أكد القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، اليوم الثلاثاء، أن الجيش الليبي لكل الليبيين، وأنه لن يترك طرابلس معقلاً للإرهابيين. واعتبر خلال حفل تخريج الدفعة الخمسين في الكلية العسكرية في "توكرة" غربي مدينة بنغازي، أن تخريج هذه الدفعة يعتبر انتصارًا لمؤسسات الجيش.
وبذلك ثبَّت القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر نفوذه داخل ليبيا، ودوره كفاعل رئيسي في إرساء معادلة الحل السياسي أمام العالم، في عرض عسكري لافت في الكلية العسكرية في مدينة "توكرة" على مسافة 70 كيلومتراً من مدينة بنغازي، حضره رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح وفي حضور واسع من قبائل ليبيا.
وهذا أول احتفال بذكرى "عملية الكرامة" العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر في منتصف أيار/مايو من العام 2014. وشاركت في العرض وحدات من القوات البرية والجوية الليبية، بأعداد كبيرة، وتم تخريج الدفعة 50 من طلبة الكلية العسكرية، وهي أول دفعة للضباط الذين يتم تخريجهم منذ العام 2011.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد هنأت الشعب الليبي بالذكرى الثالثة لانطلاق عملية الكرامة، مجددة العهد بأن تمضي "بيقظة وعزم وكفاءة في البذل والعطاء والتضحية في سبيل الله ثم الوطن".
وتعهدت القيادة العامة بأنها ستواصل "المضي قدمًا نحو بناء الدولة الليبية المنشودة والمرتقبة التي هي محط إجماع كل الليبيين، ليبيا الخالية من الإرهاب والتطرف. بعيدًا كل البعد عن المصالح الأنانية الضيقة لتكون وطنًا ينعم كل أبنائه بالحرية والعيش الكريم ويتمتعون بالأمن والاستقرار في مجتمع تسوده العدالة وسيادة القانون".
وكان حفتر التقى قبل يومين وفداً مصرياً شارك في مهرجان ثقافي أقامته مؤسسة الأهرام، وتعهد بتحرير كامل التراب الليبي، وقال إنه سيتم إعلان مدينة بنغازي محررة بالكامل في غضون أيام، وأنه لن يقبل بتقسيم ليبيا. وقال: "الحديث عن التقسيم حديث غير وطني".
وظهر أن حفتر أراد أن يبعث رسالة إلى الجماعات المتطرفة التي تخوض اشتباكات ضد الجيش في حيَي "سوق الحوت" و "الصابري" شمال وسط بنغازي، وإلى قوى مسلحة يحاصرها في درنة ، وإلى قوى سياسية ومسلحة في طرابلس تختلف معه، مفادها أنه تمكن من لملمة المؤسسة العسكرية الليبية تحت إمرته. ووجّه العرض العسكري رسائل إلى الخارج لترسيخ دور حفتر في أي حل سياسي في ليبيا، كأحد الفاعلين الرئيسيين على الأرض.
وتم الاحتفال وسط إجراءات أمنية مشددة، واستنفرت مدينة بنغازي وانتشرت في المدينة قوات الجيش والشرطة، وأقامت تمركزات أمنية عدة عند محاورها، وجابت دوريات أمنية شوارع المدينة الرئيسة، وانتشرت الأعلام الليبية وصور حفتر بجوار المجاهد الليبي عمر المختار. وانهمك مواطنون في تنظيف الشوارع، وتعليق الأعلام الليبية. وأوقِدت مساء أمس من أمام مطار "بنينا" شعلة الاحتفال بذكرى "ثورة الكرامة" في حضور مسؤولين ليبيين، وجابت يحملها شبان، شوارع المدينة. وزادت خلال يومي أمس وأول من أمس حدة الاشتباكات بين الجيش والمسلحين في شمال وسط بنغازي، وقصفت طائرات سلاح الجو الليبي مواقع الجماعات الإرهابية في المدينة، ودكّت المدفعية تمركزات القناصة والمباني المفخخة في الصابري وسوق الحوت. وسُمعت على أوقات متفرقة أصوات متتالية لقصف تلك المعاقل، وسط تصاعد ألسنة الدخان في سماء المنطقة.وانتشرت في شوارع بنغازي على نطاق واسع، صور حفتر وأذاعت وسائل الإعلام الليبية على مدار اليوم أغاني تُمدحه والجيش الليبي و "عملية الكرامة".
في حين احتفلت المنطقة الشرقية في ليبيا أمس بمرور ثلاثة أعوام على إطلاق المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، عملية "الكرامة" العسكرية لتحرير مدينة بنغازي من قبضة المتطرفين، سلمت إيطاليا خفر السواحل الليبي في غرب البلاد أربعة زوارق لمكافحة الهجرة السرية في المتوسط، غير أن هذا الدعم أثار قلق بعض المنظمات الإنسانية التي تدير سفنا للإنقاذ قرب الساحل الليبي.
وقدَّم وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي الزوارق خلال زيارته القصيرة إلى طرابلس أول من أمس، حيث بحث مع فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من الأمم المتحدة، وسائل مكافحة الهجرة غير المشروعة، خاصة من الحدود الجنوبية التي يمر عبرها معظم المهاجرين قبل أن ينتقلوا إلى السواحل الأوروبية. وقال مينيتى للصحافيين إن "هؤلاء مسؤولون وبحارة مؤهلون وقادرون من الآن فصاعدا على المساعدة في المياه الليبية، وهو أمر بالغ الأهمية لاستقرار هذا البلد، بالإضافة إلى الإسهام مع الدول الأوروبية الأخرى وإيطاليا في تأمين وسط البحر المتوسط من خلال القدرة على التدخل لمواجهة مهربي البشر والقيام بعمليات وقائية ضد الإرهاب".
وكان يفترض أن تسلم الزوارق إلى ليبيا في 2014، لكن العملية تأخرت بسبب أعمال العنف والوضع غير المستقر في البلاد، كما قال ضابط في البحرية الإيطالية.وأوضح الوزير الإيطالي أن ست سفن أخرى ستسلم إلى ليبيا قريبا بعد تأهيل طواقمها في الأسابيع المقبلة من قبل وزارة الداخلية الإيطالية، مبرزا أن خفر السواحل الليبي سيمتلك قريبا عشر سفن في المجموع. لكن مسؤولين ليبيين يقولون إنهم بحاجة لعتاد أكثر بكثير، بخلاف الزوارق التي تسلمها لهم إيطاليا، والتي لا تضم أي قطع جديدة.
وتقول منظمات إنسانية إن خفر السواحل الليبي عرض أطقم الإنقاذ والمهاجرين للخطر في عدة مرات، مشيرة إلى أنها لا تخشى على سلامة أفرادها فقط، وإنما أيضا على سلامة المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا.وتبحر سفن المساعدات الخاصة عادة في المياه الدولية على بعد نحو 20 ميلا قبالة ساحل ليبيا، وهو بلد تملك فيه الفصائل المسلحة وشبكات التهريب نفوذا أقوى من السلطات.وتقول منظمات إنسانية إن حرس السواحل الليبي في البحر يمكن أن يشكل تهديدا لأطقم الإنقاذ ويعرض المهاجرين للخطر أيضا.
من جهتها، أعلنت القوات الخاصة (الصاعقة)، التابعة للجيش الوطني الليبي، أنها أوقفت اثنين من عناصرها، وفتحت تحقيقا على خلفية مصرع ضابط شرطة خلال مشاجرة داخل قسم النجدة بمدينة بنغازي.وقالت الصاعقة في بيان إن "قائدها العميد ونيس بوخمادة أصدر تعليمات بالتحقيق في ملابسات الحادث"، مضيفة أن "الجاني لا بد أن يعاقب، ولن نسمح لأحد بزعزعة أمن بنغازي ولا بتشويه القوات الخاصة وإضاعة تضحيات رجالها". وتسبب الحادث في إعلان النقيب محمود الورفلي، قائد المحاور في القوات الخاصة، عن تقديم استقالته من منصبه، قبل أن يتراجع عنها لاحقا بعد رفضها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر