع الأمم المتحدة للمساعدة الانتخابية المتكاملة تحت شعار "تعزيز الانتخابات الليبية".
وقالت السفيرة موشايد على هامش توقيع الاتفاقية: "مرة أخرى تتضافر جهود الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بطريقة ملموسة للغاية، لدعم الجهود الدولية الجماعية الجارية لمساعدة ليبيا على تحقيق الديمقراطية والسلام والاستقرار"، مؤكدة أن هذا الدعم يعزز قدرة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، على الوفاء بولايتها نحو التطلعات الديمقراطية لليبيين.
من جانبه، أكد حاجييف "التزام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم ليبيا في طريقها نحو الانتعاش والحوكمة الديمقراطية والمساءلة... ونحن نقدم لمفوضية الانتخابات الأدوات التي تحتاجها لتمكين المشاركة النشطة لليبيين في الانتقال الديمقراطي لبلادهم".
ومن المقرر إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في نهاية العام في ليبيا، التي كانت قد أجرت انتخاباتها الأخيرة سنة 2014 لكن حصل تنازع بشأن النتائج، ما أدى إلى تعميق الانقسامات التي ظهرت بعد انتفاضة البلاد عام 2011
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر