لندن ـ سليم كرم
وقّع أكثر من 340 ألف شخص الآن عريضة صحيفة "الإندبندنت" التي تطالب بإجراء استفتاء نهائي بشأن الاتفاق الحكومي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واجتذبت الحملة التي أطلقت قبل 3 أيام فقط، دعمًا من مؤيدي ورافضي مغادرة الكتلة الأوروبية.
وانخفضت احتمالات عقد التصويت الوطني الثاني إلى النصف منذ بداية العام، ومن بين الذين يدعمون استفتاء آخر من كبار الشخصيات من جميع الأحزاب الرئيسية، الوزيرة السابقة جوريني غريننغ، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والزعيم الديمقراطي الليبرالي فينس كيبل، وزعيمة حزب الخضر كارولين لوكاس.
ووفقا إلى استطلاع جديد فإن أكثر من ثلثي الناخببين سيؤيدون التصويت على الصفقة النهائية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويأتي ذلك في الوقت الذي رفضت فيه جهود رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، لتجاوز بروكسل والتعامل مباشرة مع دول الاتحاد الأوروبي، حيث يبدو أنها تدفع بريطانيا أكثر نحو سيناريو عدم وجود صفقة.
وحذرت ماي الجمعة من أن البرلمان الأوروبي سيستخدم حق النقض ضد "مدققي الحسابات" في الصفقة، ما لم تتوصل إلى خطة جديدة للحدود الأيرلندية، والأمر الذي أشعل التوترات هو تأكيد وزير التجارة الدولي ليام فوكس الجمعة، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون الصفقة سيكون أفضل من إطالة المحادثات مع بروكسل وهي خطوة وصفها بأنها "خيانة كاملة" للناخبين.
وبدأت الصحيفة حملتها "Final Say" في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية السابقة السيدة غريننغ "أعتقد بأن وضع القرار النهائي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أيدي الشعب البريطاني هو السبيل الوحيد لكسر الجمود في البرلمان، والطريقة الصحيحة لتقرير مستقبل بلدنا، وهذا هو السبب في أن حملة "الإندبندنت" مهمة للغاية وأدعمها، وأي شخص يشعر بنفس الأمر يجب أن يدعمها".
وقال السير فينس إن "الديمقراطيين الليبراليين يقاتلون من أجل أن يكون لدى الشعب البريطاني الكلمة الأخيرة في أي صفقة من نتائج خروج بريطانيا، أو الأسوأ من ذلك، لا صفقة، يجب أن يتضمن هذا التصويت خيارًا للخروج من البريكست".
وقال النائب عن حزب العمل، ديفيد لامي، الذي دعا إلى إجراء استفتاء ثان منذ عام 2016 إن "دعوة الإندبندنت الجديدة للاستفتاء على الصفقة النهائية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تدل مع حملات مماثلة أخرى، إلى الجانب الصحيح من التاريخ، إن السماح للجمهور باختيار ما إذا كنا نظل في الاتحاد الأوروبي بمعرفة تامة، أن نصبح أكثر فقرا وأقل استقلالية وأقل حيادية دبلوماسية، هو الحل الديمقراطي الوحيد لهذا الكابوس السياسي".
ودعم الحملة أيضا كل من محامي المحافظين السابقين دومينيك غريف، ووبوكور تشوكا أومونا، والليبر ديم ليلي موران، والناشطة جينا ميلر، وأليستر كامبل.
وحثّت تيريزا ماي الناخبين على عدم القلق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رغم أن حكومتها تضع خططا لتخزين الغذاء والدم والأدوية في حال ساءت الأوضاع، وقالت إن الناس يجب أن يطمأنوا ويرتاحوا من أخبار الخطط، ليتم تنفيذها إذا ما خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في مارس/ آذار، لكن يبدو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدأ يبدو أكثر احتمالا، فقد ذهب بلير إلى "تويتر" لتقديم دعمه للحملة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر