الرياض ـ سعيد الغامدي
غادر صلاح خاشقجي النجل الأكبر للصحافي المغدور جمال خاشقجي، المملكة العربية السعودية، حسبما ذكرت مصادر قريبة من عائلته، في وقتٍ أعلن مكتب المدعي العام السعودي للمرة الأولى أن "حادثة قتل خاشقجي كانت متعمدة"، مما يتناقض مع الرواية الرسمية السابقة.
قتل خاشقجي كان متعمداً
وظهر نجل خاشقجي على شاشات التلفاز هذا الأسبوع أثناء مقابلته العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، بعد استقباله في قصر اليمامة لتقديم واجب العزاء له ولعائلته بمقتل والده. ومنُع نجل خاشقجي الأصغر، والذي يحمل الجنسيتين السعودية والأميركية، من مغادرة المملكة في الأشهر الأخيرة، ويعتقدد أن نجله الأكبر غادر البلاد متوجها إلى الولايات المتحدة.
وسافر الابن الأكبر قبل أن تؤكد السلطات السعودية أن مقتل والده في القنصلية السعودية في اسطنبول كان عمدا، ما يتناقض مع التصريحات السعودية السابقة بأن موته كان خطأ بسبب شجار مع موظفي القنصلية. وقال بيان صادر عن وكالة الانباء السعودية الرسمية، يوم الخميس، إن النيابة تستجوب المشتبه بهم بناء على معلومات قدمتها قوة عمل سعودية تركية مشتركة.
الرواية السعودية تتغير
ونفت الرياض في البداية أن يكون لها أي علاقة باختفاء الصحافي المعارض، بعد أن زار القنصلية في 2 أكتوبر/ تشرين الأول، للحصول على أوراق زواجه، وبعد أكثر من أسبوعين، قيل إن خاشقجي قُتل دون قصد في شجار مع مسؤولين سعوديين. وقوبلت الرواية السعودية بالرفض من تركيا وكذلك المجتمع الدولي، الأمر الذي يثير التكهنات حول من يقف وراء عملية الاغتيال.
وبذلت الرياض جهدا كبيرا لإبعاد ولي العهد عن أي مسؤولية عن مقتل خاشقجي، بعد ظهور العديد من أفراد حرسه الشخصي ومسؤولين موثوقين آخرين داخل القنصلية السعودية في اسطنبول يوم إختفاء خاشقجي.
ولي العهد يدين مقتل خاشقجي
ويوم الخميس الماضي، قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن الأمير محمد بن سلمان ترأس الاجتماع الأول للجنة الجديدة لإعادة هيكلة قيادة وكالة المخابرات العامة في البلاد في ضوء عملية القتل. وفي حديثه عن القضية علانية للمرة الأولى يوم الأربعاء، وصف الأمير وفاة خاشقجي بأنها "شنيعة ومؤلمة"، متعهدا بتحقيق العدالة.
تحقيقات تركية أميركية موسعة
ويسود اعتقاد بأن السلطات التركية تمتلك أدلة صوتية قوية، تم الاستيلاء عليها إما من التنصت على القنصلية أو اختراق مراسلات المسؤولين السعوديين، التي تثبت أن خاشقجي قد قتل "بوحشية". وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" يوم الأربعاء، أن جينا هاسبل، مديرة وكالة المخابرات المركزية، طلبت مشاركة الأشرطة المسجلة؛ لذلك ذهبت في زيارة قصيرة إلى أنقرة هذا الأسبوع، وهي أول إشارة إلى مشاركة تركيا للأدلة الحساسة مع أطراف أجنبية. ومن المقرر أن تُطلع هاسبل، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على نتائج رحلتها في وقت لاحق.
وفي إسطنبول، ألغى المحققون الأتراك مرة ثانية تفتيشا جديدا لمنزل القنصل العام في السعودية، بعد أن تم رفض الإذن مرة أخرى من قبل نظرائهم السعوديين للتحقيق في بئر حديقة المنزل. وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية أنه سُمح لفريق الطب الشرعي باسترجاع عينة من المياه من الموقع، وتعتقد الشرطة أن جثة الصحافي تم نقلها إلى مقر قريب من القنصلية، وربما تم التخلص منها هناك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر