لندن ـ ماريا طبراني
أعلن وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون، أنه يشعر"بالمسؤولية العميقة تجاه مسألة خروج بريطانيا من الأتحاد الأوروبي"، متوقعاً أن "تخسر رئيسة الوزراء تريزا ماي تصويت البرلمان على صفقة "بريكست" مع فارق أصوات كبير هذا الأسبوع".
وبدا جونسون مهزوزًا حين سئل عن رأيه بشأن "الأضطراب" الذي قد يحدث بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وقال إنه يعتقد أن "بريطانيا يمكنها أن تفعل ما هو أفضل بكثير من صفقة رئيسة الوزراء تريزا ماي". توقع أن "تعاني ماي من هزيمة كبيرة في التصويت على الصفقة الأمر الذي سيعطيها تفويضًا قويًا لإعادة التفاوض".
كما رفض جونسون أن يستبعد نفسه من قيادة حزب "المحافظين" وهو ينتقد صفقة رئيسة الوزراء ويصفها "بالخيانة". ويأتي إعتراضة في الوقت الذي تواجه فيه بريطانيا واحداً من أسوأ الأسابيع في السياسة مع تصويت النواب على الاتفاق يوم غد الثلاثاء.
وجددت تريزا ماي مناشدتها نواب حزبها المعارضين للصفقة بالتصويت الى جانبها، محذرة إياهم في مقابلة مع صحيفة "ميل أون لاين" أمس الأحد ، من عدم تأييدهم صفقتها أو المخاطرة بالسماح لجيريمي كوربين "زعيم حزب العمال" بالوصول إلى السلطة، ووقف اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتفكر ماي في تأخير التصويت والعودة إلى "بروكسل" للحصول على المزيد من الإمتيازات من الاتحاد الأوروبي لعدم تعريض خطتها للهزيمة.
وأجرى بعض قادة "بريكست" الرائدين لقاءات تلفزيونية أمس، محاولين الضغط على رئيسة الوزراء لنسف صفقتها. وأكد جونسون إنه يجب على ماي أن تلغي خطة الدعم الإيرلندية وأن ترفض تسليم نصف قيمة تسوية صفقة الخروج البريطاني البالغة 39 مليار جنيه استرلينيا حتى تحصل المملكة المتحدة على صفقة تجارة حرة.
وقال جونسون خلال لقاء ضمن "برنامج أندرو مار" الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الاثنين: "لا تقلل من شأن الإحساس العميق بالمسؤولية الشخصية الذي أشعر به تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكل ما حدث". وأضاف: "إنه يحطم قلبي بكل تأكيد أنه بعد كل ما ناضلنا من أجله ، وكل ما كنا نناضل من أجله ، وكل ما قام بة سكرتير بريكست ستيف باركلي ، كل ما يؤمن به الجميع ، وأنه يجب علينا أن نودع المستقبل الذي يحكمنا فيه الاتحاد الأوروبي بشكل فعال في العديد من النواحي "
كما أجرى عدد من قادة الـ"بركسيت" ، بمن فيهم الوزير السابق دومينيك راب ، ووزير سابق في الحكومة إسثير مكفي ، مقابلات تلفزيونية لحث ماي على إلغاء خطتها وإعادة التفاوض. وأكد جونسون إن الدعم الايرلندي الذي وافقت عليه رئيس الوزراء يكرهه النواب لأنه يبقي المملكة المتحدة مقيداً بسلاسل الاتحاد الأوروبي. ويعد الدعم هو خطة "ب" أو بديلة التي ستدخل حيز التنفيذ إذا لم يكن بالإمكان التوصل إلى صفقة تجارية، مما يبقي كامل المملكة المتحدة مرتبطة بالاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي ويتم فرض المزيد من عمليات الفحص للأسواق في أيرلندا الشمالية. وأثارت الخطة غضبا من "المؤيدين " و "المعارضين " على حد سواء ، الذين قالوا إنها تقوض السلامة الإقليمية للمملكة المتحدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر