واشنطن ـ يوسف مكي
يعتمد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، على استشارة السياسي البريطاني نايجل فاراج، قبل التواصل مع رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي. وأكد مساعدو زعيم حزب الاستقلال البريطاني، أن مساعد ترامب للسياسات الاستراتيجية ستيف بانون، سيناقش الأفكار أولًا مع السياسي البريطاني، قبل عرضها على ماي.
وتأتي تلك الأخبار بعد إعلان عدد من الوزراء تحديهم لرئيسة الوزراء البريطانية، وذلك بعقد مباحثات مع فاراج بشأن اللقاءات التي أجراها مع الرئيس المنتخب في نيويورك، خلال إجازة عطلة الأسبوع الأخيرة. وأعربت الحكومة البريطانية عن غضبها الشديد من جراء رفض ماي، ما يقدمه السياسي البريطاني لإصلاح العلاقة بين الحكومة البريطانية ومعسكر الرئيس الأميركي الجديد.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أعرب عن رغبته في أن تكون العلاقة بينه وبين رئيسة الوزراء البريطانية الحالية، كالعلاقة التي جمعت من قبل الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان، برئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر.
وأضاف المسؤول البريطاني "لا نعتقد أنه كان هناك طرفًا ثالثًا في العلاقة بين ريجان وتاتشر"، موضحًا أن الحكومة البريطانية لديها قنوات اتصال جيدة للغاية مع نظيرتها الأميركية.
وبيّنت مصادر داخل "داوينينج ستريت" أن السيدة ماي تخطط حاليًا لإجراء زيارة إلى الولايات المتحدة، من أجل لقاء الرئيس الأميركي الجديد أسرع مما يتوقعه البعض، وأنها ربما لا تنتظر حتى تنصيبه في كانون الثاني/يناير المقبل. وكشف ارون بانكس، وهو أحد الممولين الرئيسيين لحزب الاستقلال البريطاني، أن ترامب وفاراج كانا صديقان مقربين للغاية، أنهما يتحدثان بصورة يومية، موضحًا أنه لا يوجد شك في أن السيد بانون سيطلع فاراج على أي تطورات تسعى إليها الولايات المتحدة في العلاقة مع لندن، قبل أي إجراء اتصالات مع رئيسة الوزراء. وجاء ذلك خلال لقاء جمع بين بانكس وفاراج وبانون، استمر لأكثر من ساعة يوم السبت الماضي، في مدينة نيويورك الأميركية، وذلك لمناقشة السياسات البريطانية.
وأضاف بانكس أن لقاء نايجل بترامب اتسم بحفاوة بالغة، حيث تحدثا سويًا لأكثر من ساعة، فكان الطابع الودي هو الغالب بما يضفي إحساسًا بأن الحوار شخصي أكثر منه سياسي، موضحًا أن صداقتهما ليست في طريقها للزوال، لأن علاقات نايجل لا تقتصر بالرئيس ولكنها تمتد كذلك إلى كبير مستشاريه. وأكد في إشارة إلى مسؤولي الحكومة البريطانية، أن "هؤلاء الناس لا يعرفون مدى العلاقة التي تجمع بين ترامب ونايجل، إنهما متقاربان جدًا".
ويأتي الحديث عن العلاقة بين ترامب وفاراج في الوقت الذي أكدت فيه مصادر حكومية داخل الحكومة البريطانية، حول أهمية أن يستمع كبار المسؤولين البريطانيين، إلى ما سيقوله زعيم حزب الاستقلال البريطاني بشأن ما دار في الاجتماعات التي جمعت بينه وبين الرئيس الأميركي الجديد وكبار مستشاريه.
ويعدّ لقاء فاراج مع ترامب، بمثابة انقلاب مهم في الحياة السياسية في بريطانيا، خاصة وأنه أول سياسي بريطاني يلتقي بالرئيس الأميركي الجديد منذ توليه مقاليد السلطة في بلاده، وأكد السياسي البريطاني أنه مستعد للمساهمة في بناء علاقة قوية بين الحكومتين البريطانية والأميركية في المرحلة المقبلة. وفي تصريحات له يوم الإثنين، اتهم فاراج الحكومة البريطانية بتعزيز الدور الحزبي على المصلحة الوطنية البريطانية، وذلك بالتعامل غير الجدي مع العرض الذي تقدم به للقيام بدور الوسيط بينها وبين النظام الجديد في البيت الأبيض.
وتابع في تصريحات له على إذاعة "إل بي سي"، أنه من المدهش أن تخرج مثل هذه التصريحات من جانب المسؤولين في الحكومة البريطانية في المرحلة الراهنة، موضحًا أن مثل هذه التصريحات تعكس اهتمام الحكومة البريطانية بالمصالح الحزبية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية. وأضاف "إذا ما فكرنا في الأمر بطريقة البيزنس، اعتبرنا أن الولايات المتحدة هي الطرف الذي نسعى للشراكة معه في هذا المجال، فماذا ينبغي أن نفعل في هذه الحالة؟ بكل تأكيد ستسعى للوصول إلى شخص يمكنه القيام بدور الوسيط وذلك عبر اتصالاته الجيدة بجميع الأطراف".
واختتم حديثه قائلًا "إن الحكومة البريطانية تحتاج لهذا الوسيط في المرحلة الراهنة، خاصة وأنه لا يوجد أحد داخل حكومة ماي يستطيع القيام بمثل هذا الدور، لأنه لا يوجد لهم أية علاقات مع أي من أفراد إدارة الرئيس الأميركي الجديد أو دائرة علاقاته، موضحًا أنه مؤهل تمامًا للقيام بهذا الدور".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر