أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا اختبرت أسلحة نووية ذات تكنولوجيا عالية يمكنها التصدي للصواريخ الأميركية، وذلك في خطاب تحدي قبل أن يخوض الانتخابات الرئاسية هذا الشهر، وفي خطاب ألقاه أمام كبار المسؤولين في الدولة، أدلى بوتين بأقوى إعلان له حتى الآن عن القوة العسكرية الروسية، وقال إن البلاد تطور جيلا جديدا من الأسلحة الفتاكة القادرة على اختراق دفاعات صاروخية بما في ذلك صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية بجموعة غير محدودة، وطائرة بدون طيار، ورأس حربي مفرط السرعة "عمليا" يسافر "مثل كرة النار".
وأضاف بوتين "اختبرت موسكو الصاروخ الباليستي العابر للقارات الذي طال انتظاره والذي يصل إلى أبعد الأماكن وقادر على حمل رؤوس نووية"، مضيفا" ظلت روسيا قوة نووية، ولكن لا أحد يريد التحدث معنا، لا أحد يريد أن يستمع إلينا، استمعوا إلينا الآن".
وأثار الخطاب شبح سباق تسلح نووي جديد، حيث وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالقيام بالمثل وتوسيع الترسانة النووية الأميركية، وأصدر سياسة للأسلحة النووية هذا الشهر تهدف إلى مواجهة التحديث الروسي، وردا على خطاب بوتين، اتهم وزير الدفاع البريطاني، غافن ويليامسون، روسيا باختيار "طريق التصعيد والاستفزاز"، قائلا "إننا نواجه تهديدات مكثفة لطريقتنا في الحياة، وهذا التطور تذكير آخر بعدم التخلي عن حرسنا"، إلا أن مسؤولا أميركيا قال لشبكة "سي ان ان" إن التجارب الصاروخية التي تقوم بها روسيا في مجال القذائف الانسيابية قد انتهت بحوادث.
وعلى الرغم من أنه تطرق إلى المشاكل الاقتصادية، فإنه تحول من صراع الرئيس النووي إلى الإهتمام بالسياسة الخارجية التي تحظى بشعبية لدى الروس بالرغم من العقوبات الغربية.
واشتكى بوتين بشدة من الانسحاب الأميركي من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية في عام 2002، وتطوير منشآت الدفاع الصاروخي في رومانيا وبولندا، والتي قالت موسكو إنها ستعزز التوازن الاستراتيجي.
وقال بوتين إنه من عدم احترام تحذيراته بشأن الدفاع الصاروخي، فإن روسيا حدثت أسلحة جديدة لتعزيز رادعها النووي وإلغاء الميزة الاستراتيجية للغرب، وتوقف بوتين مرارا وتكرارا لعرض مقاطع فيديو لإطلاق الصواريخ ومسارات الطيران، والتي اتجهت نحو أميركا الشمالية، وأظهر أحدهم الرؤوس الحربية تمطر على فلوريدا.
وكان الانقلاب الصارخ لهذا الثقل العضلي العسكري غير مسبوق بالنسبة للرئيس الروسي، كما كان نظرة خاطفة من خلال الحجاب السري حول أحدث الأسلحة في البلاد، حتى أنه أعلن عن مسابقة على الانترنت لاختيار اسم لطائرة بدون طيار تحت الماء قادرة على حمل رأس حربي نووي، والتي عرضها في أحد أشرطة الفيديو.
وقال بوتين "إن العقوبات تقيد تنمية روسيا، بما في ذلك المجال العسكري، ولكنها لم تنجح"، وأضاف "لم يتمكنوا من احتواء روسيا، انهم بحاجة إلى تحقيق هذا، وعليهم وقف هز القارب الذي نحن جميعا نجلس".
وتعهد بأن حوادث مثل وفاة الطيار الروسي رومان فيليبوف الذي تم استهدافه بقنبلة يدوية في سورية الشهر الماضي "لن يحدث مرة أخرى أبدا"، وكانت الإعلانات العسكرية العدوانية هي النصف الأول من خطابه، الذي ركز على المشاكل الاجتماعية وتحسين حياة الشعب في النصف الثاني منه، وينظر إلى هذه التصريحات على أنها رؤيته لفترة رئاسته المقبلة، التي من المؤكد فوزه بها.
ومن بين مجموعة من الأهداف الطموحة، وعد الرئيس بخفض معدل الفقر إلى النصف في السنوات الست القادمة، قائلا إن 20 مليون روسي يعيشون تحت خط الفقر، ودعا أيضا إلى زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 50% بحلول عام 2025.
وقال إن الأولوية القصوى يجب أن تكون رفاهية الروس وأسرهم، ودعا إلى "قفزة إلى الأمام في نوعية حياة الناس، وتحديث التكنولوجيا، وإدارة الحكومة"، كموضحا "لقد أدركت روسيا سياستها الخارجية وقدراتها الدفاعية، ولكن من حيث النمو الشخصي للناس لم نصل إلى قدراتنا الكاملة، وعلينا أن نفعل ذلك وسنفعل ذلك."
وكانت آخر كلمات الرئيس الروسي هي "التطور التكنولوجي" و "الاقتصاد الرقمي"، مؤكدا على ضرورة انفتاح روسيا على العالم، ولأفكار ومبادرات جديدة، وقال بوتين، الذي متوقع فوزه في انتخابات 18 مارس/ آذار، إذ بذلك يبقى في السلطة لأكثر من ربع قرن، أي فترة أطول من جوزيف ستالين، "ينبغي أن نزيد من مساحة الحرية في جميع المجالات ونعزز الديمقراطية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر