صراعات جديدة تحتدم حول مستقبل سورية تنذر بحرب إقليمية بين دول المنطقة
آخر تحديث GMT 02:41:48
المغرب اليوم -

رغم الدلائل على أن الحرب الداخلية اقتربت من نهايتها بنصر للرئيس الأسد

صراعات جديدة تحتدم حول مستقبل سورية تنذر بحرب إقليمية بين دول المنطقة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صراعات جديدة تحتدم حول مستقبل سورية تنذر بحرب إقليمية بين دول المنطقة

القوات الأميركية
دمشق ـ نور خوام

يبدو أن الحرب السورية بدأت تقترب من نهايتها. ولكن احتمال حدوث تقلبات جديدة من العنف بدأ يحتدم مع قيام الجهات الفعالية الدولية والإقليمية بإعادة التفكير في استراتيجيتها القديمة.وذكر موقع "بلومبرغ" الأميركي أن قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية أثار ضجة كبيرة، فبينما سيترك الساحة لحلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، (روسيا وإيران)، سيشجع إسرائيل على الإعلان عن ضرب مواقع إيرانية، والتي ستدفع طهران للرد، حيث يحذر بعض المحللين من وقوع مواجهة بينهما ربما تثير حربا إقليمية تشمل لبنان والعراق.

أقرأ أيصًا:الكشف عن علاقة خاصة تجمع ما بين الأمير محمد بن سلمان وصهر الرئيس الأميركي

ويتزامن ذلك مع عودة هجمات "المتطرفين الإسلاميين" بنسبة صغيرة، بعدما استهدفوا القوات الأميركية والكردية، وحققوا نصرا مفاجئا في ساحة المعركة في آخر معقل للمعارضة في إدلب. وربما يعجل ذلك بهجوم من دمشق وروسيا على إدلب، وفي هذه الأثناء، يمكن للهجمة التركية على الأكراد السوريين أن تدفعهم للحصول على الدعم من الأسد وشركائه الدوليين.

وقال فواز جرجس، المتخصص في العلاقات الدولية في "كلية لندن" للاقتصاد:" يجب ألا نخدع أنفسنا ونقول إن الحرب انتهت. صحيح أن المعارك الكبرى انتهت، لكن الواقع هو أن الصراع الاستراتيجي والسياسي على سورية من قبل القوى الإقليمية المحورية يتصاعد ويتصاعد". وتوقع جرجس أن تكون هذه هي "أخطر مرحلة في الصراع السوري."

إسرائيل

تعهدت إسرائيل منذ فترة طويلة بعدم السماح لإيران بتأسيس قاعدة عسكرية في سورية حيث يمكنها مهاجمة الدولة اليهودية، وتناقش تل أبيب الآن علانية عمليتها هناك بعد سنوات من الصمت أو القرارت الغامضة. ويعني الانسحاب الأميركي المخطط له أن إسرائيل قد تفقد أقوى حائط ضد القوات الإيرانية ووكلائها في المنطقة، ولكنها يحدث ذلك في وقت تُضعف فيه العقوبات الأميركية إيران.

وقال قائد الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن آلاف الأهداف الإيرانية ضربت داخل سورية على مدار العامين الماضيين، وأن عمليات إسرائيل حصلت على مباركة إدارة ترامب. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في خطاب القاه في القاهرة هذا الشهر:" إننا ندعم بقوة الجهود التي تبذلها إسرائيل لمنع إيران من تحويل سورية إلى لبنان جديد."، وكان ذلك إشارة إلى القوة السياسية والعسكرية التي يمتلكها "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران ، والذي يعد العدو الرئيسي لإسرائيل.

وقال جرجس إنه "لا يمكن أن تكون الرهانات أعلى، فليس من مصلحة إيران في هذه اللحظة أن تعطي إسرائيل مبررا للحرب الشاملة، ولكن الحرب تأتي أحيانا بسبب سوء التقدير، أو بسبب متغيرات غير معروفة ". وأضاف: إن"أكبر تهديد في سورية هو نشوب حرب إسرائيلية إيرانية يمكن أن تتصاعد بسهولة إلى صراع إقليمي شامل."

إدلب

اتفقت موسكو وأنقرة في سبتمبر / أيلول على تجنب هجوم الحكومة السورية على معقل المتمردين في إدلب، والذي كان يمكن أن يدفع بموجة أخرى من اللاجئين إلى تركيا، حيث استقبلت ما يقرب من 4 ملايين لاجيء، لكن الحسابات تغيرت الشهر الماضي بعد أن اجتاز المقاتلون المرتبطون بـ"القاعدة" البلدة وانتزعوها من قوات المعارضة المدعومة من تركيا.

وأشار وزير الخارجية التركي داود جاويش أوغلو، إلى أن بلاده قد توافق على هجوم سوري محدود مدعوم من روسيا لاستعادة إدلب. وسيكون ذلك بمثابة انقلاب كبير في السياسة بالنسبة لأنقرة، التي دعمت قوى المعارضة السورية طوال الحرب، وبعد الرهان على زوال الحكم السوري سريعا، فإن قدرة تركيا على المساومة أصبحت محدودة، ويبدو أن أفضل ما يمكن أن يفعله الرئيس رجب طيب أردوغان هو الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأخذ المصالح التركية في الاعتبار.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في هذا السياق،  إن "روسيا ستضع مصالح تركيا في الاعتبار". ولكن بدا ذلك مجرد تعبير دبلوماسي، حسبما قال هيكو ويمن، مدير مشروع سورية ولبنان والعراق في مجموعة الأزمات الدولية في بيروت.

المتطرفون الإسلاميون

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر / كانون الأول الماضي، أن القوات الأميركية ستغادر سورية؛ لأن تنظيم "داعش" قد هزم. لكن الجماعة المتطرفة أرسلت إشارات قاتلة بأنها لا تزال تشكل خطرا كامنا، وللمرة الثانية في أقل من أسبوع، استهدف الانتحاريون القوات الأميركية في 21 يناير/ كانون الثاني، ولم يسفر ذلك عن سقوط ضحايا أميركيين، بل قتل خمسة مقاتلين أكراد، وفي الأسبوع السابق، قتل أربعة أميركيين وأصيب ثلاثة عندما استهدف انتحاري دورية في أكثر الهجمات دموية ضد القوات الأميركية في سورية.

ورغم قمع الجماعة المتطرفة إلى حد كبير في سورية والعراق، فإن الانسحاب الأميركي في الوقت الذي يسود فيه عدم الاستقرار، يمنحها فرصة لإعادة تنظيم صفوفها، بل وحتى خلق مجموعات أخرى، وهذا ما فعله تنظيم القاعدة في السابق.

ومن جانبه، قال أنتوني سكينز، مدير في شركة فرسيك مابليركوفت"، للتبؤ في المملكة المتحدة:" بينما لا يمكن لداعش الاعتماد على "جيش رسمي، فقد لجأت بشكل متزايد إلى أساليب حرب العصابات والهجمات المتطرفة."، مضيفا:" تشير الأمم المتحدة والبنتاغون إلى أنه لا يزال هناك عدد يتراوح من 20 إلى 30 ألف عضو لداعش في سورية والعراق."

الأكراد

أثار إعلان ترامب المفاجئ بالانسحاب من سورية، غضبا من أولئك الذين اعتبروه دعوة لإيران لملء الفراغ في شمال شرق سورية وخيانة للحلفاء الأكراد الذين قاتلوا ضد "داعش"، ولكن هذا الاعلان لقي ترحيبا به في تركيا، فقد منع وجود القوات الأميركية أنقرة من مهاجمة القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، التي تعتبرها مرتبطة بانفصاليين أكراد يكافحون من أجل الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا.

ولا يبدو واضحا أن روسيا ستوافق على عملية تركية داخل الأراضي السورية، كما أدت الأصوات المتضاربة من واشنطن بشأن الجدول الزمني للانسحاب إلى تعليق الجيش التركي، لكن أردوغان قال إن تركيا ستسيطر على بلدة منبج الواقعة تحت سيطرة الأكراد في شمال سورية وتسليمها في النهاية إلى أصحابها الحقيقيين.

وحثت قوات "حماية الشعب الكردي"، على وقف أي هجوم تركي على سورية، ولكن قال سكينر إنه يمكن لأردوغان إرضاء القوميين الأتراك قبل الانتخابات البلدية في مارس/ آذار المقبل، بهجوم على المقاتلين الأكراد، ولكن التداعيات الاقتصادية المحتملة من التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة قد تضعف من أرباح هذه العملية.

وأضاف:" ما كان دوما واضحا هو أن "وحدات حماية الشعب الكردي" كانت أولى أولويات تركيا، لكن من الواضح أن تركيا تفضل تجنب شن غارة عسكرية على مناطق ما زالت القوات الأميركية موجودة فيها."

وقال ويمن في مجموعة الأزمات الدولية:"من صعب تخيل غزو تركيا دون موافقة موسكو، وكذلك عدم تحرك الحكم السوري"، مضيفا:" أعتقد أن واشنطن تريد حقا تجنب الانطباع بأن إيران وحلفاءها سيدخلون في الفراغ الناشيء من انسحابها، كما أن السماح للنظام بدخول المنطقة سيسمح بذلك أيضا، ولكن ربما يستطيع الأكراد التوصل لاتفاق مع دمشق، ولكن دمشق كانت متشددة في الماضي ولديها الآن أسباب أقل لتكون مرنة."

وقد يهمك أيصًا:الرئيس ترامب يشيد مرشح المحكمة العليا بريت كافانو

فلاديمير بوتين مستعد لزيارة أمريكا ولقاء ترامب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراعات جديدة تحتدم حول مستقبل سورية تنذر بحرب إقليمية بين دول المنطقة صراعات جديدة تحتدم حول مستقبل سورية تنذر بحرب إقليمية بين دول المنطقة



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
المغرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 17:36 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مجموعة للعناية بالشعر وتقويته

GMT 12:24 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أولمبيك آسفي يخطط لضم 4 لاعبين في الميركاتو

GMT 17:23 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

مشوار المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2018

GMT 02:35 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

عفاف شعيب سيدة شعبية في مسلسل "فوق السحاب"

GMT 19:13 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

Jacob & Co"" تطرح مجموعة جديدة من المجوهرات الفاخرة

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

موقع الواجهة البحرية في "رامسغيت" يتحول إلى إبداع فني

GMT 10:01 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

آخر الاتجاهات المميزة في عالم الموضة لعام 2018

GMT 05:26 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أسباب انتشار قشرة الشعر خلال موسم الشتاء

GMT 15:25 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف لاعب كرة إكوادوري أربعة مواسم بسبب المنشطات

GMT 11:31 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الاسباني فيليبي السادس يستعد لزيارة المملكة المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib