الدار البيضاء - جميلة عمر
أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، والملك عبد الله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، الخميس، في "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر" في الرباط، على تدشين التظاهرة الثقافية والفنية "إشعاع أفريقيا من العاصمة". وتحتفي هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية ل الملك محمد السادس، من طرف المؤسسة الوطنية للمتاحف، وبتعاون مع عدد من الفاعلين الثقافيين والمؤسساتيين المغاربة، بالفن الأفريقي عبر تسليط الضوء على دينامية وتنوع أنماطه التعبيرية.
وينسجم هذا الحدث المهم، الذي ستحتضنه الرباط ضمن فعاليات "مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية" إلى غاية 28 آّار/أبريل المقبل، تمام الانسجام، مع الجهود التي يبذلها العاهل المغربي من أجل جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية، وعاملا محفزًا على تقارب الشعوب وتمازج الثقافات، وآلية لنشر قيم التسامح، الانفتاح والتبادل. وبهذه المناسبة، قام الملك محمد السادس وضيفه الكبير الملك عبد الله الثاني بزيارة ثلاثة معارض أعدت في إطار هذه التظاهرة، وهي "نظرة معاصرة على الفن الأفريقي"، و"وجود مشترك".
ويقدم معرض "نظرة معاصرة على الفن الأفريقي" مجموعة من التحف الفنية التي تعود الى مجموعة خاصة، وتتيح من خلال لوحات ومنحوتات لفنانين أفارقة مرموقين، من قبيل شيري سامبا وشيري شيرين من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسيبريان توكوداغبا من البنين، وكوامي أكوتو من غانا، وبروس أوبوميوما أونوبراغبيا وبين أوساغايي من نيجيريا، من استكشاف اتجاهات الفن الأفريقي المعاصر.
وتعرض هذه المجموعة، التي تعتمد تنوع المواضيع ومعالجتها الفنية، فنًا أفريقيًا راسخا في جذوره يستحضر الذاكرة التقليدية، القبلية والشعبية، ويسلط الضوء على علامات التهجين الناتجة بفعل تأثير العولمة الفنية والاقتصادية. أما "وجود مشترك" فهو معرض يروي تجربتين للعودة إلى الجذور بالأرض الأفريقية للفنانين كوكا نتادي (فنان تشكيلي فرنسي- كونغولي) ووهيب شحاتة (تونس).
ويشكل الإنسان وإبراز كنهه محور اشتغال هذين الفنانين اللذان يحاولان تبديد حواجز الجهل ومساءلة كل فرد على حدة حول المكانة المركزية التي يحظى بها الإنسان، مع الاحتفاء بالأرض الإفريقية. ويعد المعرض الثالث "تكريم" تكريمًا لثلاثة مصورين فوتوغرافيين ملهمين انتقلوا إلى دار البقاء، وهم مالك سيديبي "روبورتاجات مالية"، وليلى العلوي ب "المغاربة"، وعثمان ديلمي ب "موسيقى الحال".
وعلاوة عل هذه المعارض، ستتميز تظاهرة "إشعاع أفريقيا من العاصمة"، بأنشطة ثقافية مكثفة وهي عبارة عن 36 حدثًا في 18 مكانًا، منها بالخصوص المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، متحف بنك المغرب، رواق باب الرواح، رواق باب الكبير، فيلا الفنون، الفضاء التعبيري لصندوق الإيداع والتدبير، أكاديمية المملكة المغربية). وستنظم معارض للفنون التشكيلية وقطع من الموروث، وحفلات موسيقية، وعروض لأشرطة، وندوات، وتظاهرات للفنون الحضرية.
وبهذه المناسبة، قدَّم الفنان التشكيلي المالي عبدولاي كوناتي، الذي يعرض تحفه في إطار هذه التظاهرة بالفضاء التعبيري لصندوق الإيداع والتدبير، الى الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني، ألبومًا يستعرض مختلف لوحاته وإبداعاته. وفي أعقاب زيارة المعارض الثلاثة، قام عاهل المملكة الأردنية الهاشمية بالتوقيع في الكتاب الذهبي لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر