ورززات - جميلة عمر
أكد الملك محمد السادس في خطاب موجه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ42 للمسيرة الخضراء المظفرة، أن النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية لا يمكن اختزاله في الجانب الاقتصادي، وإنما هو مشروع مجتمعي متكامل، مشددًا على أنه "لا يمكن اختزال هذا النموذج في الجانب الاقتصادي فقط، وإنما هو مشروع مجتمعي متكامل، يهدف للارتقاء بالإنسان وصيانة كرامته، ويجعله في صلب عملية التنمية".
وأوضح الملك، عزم المغرب على مواصلة تطبيق هذا النموذج التنموي من أجل النهوض بتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة، وضمان الحرية والكرامة لأهلها، بموازاة مع تفعيل الجهوية المتقدمة، بما يتيح لساكنة المنطقة التدبير الديمقراطي لشؤونهم، والمساهمة في تنمية منطقتهم، مبرزًا في هذا الصدد، أن "المشاريع التي أطلقناها، وتلك التي ستتبعها، ستجعل من الصحراء المغربية قطبًا اقتصاديًا مندمجًا، يؤهلها للقيام بدورها، كصلة وصل بين المغرب وعمقه الأفريقي، وكمحور للعلاقات بين دول المنطقة".
وأضاف الملك أنه إلى جانب بعده الاقتصادي، فإن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية يعطي مكانة خاصة للحفاظ على التراث الثقافي والحضاري الصحراوي، لمكانته في قلوب ووجدان أهل المنطقة، مبرزًا حرصه على العناية بالثقافة الحسانية، والتعريف بها، من خلال توفير البنيات والمرافق الثقافية، وتشجيع المبادرات والتظاهرات الفنية، وتكريم أهل الفن والثقافة والإبداع، "وذلك على غرار كل مكونات الهوية المغربية الموحدة، إذ لا فرق عندنا بين التراث والخصوصيات الثقافية واللغوية بكل جهات المغرب، سواء بالصحراء وسوس، أو بالريف والأطلس، أو بالجهة الشرقية".
وشدد الملك السادس بهذا الشأن على أن "العناية بالموروث الثقافي المحلي، لا تعني أبدًا التشجيع على التعصب والانغلاق، ولا يمكن أن تكون دافعًا للتطرف أو الانفصال، وإنما تجسد اعتزازنا بتعدد وتنوع روافد الهوية الوطنية، في ظل المغرب الموحد للجهات"، مؤكدًا في هذا السياق، أن "مسؤوليتنا الجماعية تتمثل في صيانة هذا الرصيد الثقافي والحضاري الوطني، والحفاظ على مقوماته، وتعزيز التواصل والتلاقح بين مكوناته، في انفتاح على القيم والحضارات الكونية، وعلى عالم المعرفة والتواصل".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر