تغيب القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، أمس الخميس، عن حضور القمة الأفريقية حول الأزمة الليبية المنعقدة في العاصمة الكونغولية "برازافيل"، بينما يحضرها رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح.
وقال مسؤول إعلامي في مكتب حفتر، إنه تقدم رسميا باعتذاره عن عدم المشاركة في هذه القمة، دون أن يوضح أي تفاصيل.
ومن المقرر أن تبحث القمة الأفريقية التي ستنطلق يوم السبت المقبل الأزمة الليبية وإمكانات تقديم مساهمة أفريقية في حلها، بدعوة من رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو الذي يتولى رئاسة لجنة الاتحاد الأفريقي حول ليبيا، ومشاركة رؤساء الدول الأعضاء في اللجنة وبحضور عدد من القيادات الليبية. ويهدف الاجتماع إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وتجاوز حالة الانسداد السياسي، ودفع جهود المصالحة في البلاد.
عسكريا، دفع الجيش الوطني الليبي بمزيد من التعزيزات إلى مدينة درنة، حيث وصلت كتيبة 165 إلى منطقة الحيلة التي تقع على بعد 45 كيلومترا جنوب المدينة، وتمركزت بالكامل في محورها الجنوبي. كما أعلن مسؤول في غرفة عمليات عمر المختار التابعة للجيش، أنه تم احتجاز سفينة أمام ساحل درنة كانت قد خرجت من إسبانيا متجهة إلى الهند، مشيرا إلى أنه تم سحب السفينة إلى رأس الهلال لتفتيشها والتحقيق مع طاقمها. ويسعى الجيش لإنهاء سيطرة مجموعات متطرفة على المدينة منذ سنوات، أبرزها تنظيم مجلس شورى ثوار درنة وضواحيها التابعة لتنظيم القاعدة.
وفي مدينة بنغازي شرقا، أعلن العقيد ميلود الزوي، المتحدث الرسمي باسم القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني، أنه لم يتبق للجماعات الإرهابية سوى شارع واحد فقط، مشيرا إلى الحصار الذي تفرضه قوات الجيش على المتطرفين في الفندق البلدي. ونقلت عنه وكالة الأنباء الليبية قوله: "عند مداهمة هذا الشارع سيعلن رسميا عن انتهاء كامل العمليات العسكرية في بنغازي"، موضحا أنه تم تفكيك المئات من الألغام التي قامت الجماعات الإرهابية بزراعتها داخل المباني خلف الفندق البلدي لإعاقة تقدم الجيش.
ونددت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية في رسالة مفتوحة إلى الحكومات الأوروبية نشرت أمس، بسوء معاملة يلقاها في ليبيا المهاجرون الذين يحاولون عبور البحر المتوسط، كما نددت بسياسة الاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة. وقالت جوان ليو، رئيسة منظمة "أطباء بلا حدود إنترناشيونال" في الرسالة، إن التمويل الأوروبي الذي يحركه فقط السعي لإبقاء هؤلاء الناس خارج أوروبا، يسعى لمنع المراكب من مغادرة المياه الليبية، لكن في الوقت نفسه تغذي هذه السياسة نظاما إجراميا. وشددت في مؤتمر صحافي على أن القادة الأوروبيين متواطئون ونريد ردودهم.
وتحدثت ليو التي كانت زارت مراكز احتجاز رسمية في ليبيا، حيث ينقل المهاجرون بعد اعتراضهم من قبل حرس الحدود الليبيين، بحسب المنظمة، عن ظروف بالغة السوء وعنابر مكتظة ووسخة تنقصها التهوية، مشيرة إلى ظروف احتجاز هي الأشد قسوة. وقالت: إن "الناس يعاملون مثل السلع المعدة للاستغلال مشيرة إلى حالات اغتصاب وإهانات".
وذكرت المفوضة الأوروبية، سيسيليا ملمستروم، أن الاتحاد الأوروبي يقدم أيضا الكثير من المال للمنظمات الدولية للعمل معها لمحاولة تحسين الظروف في ليبيا التي هي فعلا فظيعة.
وأضافت المفوضة التي كانت زارت ليبيا قبل سنوات: "رأيت أن المراكز ليست مراكز استقبال بل سجون.
كان الوضع فظيعا قبل سنوات قليلة. ولا أملك معلومات تشير إلى أنها تحسنت".
وبحسب ليو فإن الحكومات الأوروبية يجب ألا تعتبر تراجع عمليات عبور البحر المتوسط في الأسابيع الأخيرة بمثابة نجاح.
وقالت: بالنظر إلى ما يجري في ليبيا فإن مثل هذا النجاح يدل في أحسن الأحوال على أنانية، وفي أسوأ الأحوال على تواطؤ، في محاولات لتحويل البشر إلى سلع بأيدي مهربين.
وأضافت رئيسة المنظمة: "في إطار جهودها لوقف تدفق المهاجرين، هل الحكومات الأوروبية على استعداد لتحمل ثمن الاغتصاب والتعذيب والعبودية؟".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر