الخرطوم - جمال إمام
هزت انفجارات وقصف مدفعية العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الجمعة، على الرغم من أنباء عن ترحيب طرفي الصراع في البلاد بهدنة مقترحة خلال عطلة عيد الفطر.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية «تعرضت قبل قليل وما زالت تتعرض مناطق متعددة من الخرطوم للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع مخلفة دمار طال المباني والمنشآت والممتلكات العامة».
وذكر تحالف القوى المدنية المعروفة بقوى الحرية والتغيير على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي أنه قدّم اقتراحاً بهدنة لمدة ثلاثة أيام لطرفي الصراع، مضيفاً أنهما رحبا بالاقتراح، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وكان تجددت الاشتباكات في السودان خلال الساعات الأخيرة من أمس الخميس، فيما أعلن عدد من المساجد في العاصمة الخرطوم عن إلغاء صلاة العيد بعد عودة الاقتتال، وفي الساعات الأخيرة من ليل الخميس، تجددت الاشتباكات والضربات الجوية العنيفة في العاصمة السودانية الخرطوم مع فشل جهود دبلوماسية وشعبية مكثفة لوقف الاقتتال الذي دخل يومه السابع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وجاء تجدد القتال على الرغم من حالة التفاؤل التي سادت خلال الساعات الأخيرة بعد الحديث عن جهود اقتربت من التوصل لهدنة لمدة ثلاثة أيام.
وقالت قوات الدعم السريع إنها وافقت على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، تبدأ في السادسة صباح اليوم (الجمعة) بالتوقيت المحلي.
وأضافت قوات الدعم في بيان «الهدنة تأتي تزامناً مع عيد الفطر المبارك ولفتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين وإتاحة الفرصة لهم لمعايدة ذويهم».
ولم يصدر الجيش السوداني أي تعليق حتى الآن.
وناشد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الخميس، بوقف إطلاق النار للسماح للمدنيين بالوصول إلى مناطق آمنة.
وقال غوتيريش للصحافيين بعد اجتماع عبر الإنترنت مع رؤساء الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمات أخرى «كان هناك توافق شديد في الآراء على إدانة القتال الدائر في السودان والدعوة إلى وقف الأعمال العدائية باعتبار ذلك أولوية فورية».
وأضاف أنه يتعين السماح للمدنيين المحاصرين في مناطق النزاع بالخروج من هذه المناطق والحصول على العلاج الطبي والغذاء والإمدادات الأخرى.
وفر آلاف المدنيين من العاصمة الخرطوم وسط إطلاق نار وانفجارات، أمس الخميس. وعبرت أعداد كبيرة الحدود إلى تشاد هرباً من القتال الدائر في منطقة دارفور بغرب السودان.
ولقي ما لا يقل عن 350 شخصاً حتفهم حتى الآن في الصراع العنيف الذي اندلع مطلع الأسبوع.
وكثّف وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الخميس، اتّصالاته الدبلوماسيّة المتعلّقة بالوضع في السودان، وتحدّث خصوصاً مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوادني وقائد قوّات الدعم السريع بهدف التوصّل إلى وقف قصير لإطلاق النار، حسبما أعلن المتحدّث باسمه.
واتّصل بلينكن في شكل منفصل بالفريق أوّل عبد الفتّاح البرهان وبمحمّد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي» لحضّهما على «وقفٍ لإطلاق النار وفرضه في كلّ أنحاء البلاد حتّى نهاية عيد الأضحى» أي (الأحد)، حسبما قال المتحدّث فيدانت باتيل في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
كما شارك بلينكن في اجتماع وزاري مع رئيس مفوّضية الاتّحاد الأفريقي موسى فقي محمد وشركاء آخرين طالبوا «بالإجماع» بوقف المعارك لمناسبة العيد.
وأشارت وزارة الخارجيّة الأميركيّة إلى أنّ هذه الهدنة يجب أن «تخفّف معاناة الشعب السوداني وتمهّد الطريق لوقف إطلاق النار على المدى الطويل».
وتأتي هذه المناشدة بعد ساعات على دعوة مماثلة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي يكثّف أيضاً المشاورات الدبلوماسيّة توصّلاً إلى وقف للمعارك التي تشهدها البلاد منذ ستّة أيام.
وأضاف باتيل «المجتمع الإقليمي والدولي يتحدّث بصوت واحد للمطالبة بإنهاء العنف».
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر