شهدت الاحتجاجات الفلسطينية الأخيرة على قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشاركة المئات من المتظاهرين بما فيهم متظاهر مبتور الساقين، حيث اشتبكوا مع قوات الأمن الإسرائيلية، ووصل هذا المتظاهر غير المعروف اسمه بمساعدة رفاقه إلى حدود مدينة الشجاعية على حدود قطاع غزة.
واستخدم هذا المتظاهر حبلاً طويلاً ليلقي بالقذائف في تجاه قوات الأمن، وتأتي مشاركته بعد قتل جيش الاحتلال لرجل مبتور الساقين على كرسي متحرك في غزة في كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ويدعى إبراهيم أبو ثريا، 29 عامًا، وتم نقله إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة بعد إطلاق النار عليه، وأُعُلن عن وفاته في وقت لاحق.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن أبو ثريا فقد ساقيه في قصف استهدف حدود شرق غزة، وأكدت الوزارة اليوم استشهاد اثنين من المتظاهرين الفلسطينيين مع تجدد الأشتباكات، ويتواصل العنف مع التصويت الخاص في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، والذي رفض بأغلبية قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة أن أحد الشهيدان يدعى زكريا الكافرانية، 24 عاما، والذي وجهت له رصاصة في صدرة بذخيرة حية، أما الشهيد الثاني لم يتم تحديد هويته، ومن جانبه، حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أثناء تواجده في العاصمة الفرنسية باريس، أن تلعب أوروبا دورا أقوى في جهود السلام وسط تواصل تراجعها.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مئات الفلسطينيي،ن شاركو في "أعمال عنف" على طول حدود قطاع غزة وفي الضفة الغربية مستخدمين قنابل النار والصواريخ والإطارات المحروقة ضد القوات الإسرائيلية.
والتقطت صورة لمتظاهر بساق واحدة يوم الخميس يلقي بالقذائف على القوات الإسرائيلية على حدود مدينة الشجاعية في قطاع غزة، وقال عباس إنه لن يقبل مجددا بأي خطط أميركية للسلام في الشرق الأوسط؛ وذلك بسبب موقف الرئيس الأميركي من القدس.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن متظاهران 24 عاما و29 عاما، استشهدا بنيران حية في الاشتباكات على طول الحدود مع إسرائيل، كما جرح 45 فلسطينيا، موضحا أن القوات ردت بقنابل الغاز المسيلة للدموع وأطلقت الذخيرة الحية تجاه المتظاهرين.
ويشتبك الفلسطينيين مع القوات الإسرائيلية منذ إعلان ترامب منذ أكثر من إسبوعين، واستشهد 10 فلسطينيين وجرح العشرات، ووافقت 128 دولة على قرار الأمم المتحدة غير الملزم، مما يجعله انتصارا للفلسطينيين، ولكن ليس كبيرا كما توقعوا، وسط تهديدات واشنطن والتي دفعت 35 دولة من أصل 193 إلى الامتناع عن التصويت، بينما غابت 21 دولة.
وأوضحت إدارة ترامب أن التصويت لن يؤثر على خطتها لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وشنت الولايات المتحدة وإسرائيل حملات مكثفة ضد إجراء الأمم المتحدة، حيث أرسلت نيكي هالي، سفيرة الولايات المتحدى لدى الأمم المتحدة خطابات لأكثر من 180 دولة تحذرهم من أن واشنطن سوف تأخذ أسمائهم إذا صوتوا ضدها، بينما هدد الرئيس دونالد ترامب، بقطع المساعدات حيث قال على تويتر "دعوهم يصوتوا ضدنا .. سوف نوفر الكثير .. ونحن لا نهتم".
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حوار مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية إن إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرئيل هو حقيقة تاريخية، حيث إن القدس كانت عاصمة إسرائيل منذ 3 الآلاف عام منذ عهد النبي داود، وأضاف "وهي عاصمة دولة إسرائيل منذ أكثر من 70 عاما، وكان اعتراف الولايات المتحدة بذلك مجرد وقت، وأنا سعيد بذلك، وأعتقد أن العديد من الدول ستتبع هذا القرار".
ويعد قرار ترامب بمثابة مخالفة للسياسة الأميركية المتبعة منذ عقود والتي رأت أن مصير القدس يجب أن تقرره المفاوضات، وذكرت هيئة الأوقاف الأردنية التي تدير المسجد الأقصى، أن 45 ألف مصلي صلوا الجمعة في المسجد، وخرج بعدها مئات الفلسطينيين في مسيرات مرددين "القدس عربية"، ويسعى الفلسطينيين إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية، ولكن إسرائيل تقول إن المدينة بأكملها بما في ذلك القدس الشرقية عاصمتها الأبدية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر