الرباط - رشيدة لملاحي
كشف رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بنكيران أنَّ عقوبة الإفطار العلني في رمضان عقوبة قانونية قررتها الدولة ولم يأت بها الدين، موضحًا أنَّه من الناحية الدينية من أراد الإفطار فهو أمر شخصي حر فيه ، لكن من الناحية القانونية هناك منع، وهذا المنع قررته الدولة، لأنَّ منطق الدولة في المنع يقوم على منع ما قد يثير مشاكل، خلال حديث له مع عدد شباب حزبه.
وشدد بنكيران أنه يجب التمييز بين التحريم والمنع، فالتحريم أمر ديني، أما المنع فهو إجراء قانوني تلجأ له الدولة لتفادي حدوث مشاكل، بمنع بيع الخمر للمسلمين في القانون المغربي، مذكرًا أنَّ الخمر لم تنقطع على مر التاريخ الإسلامي رغم تحريمها، وأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يحد شارب الخمر، لكن ليوطي، المقيم العام الفرنسي في المغرب هو من قرر عدم بيع الخمر للمسلمين لأنه رأى في ذلك مصلحة.
واعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية السابق عبد الإله بنكيران أنَّ الذي يريد أن يدخل السياسة ويريد أن يكون وزيرًا أو سفيرًا، يجب أن يعلم أن للسياسة وجه آخر، وفي بعض المرات يكون فيها حتى القتل، وهذه هي السياسة، مشيرًا إلى أن العدالة والتنمية المغربي "حزب سياسي ينظمه القانون والعرف السياسي الكوني والوطني، وليس حزبًا دينيًا مثل حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان اللتان تعتبران هيئات دينية.
وأكد بنكيران حينما تدخل إلى المعترك الديني تجد أن الإشكال ليس ديني، ونحن وجدنا كحزب أن المشكل يكمن في السكن والصحة والتعليم والمقاصة والتقاعد وغيرها، وهي أمور تحتاج إلى التدبير بنباهة وجرأة وشجاعة، فيمكن أن تكون تقيَّا في الدين ولكن لا تفهم في هذه الأمور شيئًا.
وقال بنكيران "إنَّ نحتاج إلى مرجعتينا وألا نخلط الدين بالسياسة، وأنا منذ أن دخلت الحكومة لم أتكلم تقريبا عن الجانب الديني، لأن الدين في المغرب مُنظم بالقانون وله رئيس وهو أمير المؤمنين، ويمكنني كرئيس للحكومة أن أنبه لبعض الأشياء، لكنه يبقى مجالًا محفوظًا للملك كما الشأن بالنسبة لوزارة الخارجية، وأن أشياء غير معقولة تقع أحيانا في المجال الديني، مثل عزل بعض الخطباء مثلا، لكن في العموم يبقى هذا المجال منضبطا بقانون ورئيس يشرف عليه، أن الدول التي لا يكون فيها الدين محفوظا ومنظما تقع فيها فوضى".
وأضاف بنكيران أن المغاربة من أكثر الشعوب إيمانًا في الكون، ويُقبلون على الصلاة بالملايين، حتى أن بعضهم تضايق من اجتماع الناس على التراويح وإيقافهم الحركة في بعض الشوارع لساعة من الزمن، حيث يكون أغلب المغاربة في الصلاة، مؤكدًا أنَّ الذين يتكلمون عن العلمانية يغامرون بأنفسهم ووطنهم لأننا أمة انبنت على الدين، والمولى إدريس منذ جاء أول مرة للمغرب بنى دولته على الإسلام، ودستورنا ينص على إمارة المؤمنين، وهذا يساعد على أن تبقى الأمور منضبطة، وهذا هو المهم".
وكشف بنكيران أن الذي يحكم في المغرب هو الملك، والحكومة تساهم معه في التدبير وفق الدستور، مردفًا بالقول "حتى لا نكذب على الناس ونقول لهم إننا زعماء، الملك هو رئيس الدولة وأمير المؤمنين وقائد الجيش، وهدفنا في السياسة هو الإسهام مع الآخرين".
قد يهمك ايضا :
حزب العدالة والتنمية المغربي يدعو إلى فك العزلة عن سكان مخيمات تندوف
"العدالة والتنمية" يتسبب في تأجيل التصويت على تدريس العلوم بالفرنسية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر