واشنطن ـ رولا عيسى
يطلب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الدول الأوروبية في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" هذا الأسبوع، أن تساهم بمزيد من القوات في الحرب في أفغانستان، ومن المرجح أن ترضخ الدول الأعضاء الأخرى التي تواجه بالفعل هجمة من الرئيس الأميركي، بسبب نقصها في الإنفاق الدفاعي، خطر خفض التمويل، حيث على سبيل المثال، من المتوقع أن تضاعف بريطانيا حجم قوتها إلى ما يزيد عن 1200.
فكرة جديدة لمؤسس شركة بلاكووتر:
ولكن إريك برينس، مؤسس شركة بلاكووتر، وهي على الأرجح أكثر شركات الأمن الخاصة شهرة في العالم، والتي تعرف الآن باسم أكاديمي، يصر على أن زيادة القوات في أفغانستان هي أسوأ ما يمكن لحلفاء الولايات المتحدة القيام به، مؤكدًا "سيعزز ذلك الاستراتيجية الفاشلة، والتي لن تعمل وستكلف المزيد من الأرواح دون داع".
ويملك الملياردير، الذي يرأس حاليا شركة خاصة للأسهم، خططًا خاصة به للتحول الحرب الأفغانية، قائلًا "ما ينبغي أن يقوله ترامب حقًا لحلف الناتو هو إنه لا جدوى من إرسال مزيد من القوات، يجب أن يرسلوا الأموال بدلاً من ذلك، فخلال حملته الانتخابية، أدان ترامب حروب أميركا الضائعة في الخارج، فما الفائدة من مواصلة الإضافة إلى أعداد الجنود في أفغانستان؟". وقال "تنفق الإدارة الأميركية 76 مليار دولار سنويًا في أفغانستان، كما أعتقد أن الحكومة بريطانيا تنفق عليها ميزانية الدفاع بأكملها، وما أقترحه سيكلف جزءًا من ذلك، كما أنه سينقذ أرواح أفراد القوات المسلحة، الأميركيين والبريطانيين والأفغان وحلفاء آخرين ".
إعادة هيكلة الحرب:
ما يقترحه هو خصخصة الحرب، على الرغم من أنه يفضل أن يطلق عليها "الترشيد وإعادة الهيكلة"، وكانت هذه استراتيجية طرحها من قبل إلى البيت الأبيض، حيث تلقت دعم ستيف بانون، الذي كان كبير الاستراتيجيين في إدارة ترامب آنذاك، وكذلك صهره جاريد كوشنر، لكنها رُفضت من قبل أعضاء كبار في الإدارة، خاصة من مستشار الأمن القومي في ذلك الوقت الجنرال إتش آر ماكماستر، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع، جيمس ماتيس.
ولكن كانت هناك تغييرات، مع التراجع غير العادي، في إدارة ترامب، حيث وزير الخارجية الحالي، مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، فربما سيكونان أكثر تقبلا، كما يعتقد برنس. وقال الجنرال ماتيس إنه يتفق مع تحليله للمشكلات في أفغانستان لكنه لا يتفق مع حله، وأبدى الرئيس نفسه، والذي رفض مرارًا وتكرارًا التكلفة الباهظة لجيش الولايات المتحدة المنتشر في الخارج، اهتمامه، على الرغم من أن السيد برنس، الذي تتولى شقيقته بيتسي ديفوس، منصب وزيرة التعليم في حكومة ترامب، لم يقابل الرئيس الأميركي بعد لمناقشة المسألة.
وأكد بومبيو في أفغانستان يوم الاثنين أن استراتيجية ترامب الحالية كانت ناجحة، وقال إن حركة طالبان لم تعد تعتمد على انتظار انسحاب القوات الأميركية، ومن بين الانتقادات التي وجهتها نهاية للقوات القتالية من قبل القوات الدولية في عام 2013، أن قرار الانسحاب تداخل لفترة طويلة، مما مكّن المتمردين من تخصيص وقتهم في مخيماتهم في باكستان، ثم العودة عبر الحدود لشن هجمات لا هوادة فيها بسبب الفراغ الأمني.
تقليل عدد الجنود في أفغانستان
ويشدد مؤيدو خطة الخصخصة على أنه لتجنب حدوث ذلك مرة أخرى، واتّباع سياسة ترامب القائمة على النتائج بدلاً من فك الارتباط الزمني، سيتعين على القادة في الغرب أن يلتزموا بتقليل عدد القوات لفترة غير محددة. وفي ظل هذه الظروف، سيكون استخدام شركات الأمن الخاصة خيارًا أكثر قبولا من الناحية السياسية، مما يؤدي إلى تجنب زيادة عدد قتلى الجيوش الغربية. ويتركز اقتراحه على الاستعانة بفرق صغيرة من المتعاقدين الخاصين المسلحين، وليس المرتزقة، الذين في الغالب يكونوا أعضاء سابقين في القوات الغربية، ويوجهون القوات الأفغانية ويدربونهم في المواقع الخاصة.
ويعد اقتراحه مثيرًا للجدل نظرًا لتاريخ الشركة السابق في العراق وأفغانستان، ولكن السيد برنس سيجني الكثير من المال من هذا المشروع الأفغاني، وسيظهر ذلك في ميزانية شركته، والأرقام الاقتصادية. ويوجد في أفغانستان حاليًا 15 ألف جندي أميركي، وحوالي 5 الآلاف من الجنسيات الأخرى، ويرى برنس أن الاستعانة بشركة أمن في أفغانستان سيساعد في معالجة قضية التدخل الخبيث في أفغانستان من باكستان، حيث قامت عناصر من الجيش والشرطة السرية (ISI) برعاية حركة طالبان وغيرها من الجماعات المتمردة .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر