دمشق ـ نور خوام
أسقط المتمردون السوريون طائرة حربية روسية "سوخوي 25"، باستخدام صاروخ مضاد للطائرات أطلق من شمال غرب إدلب، خلال قصفهم للمعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقتلوا قائدها حين أطلق النار عليهم أثناء مقاومة اعتقاله. وأصدرت جماعة "تحرير الشام" بيانا على مواقع التواصل الاجتماعي للرئيس المسؤول عن دفاعها الجوي، حيث قال إن أحد مقاتليهم استهدف طائرة حربية أثناء تحليقها فوق مدينة ساراقب في الشمال الغربي لمحافظة إدلب.
وتشمل "تحرير الشام" الجماعة المعروفة رسميا باسم جبهة النصرة، والتي تعمل في سورية كونها فرع لتنظيم القاعدة، وأكدت وزارة الدفاع الروسية اسقاط الطائرة، قائلة "تحطمت طائرة سوخوي 25 روسية أثناء تحليقها فوق منطقة التصعيد في إدلب، وتمكن الطيار من الهبوط إلى المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو جبهة النصر، ولكنه قتل في قتال ضد المتطرفين"، وأضافت "ووفقا للتقارير الأولية، تم استخدام صاروخ مضاد للطائرات يدوي لاسقاط الطائرة"، كما أعلنت الوزارة عن مقتل 30 متمردًا بفعل الغارات الجوية على منطقة إدلب.
ويظهر الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي جسد رجل ميت، ووجه مغطى بالدماء، ويقف بجانبه رجلا مسلحا بذقن طويلة، وأحد الرجال الآخرين يقول "إنه روسي"، وبعد ذلك أعلن عن اسم الطيار على مواقع التواصل وهو رومان فليبوف. وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس السوري لمراقبة حقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن "قٌتل الطيار وهو يقاتل المتمردين والذين اسقطوا طائرته وأسروه"، وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن أحد طياريها قد قتل.
وتعدّ روسيا حليفًا رئيسيًا للرئيس بشار الأسد، وهي تشاركه في شنّ حملة عسكرية منذ 2015، ومنذ ذلك الحين، استعاد الجيش السوري السيطرة على العديد من المناطق، وفي الأسابيع الأخيرة تطارد المتمردين المسيطرين على شمال غرب إدلب، وهذه المحافظة أيضا مقر لتنظيم للتنظيمات المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة.
وشنّت القوات السورية حملة عسكرية مكثفة على إدلب منذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بدعم من سلاح الجو الروسي، ولفت عبد الرحمن إلى أنه كان هناك العشرات من الضربات الجوية السورية على المنطقة على مدى الـ24 ساعة الماضية، وهذه الطائرة كانت من بينها. وأسقط المتمردون طائرات حربية للنظام السوري في الماضي، ولكن معدل إسقاط الطائرات الروسية كان نادرًا، وفي أغسطس/ آب 2016، سقطت طائرة هليوكوبتر روسية فوق سورية وقتل طاقمها المكون من خمسة أشخاص.
وبدأت موسكو ضرباتها الجوية في سورية منذ سبتمبر/ أيلول 2015، بعد شهرين من إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية، ويأتي ذلك بعد استضافة روسيا الأسبوع الماضي مؤتمر السلام السوري، في منتجع سوتشي على البحر الأسود.
ووافق على تشكيل لجنة لمناقشة دستور البلاد لفترة ما بعد الحرب، وحضر ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة لسورية، الاجتماع وقال إن الأمم المتحدة ستقود الجهود لتشكيل اللجنة، ولكن نسخة البيان الأخير لم تذكر مصير الرئيس الأسد. وقاطعت جماعة المعارضة الرئيسية لجنة المفاوضات السورية، كما فعل بعض ممثلي الأقلية الكردية السورية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر