انعقد، اليوم الأربعاء، الاجتماع الخامس والثلاثين للجنة المديرة لمبادرة “5+5 دفاع”؛ وهو الاجتماع الذي يندرج في إطار برنامج العمل لسنة 2022 برئاسة المغرب.وحضرت الاجتماع وفود عسكرية من ثماني دول أعضاء في المبادرة، وهي: المغرب فرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطا وموريتانيا والبرتغال وإسبانيا.
وجرى، خلال هذا الاجتماع رفيع المستوى، استعراض نتائج الأنشطة المقررة لعام 2022. ومن المقرر وضع خطة العمل لعام 2023، وكذلك وضع الإعلان الوزاري المشترك الذي سيتم اعتماده والتوقيع عليه يوم غد الخميس.
وتم اعتماد برنامج 2022 خلال اجتماع وزراء دفاع المبادرة المنعقد في 16 دجنبر 2021، والذي كان يحمل 54 نشاطا تشمل ميادين التعاون المختلفة؛ فيما من المنتظر، خلال برنامج عمل 2023، أن ينظم المغرب سبعة أنشطة تشمل تداريب البحث والإنقاذ وندوات واجتماع لمجموعة التنسيق البحري.
وفي هذا الإطار، قال الجنرال محمد حيال، نائب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية في التفتيش والمراقبة، في كلمة ألقاها بالنيابة عن الجنرال دكور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، الفاروق بلخير، إن “تنظيم القوات المسلحة الملكية لفعاليات هذا الاجتماع يؤكد على انخراط المملكة المغربية واحترامها لروح والمبادئ الأساسية للمبادرة، إلى جانب التزامها الدائم في المساهمة في مجهودات الأمن والسلام في منطقة غرب المتوسط”.
وأضاف الجنرال حيال أن “فضاء 5+5 يواجه عددا كبيرا من التحديات والتهديدات التي ترتبط أساسا بالإرهاب والهجرة السرية والجرائم السيبرانية والتهريب غير الشرعي بشتى أنواعه إلى جانب التعرض للجائحات وعدم الاستقرار في منطقة الساحل، ومما يزيد من وطأة هذه العوامل الأثر الكبير للتغير المناخي وأيضا تبعات الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا في قطاعي الطاقة والغذاء”.
وشدد نائب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية في التفتيش والمراقبة على أن “هذه الحالة تستلزم منا تكثيف التنسيق في مجالات التعاون بيننا من أجل إدامة مبادرة الدفاع هذه؛ من خلال تعزيز آفاق التعاون والتنسيق من أجل تحقيق الأهداف المحددة”.
من جانبه، أشاد الكولونيل لوك داريو، قائد الوفد الفرنسي، بالدور الذي تلعبه المبادرة “في إطار سياق أمن إقليمي متغير، حيث تتيح هذه المبادرة تعزيز الثقة والتضامن، لا سيما من خلال تبادل خبراتنا التي تسهل العمل المشترك بين القوات المسلحة للدول الأعضاء”.
وقال الكولونيل داريو، في كلمته، إن “المبادرة تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للجيوش الفرنسية؛ لأنها تضمن فهما مشتركا للقضايا الأمنية في البحر الأبيض المتوسط”، موضحا أن “السياق الحالي يتطلب أكثر من أي وقت مضى تعميق تعاوننا لمواجهة التهديدات المشتركة: الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وقضايا المناخ”…
بدوره، قال الجنرال ألفونسو غارسيا فاكيرو برادال، رئيس الوفد الإسباني: “إننا في عالم يشهد اضطرابات كبيرة، لم تعد الحرب فرضية بعيدة يجب استبعادها؛ بل إن الأمر على العكس من ذلك”، مردفا: “إن السلام والاستقرار العالميين ينبنيان في المقام الأول على الاستقرار الإقليمي؛ وبالتالي فإن منطقة البحر الأبيض المتوسط، بيئتنا الطبيعية، تؤدي دورا رئيسيا نظرا لطابعها كنقطة اتصال تاريخية وجسر جغرافي للربط بين دول المنطقة لا يقتصر على أوروبا بأسرها فحسب بل يشمل أيضا المغرب العربي والمشرق والساحل”.
وأورد الكولونيل سيدي الفريق، قائد الوفد الموريتاني، في كلمته بالمناسبة ذاتها، أن “موريتانيا مدركة تماما للأهمية الاستراتيجية لمبادرتنا هذه، وتعول بشكل كبير على انخراط كل الفاعلين من أجل التصدي والوقوف في وجه التحديات الكبرى التي تحدق في فضاء الدول دول 5+5”.
وقالت كارمن بوتيجيك، رئيسة الوفد المالطي: “نحن بحاجة إلى تعزيز علاقاتنا طويلة الأمد وبنائها بيننا. ويمكن للتعاون العملياتي أن يعالج ويتصدى بشكل فعال للقضايا ذات الأهمية التي نواجهها بصفتنا أطراف معنية إقليمية”.
فيما قال الجنرال آساندرو غراسانو، رئيس الوفد الإيطالي، إن “اليوم، كما الأمس، أصبح من الضروري بشكل متزايد استعادة الجغرافيا لقيمتها الاستراتيجية والقضايا الإقليمية أهميتها واهتمامها… بالنسبة لنا يعتبر البحر الأبيض المتوسط رمز وحدتنا ومستقبلنا المشترك”.
فيما ثمن الجنرال إسماعيل مخلوف ميلاد، رئيس اللجنة الليبية، “أنشطة مبادرة 5+5 في المجالات الرئيسية الأربعة والمجالات الإضافية من حيث تنوعها وتطورها، والتي ساهمت في توطيد علاقات الثقة والتفاهم المتبادل بين الدول الأعضاء وفي زيادة التعاون الإقليمي”.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر