تواصلت الاشتباكات العنيفة في أطراف حي الرميلة في مدينة الرقة، بين عناصر من تنظيم "داعش" من طرف، و "قوات سورية الديمقراطية" من طرف آخر، وترافقت مع استمرار القصف الجوي من قبل طائرات التحالف الدولي على مناطق في المدينة بالإضافة لاستمرار القصف الصاروخي من قبل قوات عملية “غضب الفرات”، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أمس الاثنين أن تنظيم "داعش" الذي لم يتبقَّ من عناصر سوى من 300 الى 400 مقاتل، في المدينة بعد مقتل المئات من عناصره خلال الأسابيع الفائتة، لم يعد قادراً على الصمود لفترة أطول في مدينة الرقة نتيجة بدء نفاذ مخزونه من المعدات العسكرية والأسلحة والنقص المتزايد في المواد الغذائية المخزنة لدى التنظيم.
وأكدت مصادر للمرصد أن التنظيم يعمد في بعض حالاته إلى تنفيذ عمليات تسلل إلى مواقع "قوات سورية الديمقراطية" بغية الحول على مياه او طعام، كما أبلغت المصادر المرصد السوري أن ما يؤخر سيطرة قوات عملية “غضب الفرات” على مدينة الرقة، إنما هو كثافة الالغام التي زرعها تنظيم "
داعش"، وتأخر قرار التحالف الدولي بالسيطرة على المدينة، إضافة لوجود آلاف المدنيين المستخدمين كدروع بشرية من قبل التنظيم، وفي حال اتخذت قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي القرار بالسيطرة فإن عملية الرقة الكبرى قد تستكمل خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وكانت مصادر تحدثت للمرصد السوري عن قيام عناصر من التنظيم بتفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة حتى قبيل وصول قوات سورية الديمقراطية والقوات الخاصة الأميركية إلى مناطق قريبة منهم. وعزا أهالي السبب إلى الحالة النفسية والضغط الذي عانى منه مواطنون بعد تضييق الخناق عليهم، وعدم وجود مفر لهم للخروج من المدينة، في حين أن قوات سورية الديمقراطية تحكم سيطرتها على 67.2% من مساحة مدينة الرقة، مقلصة نطاق سيطرة التنظيم لأقل من ثلث المدينة.
وبات التنظيم يحكم سيطرته على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية في القسم الشمالي من مدينة الرقة، في حين لا يزال تنظيم "داعش" يسيطر على أحياء أخرى بنسب سيطرة متفاوتة، والتي تشهد اشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم "داعش"، وهي البريد والنهضة في القسم الغربي من المدينة، وحي الأمين بوسط مدينة الرقة، والروضة والرميلة في شمال شرق مدينة الرقة، في حين سيطرت قوات سورية الديمقراطية على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم بغرب مدينة الرقة، وحيي هشام بن عبد الملك ونزلة شحادة بالقسم الجنوبي من المدينة، والصناعة والمشلب والمدينة القديمة، والبتاني في القسم الشرقي من المدينة، وأحياء الدرعية والمرور والمنصور والثكنة.
كما وصلت الى أطراف حي الأمين وسيطرت على أجزاء من أحياء الرميلة والروضة والبريد والنهضة، فيما تسبب ازدياد حدة المعارك والهجمات المتعاكسة بين قوات سورية الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة اخرى، في تصاعد قصف التحالف الدولي الذي وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان جراءه، استشهاد مزيد من المدنيين في مدينة الرقة.
وقد ارتفع إلى 1059 بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، و247 طفلاً و176 مواطنة، عدد الشهداء المدنيين الذين وثقهم المرصد السوري في مدينة الرقة وريفها، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى اليوم الـ 17 من أيلول / سبتمبر الجاري، والشهداء هم 1043 مدني بينهم ما لا يقل عن 244 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و172 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا في مدينة الرقة، بالإضافة إلى 16 مدني بينهم 3 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في غارات على قرية زور شمر ومنطقة أخرى عند الضفاف الجنوبي لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها.
وفي محافظة إدلب، سمع دوي انفجارات مساء الاثنين في الريف الجنوبي لمدينة إدلب، تبين أنها ناجمة عن سقوط قذائف أطلقتها القوات الحكوميةعلى الطريق العام جنوب مدينة خان شيخون، دون أنباء عن إصابات، كذلك استهدفت وحدات حماية الشعب الكردي بالرشاشات الثقيلة أماكن في منطقة آطمة بريف إدلب وسط تحليق لطائرات حربية في سماء المنطقة. أما في محافظة القنيطرة، فقد استهدفت القوات الحكومية مساء الإثنين بالرشاشات الثقيلة أماكن في محور الحميدية بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، ولا معلومات عن إصابات.
وفي محافظة ريف دمشق، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات متقطعة تدور على محور المتحلق الجنوبي من جهة وادي عين ترما بأطراف الغوطة الشرقية، بين فيلق الرحمن من طرف، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، كذلك سقطت أكثر من 12 قذيفة أطلقتها القوات الحكوميةعلى مناطق في أطراف بلدة عين ترما وقذيفة أخرى أطلقتها القوات الحكوميةعلى منطقة في أطراف مدينة حرستا بغوطة دمشق الشرقية، ولا معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة. وفي محافظة دمشق، استشهد طالب جامعي متأثراً بجراح أصيب بها جراء سقوط قذيفة هاون على منطقة الدويلعة بالعاصمة دمشق بوقت سابق.
أما في محافظة حماة، فقد قصفت القوات الحكومية أماكن في قرية الشريعة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ما أسفر عن استشهاد رجل ومواطنة وسقوط جرحى، بينما تعرضت أماكن في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي وقرية جسر أبو الراس بالريف الشمالي الغربي لقصف من قبل قوات النظام، كذلك قصفت القوات الحكوميةأماكن في الريف الغربي لمدينة سلمية بريف حماة الجنوبي الشرقي، أيضاً استهدفت القوات الحكوميةبالرشاشات الثقيلة مناطق في قرية حربنفسة بريف حماة الجنوبي.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر في محافظة درعا، أن القوات الحكومية استهدفت مساء الاثنين أماكن في درعا البلد بمدينة درعا، كما سقطت عدة قذائف أطلقتها القوات الحكوميةعلى أماكن في تل العلاقيات الواقعة بريف درعا الشمالي، دون أنباء عن إصابات حتى اللحظة، بينما استهدفت الفصائل بالرشاشات سيارة تابعة لجيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم "داعش" في محور عدوان بريف درعا الغربي، ومعلومات عن خسائر بشرية.
وفي محافظة حمص، سمع دوي انفجارات بالريف الشمالي الحمصي، تبين أنها ناجمة عن سقوط قذائف أطلقتها القوات الحكوميةعلى مناطق في قرية غرناطة، بالإضافة لاستهدافها بالرشاشات الثقيلة أماكن في منطقة الحولة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة. وفي دير الزور، نفذت طائرات حربية عند منتصف يوم الاثنين الثلاثاء غارات استهدفت خلالها أماكن في مدينة
الميادين الواقعة بريف دير الزور الشرقي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة في محور المريعية ومحاور على الطريق الدولي قرب مطار دير الزور العسكري ومحاور ثانية عند أطراف منطقة حويجة صكر، بين القوات الحكوميةالمدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وعناصر تنظيم "داعش" من جانب آخر، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر التنظيم تواصل استماتها لاستعادة السيطرة على المنطقة التي ضيقت الخناق بشكل أكبر عليه، من قبل القوات الحكومية بعد حصارها للتنظيم داخل مدينة دير الزور.
كذلك علم المرصد السوري أن تنظيم "داعش" نفذ عملية انتحارية استهدف خلالها المجموعة المتقدمة من القوات الحكومية والتي عبرت نهر الفرات إلى الضفاف الشرقية للمدينة، حيث استهدف الانتحاري القوات المتقدمة في محور مراط، الأمر الذي أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية. وكان المرصد السوري نشر منذ ساعات أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين القوات الحكومية المدعومة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، في أطراف منطقة حويجة صكر، إثر استماتة من قبل التنظيم لاستعادة السيطرة على المنطقة التي ضيقت الخناق بشكل أكبر عليه، من قبل القوات الحكومية، بعد حصارها للتنظيم داخل مدينة دير الزور.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن القوات الحكومية من توسعة نطاق سيطرته في مدينة دير الزور، لتصل نسبة سيطرته في المدينة إلى 74.8% من مساحة المدينة، في حين تقلصت سيطرة التنظيم إلى نحو 25.2% من مساحة مدينة دير الزور، وتتحضر القوات الحكوميةبعد استقدام التعزيزات العسكرية إلى المدينة عقب الأيام الماضية لعملية عسكرية تتمكن خلالها من إجبار التنظيم على الانسحاب من المدينة، وتفرض سيطرتها على أحياء مدينة دير الزور التي توزعت السيطرة فيها بين التنظيم وقوات النظام، حيث تسيطر القوات الحكوميةعلى جمعية الزهور وحيي الجورة والقصور وحي حويجة صكر وجزء من حيي الرشدية والحويقة وأجزاء من أحياء الجبيلة والموظفين والتي تشكل الكتلة المحاصرة الأكبر من المدينة والواقعة في القسم الشمالي الغربي منها، وحيي هرابش والطحطوح وأجزاء من حي الرصافة بالقسم الجنوبي الشرقي من المدينة، بينما يسيطر تنظيم "داعش" على أحياء الصناعة والحميدية والعمال والمطار القديم والعرفي، فيما يشترك بالسيطرة على أحياء الحويقة والرشدية والجبيلة والموظفين والرصافة.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين أن العمليات العسكرية مستمرة في محافظة دير الزور ضد تنظيم "داعش"، لإنهاء تواجده في آخر أكبر تواجد له في سورية، ترافقت مع قصف متواصل، إذ لم تهدأ مدافع النظام وراجماته وطائرات الحربية والمروحية والطائرات الروسية الحربية منها والمروحية، نتيجة استمرارها في قصف المدينة وريفيها الغربي والشرقي والضفاف الغربية والشرقية لنهر الفرات، ترافقت مع قصف من قبل طائرات التحالف الدولي على الضفاف الشرقية للنهر، ومناطق أخرى في المحافظة، لتزيد من أعداد الضحايا، وتقتِّل في المدنيين من أبناء المحافظة، تحت ذريعة واحدة لجميع الأطراف القاصفة “تحرير دير الزور ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية”
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الجاري تاريخ فك الحصار عن مدينة دير الزور بشكل فعلي وكامل، وحتى اليوم الـ 18 من الشهر ذاته، تاريخ تمكين حصار تنظيم "داعش" داخل مدينة دير الزور، وعبور قوات من النظام إلى الضفاف الشرقية المقابلة للمدينة، وثق استشهاد 191 مواطن مدني بينهم 63 طفلاً دون سن الثامن عشر، و24 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، هم 93 مواطن مدني بينهم 21 طفلاً و13 مواطنة استشهدوا في الغارات الروسية على قرى وبلدات بقرص والخريطة وموحسن وصعوة وزغير والبوعمر والشعفة وجديد بكارة ومناطق أخرى في ريف دير الزور، و9 مواطنين هم 7 أطفال ومواطنتان استشهدوا في قصف لالقوات الحكوميةعلى القرى المقابلة لمدينة دير الزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات، و89 مواطنة بينهم 35 طفلاً و9 مواطنات، استشهدوا في ضربات لطائرات التحالف على مدن وبلدات وقرى البوكمال والميادين ومحكان والشحيل وحطلة والشهابات ومظلوم وخشام وعدة مناطق أخرى في ريف المدينة، كما تسبب الضربات في إصابة أكثر 430 شخصاً بجراح متفاوتة الخطورة، بعضهم إصاباتهم بليغة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع بشكل أكبر.
ومع تزايد وتيرة القصف وتصاعد شدته، على المدن والبلدات والقرى تتواصل عمليات النزوح في ريف دير الزور، حيث تقوم عائلات جديدة بترك قراها ومساكنها، نتيجة التصعيد في القصف الجوي والبري، متجهة نحو مناطق بعيدة عن القصف، وتوجهت كثير من العائلات نحو منطقة الميادين ومناطق أخرى في الريف الشرقي لدير الزور، كما أن هذه المجازر المتتالية نتيجة القصف المتواصل على ضفتي نهر الفرات الشرقية والغربية، تسببت في تصاعد
الاستياء لدى المواطنين من القصف الجوي للقوات التي ادعت قدومها لـ “تحرير المدنيين”، من استهداف المدنيين خلال نزوحهم من القصف المكثف على مدينة دير الزور وريفها تحت ذريعة “قتال تنظيم داعش”، واستهدفت عدد من الضربات مخيمات للنازحين وعشرات العبَّارات المائية، التي لجأ إليها المواطنون لاستخدامها للتنقل عبر ضفتي نهر الفرات الشرقية والغربية، بعد قصف معظم الجسور على النهر، من قبل الطائرات الروسية وطائرات التحالف الدولي خلال الأشهر الفائتة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر