أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء، أن نظام خفض التوتر في سورية، أسس ظروفاً لتحريك الحوار السياسي وبدء محادثات مباشرة للمرة الأولى، بين دمشق وفصائل المعارضة، تقود إلى تسوية نهائية للصراع الدامي في سورية.
وقال خلال مراسم تسليم أوراق اعتماد سفراء 20 دولة أجنبية، بينهم السفير الأميركي الجديد جون هانتسمان في الكرملين: كما تعلمون، تمّ في إطار مفاوضات آستانة، التوصل إلى اتفاق حول مناطق خفض التوتر الأربع في سورية، بمشاركة الدول الضامنة وبدعم دول عدة.
وأضاف أن "تلك الاتفاقات تهيئ الظروف للمضي قدماً نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، على أساس الحوار المباشر بين الحكومة والمعارضة، وتوحيد جهودهما من أجل القضاء على وكر الإرهابيين، بأسرع وقت وإحلال السلام والحفاظ على وحدة سورية". ودعا الرئيس الروسي كل دول العالم العمل، إلى إزالة الألغام في سورية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان البلاد، من دون شروط مسبقة وتحت إشراف الأمم المتحدة.
في موازاة ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن الرئيس بشار الأسد ينتصر في الحرب. وحضّ الولايات المتحدة على تعزيز تدخلها. وأفاد ليبرمان في مقابلة مع موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي: "أرى طابوراً دولياً طويلاً يصطف حتى يتودد إلى الأسد، يريد الجميع فجأة التقرب من الأسد، لا مثيل لهذا. الجميع يصطف في الطابور لأن الأسد ينتصر. وزاد: نتمنى أن تكون الولايات المتحدة أكثر نشاطاً على الساحة السورية والشرق الأوسط في شكل عام. نواجه الروس والإيرانيين، وكذلك الأتراك وحزب الله، وليس هذا بالأمر الهين الذي يمكن التعامل معه بصفة يومية.
ميدانياً، تبنى "داعش" الهجوم الانتحاري على قسم الشرطة في حي الميدان في دمشق، الذي أدى إلى مقتل 17 شخصاً بين مدنيين ورجال أمن. ونشر التنظيم تسجيل فيديو أمس، قال إنه يظهر جنديين روسيين أسرهما خلال القتال في مدينة دير الزور شرق سورية. وفي التسجيل الذي نشرته وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم المتطرف، ظهر رجلان يرتدي كل منهما جلباباً رمادياً، وكان أحدهما مكبل اليدين بينما بدت على وجه الثاني كدمات. وتحدث أحدهما بالروسية وصاحبته ترجمة مكتوبة بالعربية. لكن وزارة الدفاع الروسية نفت احتجاز العسكريين.
إلى ذلك، قتل 18 مدنياً نتيجة غارة للتحالف الدولي، استهدفت آباراً للمياه أثناء تجمع السكان قربها في مدينة الرقة، شمال سورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات للتحالف الدولي استهدفت آباراً للمياه، أثناء تجمع السكان لتعبئة المياه منها، تقع قرب الملعب البلدي في شمال مدينة الرقة، ما تسبب بمقتل 18 مدنياً على الأقل بينهم أربعة أطفال، وإصابة 15 آخرين بجروح. وقال الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل راين ديلون، يجري التحالف تقويماً مفصلاً لكل ادعاء حول احتمال وقوع خسائر بشرية، وسنقوم بالأمر ذاته في شأن هذا الادعاء أيضاً.
نقلت وكالة أنباء "سمارت" السورية المعارضة أمس عن "الجبهة الوطنية لتحرير سورية" التابعة لـ"الجيش السوري الحر" تأكيدها أمس الثلاثاء أن فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن لن يحصل قبل تنفيذ شروط تتعلق بإطلاق دمشق سراح معتقلين، ووقف التهجير القسري، وفك الحصار عن مدن محاصرة في محافظة درعا بجنوب سورية.
وقال الناطق باسم الجبهة الوطنية معاوية الزعبي، في تصريح لـ"سمارت"، إنهم وجهوا رسالة للأردن أكدوا فيها أن عمّان غير مستهدفة بموقفهم، ولكن فتح المعبر شأن داخلي سوري. وأشار إلى أن إغلاق المعبر أثّر بشكل كبير على المفاوضات الجارية مع الأردن والتي عادت إلى نقطة الصفر، بحسب وصفه، مطالباً بمشاركة أهالي درعا في صوغ شروط فتح المعبر.
وأشارت "سمارت" إلى أن هيئات مدنية وفصائل عسكرية في بلدة النعيمة (10 كلم شرق مدينة درعا) أعلنت قبل أيام أن قضية فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن مرهونة بشروط معينة، منها الحفاظ على مبادئ الثورة، وإطلاق سراح معتقلين وعودة المهجرين. ولفتت أيضاً إلى أن الجيش السوري الحر كان قد اشترط أيضاً على الحكومة الأردنية الحصول على قسم من الأرباح العائدة من معبر نصيب مقابل إعادة فتحه.
في غضون ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مناطق في بلدة اليادودة بريف درعا الشمالي الغربي، تعرضت أمس لقصف من قبل القوات الحكومية، بينما انفجرت عبوة ناسفة على الطريق الحربي قرب درعا البلد بمدينة درعا استهدفت سيارة للفصائل المقاتلة. وتابع أن القوات الحكومية قصفت أيضاً أطراف بلدة داعل بريف درعا الأوسط، ما تسبب بأضرار مادية، في حين عُثر على جثمان رجل في مخيم درعا بمدينة درعا مقتولاً من دون أن تتضح الأسباب.
وفي محافظة إدلب بشمال غربي سورية، قال المرصد إن طائرات حربية عاودت أمس استهداف منطقة مطار أبو الضهور العسكري الواقع في الريف الشرقي لإدلب، متسبباً بوقوع أضرار مادية وربما خسائر بشرية. وكان المرصد نشر قبل ذلك أن انفجارات متتالية هزت ريف إدلب الشرقي صباح الثلاثاء، موضحاً أنها نجمت عن تنفيذ 3 طائرات حربية - يُرجّح أنها روسية - في شكل متزامن لأكثر من 23 ضربة استهدفت منطقة مطار أبو الضهور العسكري بريف إدلب الشرقي. وتسيطر على منطقة المطار "هيئة تحرير الشام" ويوجد فيها أيضاً مقاتلون من "الحزب الإسلامي التركستاني".
وأفاد المرصد أمس بأن قذائف عدة أطلقتها القوات الحكومية سقطت في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى أضرار مادية، بينما دارت اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصيل "جيش الإسلام" من جهة أخرى، في محور حوش الضواهرة في الغوطة الشرقية، ترافقت مع قصف على أوتايا وحوش الضواهرة. وأشار المرصد أيضاً إلى سقوط قذيفتين على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن تنظيم "داعش" تبنى أمس الهجوم الانتحاري على قسم الشرطة في حي الميدان في دمشق الذي تسبب بمقتل 17 شخصاً على الأقل بين مدنيين ورجال أمن. وأورد التنظيم في بيان تناقلته حسابات للمتشددين عبر تطبيق تيلغرام أن ثلاثة من عناصره انطلقوا يوم الاثنين مجهزين بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية نحو حي الميدان في مدينة دمشق متجاوزين الحواجز الأمنية المحيطة بالمدينة وصولاً إلى مركز شرطة الحي. وأضاف البيان أن اثنين من الثلاثة انغمسا داخل المركز وفجّرا سترتيهما الناسفتين بالتتابع بعد اشتباكهما مع عناصر الشرطة. وذكر البيان أن عنصراً ثالثاً فجّر نفسه في التعزيزات الأمنية في محيط المركز.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر