مواجهات عنيفة بين المصلين وشرطة الاحتلال بالأقصى
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

بعد اقتحام نحو ألف متطرف للمسجد بقرار سياسي

مواجهات عنيفة بين المصلين وشرطة الاحتلال بالأقصى

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مواجهات عنيفة بين المصلين وشرطة الاحتلال بالأقصى

فلسطينيون في مواجهة الأمن الإسرائيلي
القدس المحتلة - ناصر الاسعد

تفجرت مواجهات هي الأعنف في المسجد الأقصى منذ عدة شهور بعدما سمحت الشرطة الإسرائيلية، في خطوة نادرة، لليهود بدخول المكان في الأيام الأخيرة لشهر رمضان، حيث قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن نحو ألف متطرف اقتحموا المسجد بقرار سياسي في محاولة لتغيير الوضع القائم. والوضع القائم هو اتفاق أردني - إسرائيلي بتحديد أعداد زيارة غير المسلمين للمسجد ومنع ذلك في أيام محددة منها العشر الأواخر في رمضان.

واتهم الكسواني قوات الشرطة الإسرائيلية والوحدات الخاصة بحماية المتطرفين من أجل كسر هذا الوضع بالقوة، وشهدت ساحات المسجد مواجهات ممتدة بين المصلين وقوات الشرطة التي اقتحمت المكان لتأمين المتطرفين الإسرائيليين الذين أصروا على اقتحام المسجد محتفلين بيوم القدس، وهو اليوم الذي يحتفل فيه الإسرائيليون وفق التقويم العبري بضم القدس الشرقية للغربية بعد احتلالها في حرب الأيام الستة، وإعلانها عاصمة موحدة، وأطلقت الشرطة الإسرائيلية قنابل الصوت والغاز واستخدمت الهراوات ضد المصلين، فيما رشق المصلون القوات بالكراسي والأحذية والحجارة وأغراض أخرى، بعدما حاصرت القوات مصلين في المسجد القبلي واعتدت عليهم لإبعادهم عن المستوطنين.

وأظهرت لقطات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة اقتحام القوات الإسرائيلية الجامع القبلي وإلقاء قنابل الصوت داخله، فيما ألقى المصلون كل ما وقع تحت أيديهم على الشرطة. وأغلقت الشرطة الجامع على من فيه قبل أن تعود وتفتحه تحت وطأة المواجهات.

وهذه المرة الأولى منذ 3 عقود التي يُسمح فيها لغير المسلمين بدخول المسجد في الأيام الأخيرة من شهر رمضان. وأعلنت الشرطة في وقت سابق أن المسجد سيكون مغلقاً أمام اليهود والسياح، لكنها عادت وسمحت للمتطرفين باقتحام المسجد بعد «تقييمات أمنية».

واتهمت السلطات الفلسطينية والأردنية القوات الإسرائيلية بانتهاك حرمة شهر رمضان والاعتداء على المصلين والمسجد، وقال الكسواني إن القوات الإسرائيلية اعتدت على المصلين وحراس المسجد. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن القوات الإسرائيلية اعتدت على خليل الترهوني أحد حراس المسجد الأقصى بالضرب المبرح. واعتقلت الشرطة 6 فلسطينيين على الأقل من داخل المسجد، ضمن حملة طالت خلال يومين نحو 40 مقدسياً.

وفوراً، أدانت الخارجية الفلسطينية، «الهمجية» الإسرائيلية في الأقصى، وأرسلت الخارجية الأردنية مذكرة احتجاج شديدة اللهجة لإسرائيل. وقالت الخارجية الفلسطينية، إن الاعتداء على الأقصى يأتي ضمن مخطط يهدف إلى تهويده وفرض السيطرة الإسرائيلية عليه.

وطالبت الخارجية في بيان لها، المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة، بالخروج عن صمتها والتحرك سريعاً في تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه القدس ومقدساتها، عبر اتخاذ إجراءات عملية كفيلة بإجبار إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على الانصياع للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقبل فوات الأوان.

ودخلت الخارجية الأردنية على الخط فوراً، وأرسلت مذكرة احتجاج دبلوماسية إلى الحكومة الإسرائيلية، وجاء في المذكرة أن عمان ترفض انتهاك إسرائيل لحرمة الأماكن المقدسة وتطالب بوقفها وتحذر من تبعاتها. وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية سفيان القضاة: «إن على إسرائيل احترام مشاعر المسلمين في هذا المكان المقدس، خصوصاً في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل».

ويتولى الأردن الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس بموجب اتفاق مع السلطة الفلسطينية. وقال عبد الناصر أبو البصل وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الحكومة الأردنية، إن «على الاحتلال ألا يتدخل بالمسجد الأقصى المبارك الذي هو ملك للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، وإنه غير قابل للمشاركة ولا التقسيم».

ونقلت الوكالة وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الرسمية عن أبو البصل استهجانه لما قامت به قوات الاحتلال «عندما ضربت النساء والشيوخ والأطفال المعتكفين الآمنين وملاحقتهم إلى داخل المصلى القبلي والمرواني، والاعتداء عليهم ورشهم بالغازات المسيلة للدموع داخل المساجد المسقوفة».

وردت الشرطة الإسرائيلية باتهام المصلين بإثارة «الشغب». وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية في تغريدة على «تويتر»: «اتخذت الشرطة إجراءات أمنية في جبل الهيكل بعد اضطرابات أثارها العرب هذا الصباح. الوضع تحت السيطرة».

 وأصدرت الشرطة بياناً جاء فيه: «اندلعت أعمال شغب شملت إلقاء حجارة وكراسي وأجسام مختلفة». 

وأضاف البيان: «بعد ذلك، أمر قائد منطقة القدس الميجور جنرال دورون ياديد قوات الشرطة بدخول جبل الهيكل (التسمية اليهودية للمسجد) والتعامل مع مثيري الشغب».

واقتحام الأقصى في هذا الوقت الحساس، آثار ردود فعل واسعة. ونددت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالانتهاك الخطير الذي مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي، في المسجد الأقصى، مؤكدة أن انتهاك حرمته هو اعتداء على مشاعر المسلمين في العالم أجمع وليس في فلسطين وحدها، كما أنه مساس بالمكان الأكثر قداسة للمسلمين في فلسطين. ووصف قاضي القضاة، مستشار الرئيس للشؤون الدينية، محمود الهباش ما يحدث في الأقصى، بـ«التطور الخطير الذي يؤشر إلى مرحلة في غاية الخطورة».

ودعت فصائل فلسطينية إلى الدفاع عن الأقصى وهددت أخرى بالرد، ووجهت حركة فتح تحية إكبار وإجلال للمرابطين المعتكفين في المسجد الأقصى ورحابه، داعية الفلسطينيين للدفاع عن المسجد. وقالت الجبهة الديمقراطية إن العدوان على الأقصى مؤشر خطير لفرض تقسيمه زمانياً ومكانياً، فيما حذرت الجبهة الشعبية من أن التصعيد بحق الأقصى يعد لعباً بالنار وجزءاً من المزاودات الداخلية لليمين.

من جهتها، أكدت حركة حماس أن «استمرار غطرسة الاحتلال ومستوطنيه في تدنيس المسجد الأقصى لن يقود إلا إلى مزيد من التمسك الفلسطيني به، والاستبسال في الدفاع عن حرمته وقدسيته». أما حركة الجهاد الإسلامي فهددت بأن إسرائيل ستدفع ثمن اقتحام الأقصى.

قد يهمك أيضا

مئات الآلاف من الفلسطينيين يتوافدون على الأقصى لإحياء ليلة القدر

رصاصة إسرائيلية غادرة تنهي حلم طفل بالصلاة في المسجد الأقصى

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهات عنيفة بين المصلين وشرطة الاحتلال بالأقصى مواجهات عنيفة بين المصلين وشرطة الاحتلال بالأقصى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib