أكد الكرملين إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتصل بنظيره الأميركي دونالد ترامب، الأحد ، هاتفيًا لشكره على تعاون وكالة المخابرات المركزية الأميركية في إحباط سلسلة من التفجيرات في مدينة سان بطرسبرغ الروسية.
وأشارت السكريترة الصحافية للبيت الأبيض، سارة هكابي ساندرز، المحادثة من خلال تغريدة نشرتها على "تويتر" ، موضحًا أن بوتين أعرب عن امتنانه للمعلومات التي قدمتها وكالة المخابرات المركزية والتي سمحت لوكالة الأمن الداخلي في روسيا بتعقب واعتقال مجموعة من المشتبع فيهم، كانوا يخططون لتفجير كاتدرائية كازان، وأماكن أخرى مزدحمة، كما طلب بوتين من ترامب، أن يوصل امتنانه وشكره إلى المخابرات، مؤكدًا أن وكالات إنفاذ القانون الروسية سوف تسلم أي معلومات تحصل عليها بشأن التهديدات المتطرفة المحتملة ضد الولايات المتحدة، كما كان يحدث في الماضي.
ويعد هذا الاتصال الهاتفي الثاني بين الرئيسين في أقل من أسبوع، حيث تحدثا يوم الخميس، بعدما أراد ترامب أن يشكر بوتين على تصريحاته التي اعترف بها أن أداء الاقتصاد الأميركي هو الأقوى، كما بحث الرئيسان العمل معًا لحل الوضع الخطير جدًا في كوريا الشمالية، وفقًا لمكتب ترامب.
وتحدث الرئيسان هاتفيًا عقب المؤتمر الصحافي السنوي لبوتين في موسكو ، وقال بوتين يوم الخميس، إن الولايات المتحدة فقط تضر نفسها في التحقيقات الخاصة بمزاعم تورط روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية وحملة ترامب.
وتعهد بوتين بعدم السماح للمعارضة المتطرفة في الداخل بتحدي الوضع القائم في الوقت الذي يسعى فيه لإعادة انتخابه مرة أخرى، وسخر الرئيس الرسي من ناقده الأكبر، أليكسي نافالني، قائلًا إن مثل هؤلاء من زعماء المعارضة يريدون دفع روسيا نحو الفوضى قبل الانتخابات الروسية المقررة في 18 مارس/ آذار 2018.
وعزز بوتين الثقة بنفسه خلال المؤتمر الذي استمر أربع ساعات، وأكد مجددًا رفضه التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، موضحًا أنها حجج اخترعها معارضي ترامب لتقويض شرعيته، ومن يقومون بذلك لا يحترمون الناخبين الذين صوتوا له.
وقالت وكالات الاستخبارات الأميركية إن روسيا تدخلت في الانتخابات لمساعدة ترامب، المرشح الجمهوري، في الفوز على هيلاري كلينتون، المرشحة الديموقراطية.
وانتقد ترامب في الشهر الماضي تلك الوكالات، كما قال بوتين، إن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، سيرغي كيسلياك، والذي قيل إنه كان على اتصال بحملة ترامب، كان يقوم بواجباته الروتينية.
وأكد بوتين أن هذه الممارسات مقبولة عالميا حين يلتقي المبعوثين الدبلوماسين بالمسؤولين والمرشحين الرئاسين وفرقهم؛ لمناقشة بعض القضايا وكيفية التعامل إذا وصل هؤلاء المرشحين للسلطة، متسائلًا "ما هو غير العادي حول هذا الموضوع، ولماذا يجب أن يقود إلى نوع من هوس التجسس؟".
وأشاد بوتين بنجاح ترامب ، قائلًا إن الأسواق العالمية أثبتت ثقة المستثمرين في مساره الاقتصادي، لذلك يمكننا أن نرى بصورة موضوعية انجازات حقيقية خلال فترة عمل ترامب القصيرة".
وشدد بوتين على ضرورة التعاون مع الدول في مواجهة التحديات العالمية، وأن روسيا مستعدة للتعاون البناء في معالجة الأزمة الكورية الشمالية، محذرًا من استخدام واشنطن القوة ضدها لأن العواقب ستكون كارثية، موضحًا أن موسكو تعارض طموحات بيونغ يانغ النووية.
وأشار بوتين إلى أنه العقوبات الأميركية على روسيا، وضعت موسكو على قدم المساواة مع إيران وكوريا الشمالية، موضحًا أن واشنطن تبدو غريبة لأن واشنطن تتوقع تعاون موسكو في معالجة الأزمة الكورية الشمالية.
وأعرب الرئيس الروسي عن قلقه إزاء الولايات المتحدة التي تدرس الانسحاب من الاتفاقيات الرئيسي للسيطرة على الأسلحة النووية، مشيرًا إلى أن روسيا ترغب في الحفاظ على اتفاقية "ستارت" التي وقعت بين موسكو وواشنطن في عام 2010 بشأن الحد من الترسانات النووية الأميركية والروسية إلى ما لا يزيد عن 1550 رأسا نوويا لكل بلد.
وسوف تنتهي المعاهدة في عام 2021، ولكن يمكن للطرفان الموافقة على تمديدها، وأوضح بوتين إلى أن البعض في الولايات المتحدة يريد التخلص من المعاهدة، محذرًا أن العواقب ستكون سيئة للغاية بالنسبة للاستقرار والأمن الدوليين.
وأعلن بوتين لترشحة للانتخابات الرئاسية الروسية في العام المقبل، ومن شأن انتصاره أن يمد فترة حكمه إلى ستة أعوام مقبلة ، وبذلك سوف يصبح الحاكم صاحب الفترة الأطول في تاريخ حكم البلاد منذ حكم الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين ، مؤكدًا أن بوتين لا يخشى المنافسة ولكن الحكومة سوف تحبط أي محاولة يقوم بها المتطرفون لزعزعة استقرار روسي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر