لندن ـ كاتيا حداد
ظهرت صورمخيفة للطائرة المحطمة التي انفجرت فوق "لوكربي" (قرية في اسكتلندا في بريطانيا) قبل 30 عاما ، حيث لا تزال بقايا هيكلها المعدني المهترئ محفوظة في منطقة سكك حديد "لينكولنشاير". وكانت هذه الطائرة من طراز "بوينغ 747" هوت في تلك المنطقة جراء تفجير عبوة ناسفة بها في 21 ديسمبر / كانون الأول 1988 ، حيث لقي 259 راكبًا وطاقمً الطائرة حتفهم ، أثناء توجههم في رحلة كانت متجهة من فرانكفورت إلى ديترويت عبر نيويورك ولندن.
كما قُتل 11 من سكان البلدة الصغيرة بسبب الحطام المتساقط في المأساة التي نجمت عن قنبلة تم تهريبها على متن الطائرة في حقيبة وبقيت أسوأ هجوم إرهابي على الإطلاق. وكان العديد من الضحايا من طلاب الجامعات الأميركية الذين كانوا عائدين إلى بلادهم لقضاء عطلة عيد الميلاد ، بما في ذلك 35 طالبا من جامعة "سيراكيوز" يشاركون في برنامج للدراسة في الخارج.
قد أظهرت صور جديدة الكثير من أجزاء الطائرة المحطمة، والتي لا تزال مخزنة خلف سياج عال في "ويندليز سالفاج" في "تاترسهول" وهي شركة لتجميع الخردة .وتم نقل الأجزاء المنقسمة من الطائرة إلى هناك في ثماني شحنات من قاعدة عسكرية في "لونغتاون" بالقرب من منطقة "كارلايل" بعد فرزها بجهد. وتتخصص الشركة في جمع حطام حوادث الطيران ، وتم توظيفها من قبل شركة التأمين العملاقة "لويدز" لاسترداد وتخزين الحطام الذي انتشر لأميال حول المدينة الاسكتلندية.
أما القسم الأوسط من الطائرة الذي يحتوي على مخزن البضائع الذي انفجرت فيه القنبلة فبقي في المقر الرئيسي لفرع التحقيق في الحوادث الجوية في "فارنبورو". وأدين بالتفجير ضابط المخابرات الليبي عبد الباسط المقراحي في عام 2001 واعترفت طرابلس بذلك . وتم سجنه لمدة 27 عامًا، لكنه توفي بسرطان "البروستاتا" عام 2012 بعد إطلاق سراحه لأسباب إنسانية عام 2009. وما زال الكثيرون يعتقدون أنه كان "كبش الفداء" للتفخير الارهابي ، ولا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حتى الآن لمعرفة من كان وراء الانفجار بالضبط. في أغسطس / آب 2017 ، تقدمت أسرة عبد الباسط المقرحي بعرض جديد للاستئناف ضد إدانته.
ويتم تخزين بقايا الطائرة حتى يتم الانتهاء من جميع التحقيقات. ويعتقد في الوقت الحالي أن مالكي هذة الخردة يدفعون 800 جنيه إسترليني شهريا من الحكومة لتخزين الطائرة - على الرغم من أنه لا يُسمح لهم بتأكيد وجودها - ولا يشرحون لماذا لا تزال هناك. مع اقتراب الذكرى الثلاثين للهجوم الإرهابي ، وصف بعض الاشخاص الذين كانوا هناك وقوع الحادث المشهد بتفاصيل مخيفة.
وشرح رجل الشرطة السابق المتقاعد إيان راي، كيف تعامل مع عائلات الضحايا. وقال الرجل البالغ من العمر 58 عاما إن لايزال يرتعب عندما يفكر في بعض الأشياء التي وجدها عند تنقله بين الحطام - بما في ذلك شريط صوتي لضحية أميركية. وقال راي ، لصحيفة "ذا ميرور": "لقد عملت لمدة نصف ساعة ، وخرجت من أجل استراحة سريعة ، وسمعت صرخات ثم عدت الي هناك مره أخرى"وكجزء من عملة سلم الشرطي آنذاك، متعلقات الضحايا الى اسرهم ،كما أقام بعض الصداقات معهم.
قضى إيان يوم عيد الميلاد بعد الذكرى السنوية الأولى مع بيتي توماس ، والدة الضحية ايفون أوين ، البالغة 29 عاما ، وجدة بريوني ، البالغة من العمر 20 شهرا فقط. كما أتى صديق الضحية ايفون ويدعى سميث، لتقديم وجبة لهم وتعزيتهم .
كما اكتشف الضابط ، كولين دورانس ، هذا العام هوية بريوني أوين والتي كانت قد سقطت من السماء خارج المدينة، وقام أحد المزارعين بانتشال جثمانها. وقال المزارع دورانس: "كانت تبدو وكأنها كانت نائمة فقط. كانت قد سقطت من السماء خارج المدينة وقام أحد المزارعين بنقل جثمانها على المقعد الأمامي لجراره". وأضاف دورانس: "يبدو وكأنها كانت نائمة فقط. وكانت الطفله الصغيرة هي ابنة الضحية ايفون والتي توفت ودفنت مع والدتها ".
وقال سائق إحدى الشاحنات والذي ساهم فى عملية البحث عن ناجين: "بحثنا عن أي شخص قد يكون لا يزال حيا، لكن وجدنا الجميع أموات. والمحزن أن بين الضحايا كان هناك أطفال بدو مثل الدمى ولم تظهر عليهم أيه اصابات أو خدوش. لقد كان الحادث مروعاً ومحزناً ولم ينجُ منه أحد على الإطلاق ".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر