غادر الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، لوساكا، بعد ظهر أمس الخميس، في ختام زيارة رسمية إلى جمهورية زامبيا، وكان في توديع الملك في المطار الدولي "كينيث كاوندا" بلوساكا، فخامة رئيس جمهورية زامبيا السيد إدغار شاغوا لونغو.
واستعرض الملك والرئيس الزامبي تشكيلة من حرس الشرف، قبل أن يتقدم للسلام على جلالته وزير الشؤون الخارجية الزامبي هاري كالابا وقائد قوات الشرطة الزامبية وقيادات القوات المسلحة الزامبية "البرية والجوية والجمهورية" وسفيرة المغرب في الجمهورية الزامبية السيدة السعدية العلوي، وكذلك أعضاء السفارة المغربية.
وقد تميزت هذه الزيارة، الأولى من نوعها لبلد يقع جنوب القارة، بالمباحثات التي أجراها جلالة الملك مع الرئيس إدغار شاغوا لونغو ، وكذا بالتوقيع على 19 اتفاقا حكوميا وللشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وتعكس زيارة جلالة الملك إلى هذا البلد بجلاء إرادة المغرب على مزيد من الانفتاح على هذه المنطقة من جنوب القارة ، وتنويع شراكاته في أفريقيا والنهوض أكثر بنموذج التعاون جنوب- جنوب لفائدة تنمية ورقي المواطن الأفريقي.
وفي نهاية الزيارة، وجه الملك الدعوة لفخامة السيد إدغار شاغوا لونغو، رئيـس جمهورية زامبيا، للقيام بزيارة رسمية للمملكة المغربية في اقرب موعد مناسب.
كما أكد في برقية وجهها جلالتهإلى الرئيس الزامبي، في ختام الزيارة الملكية لبلاده، عن اعتزاز جلالته بعلاقات الأخوة والتعاون والتضامن، التي تجمع الشعبين الشقيقين، والتي نحرص سويا على توطيدها في مختلف المجالات، داعيا أياه القيام بزيارة رسمية للمغرب ، في أقرب موعد مناسب.
وأعرب ملك المغرب عن تقديره للرئيس الزامبي وللجهود التي يبذلها فخامته من أجل تحقيق تطلعات الشعب الزامبي الشقيق، إلى المزيد من التقدم والازدهار، وأبرز الملك أن الزيارة الرسمية التي قام به جلالته لهذا البلد الشقيق، والاتفاقيات الهامة التي تم توقيعها، مكنت من وضع الأسس المتينة للارتقاء بهذه العلاقات إلى شراكة حقيقية، تشكل نموذجا للتعاون بين دول الجنوب، وخاصة بإفريقيا
وأضافت قالت السيدة لييسل لاو فودران، المستشارة لدى معهد الدراسات الأمنية، الذي يوجد مقره ببريتوريا بجنوب إفريقيا إن الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لزامبيا تكتسي أهمية خاصة لكونها مكنت من توسيع الشراكة التي يقدمها المغرب بمنطقة إفريقيا الجنوبية.
وأكدت السيدة لاو فودران، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الزيارة الملكية الجديدة تمكن المغرب من توسيع مجال شراكته الإفريقية خارج منطقة غرب إفريقيا، حيث يعتبر المغرب أول مستثمر، مشيرة إلى أن هذا الانفتاح الجديد على منطقة ظلت حتى وقت قريب غير معروفة في الأوساط الاقتصادية والمالية المغربية، "يعد أفضل تجسيد لمصداقية الشراكة التي يتيحها المغرب".
وأوضحت أن هذه المصداقية ليست وليدة الصدفة، مشيرة إلى أن الدول الإفريقية التي نسج معها المغرب علاقات الشراكة هاته اقتنعت بوجاهة الاختيار الذي ركز على مجالات ذات قيمة مضافة كبرى وأخرى تمس المعيش اليومي لشعوب القارة الإفريقية وبتأثير آني. وتطرقت المحللة في هذا السياق، لمجالات الفلاحة والمالية والتأمين والإسكان.
وبخصوص مرحلة زامبيا ضمن الجولة الجديدة لجلالة الملك لعدد من الدول الإفريقية، أشارت السيدة لاو فودران إلى أن زامبيا تعتبر من بين الدول الأكثر أهمية في منطقة إفريقيا الجنوبية، وأبرزت أن الحضور المغربي في هذا البلد، الذي ينتمي للفضاء الإفريقي الناطق بالانجليزية، سيستأثر بمزيد من الاهتمام، خصوصا من قبل جنوب إفريقيا التي تتمتع بحضور اقتصادي قوي في زامبيا.
وعبرت السيدة لاو فودران عن اقتناعها بأن الاتفاقيات التي أبرمها المغرب وزامبيا ستمكن، بالنظر لعددها ولأهميتها، من دفع الشركات بجنوب إفريقيا إلى التفكير في نسج نوع من التعاون مع نظيراتها المغربية.
وخلصت إلى أن "هذا التعاون الاقتصادي المغربي- الجنوب إفريقي سيفرض نفسه"، مشيرة إلى أن الأوساط الاقتصادية بجنوب إفريقيا أصبحت واعية بهذا الدور المهم للمغرب على الساحة الإفريقية وبضرورة الانخراط مع المملكة كشريك قوي وذي مصداقية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر