أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على أن القمة المقبلة مع نظيره الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، ستكون على الأرجح في مكان مختلف عما كانت عليه من قبل، ليبدو أنه استبعد سنغافورة من خياراته.
علاقات استثنائية مع كوريا الشمالية
وقال ترامب إن قمته الثانية مع كيم ستكون مشابهة للشكل الذي كانت عليه من قبل في "الموقع الذي سيتم تحديده" والذي سيتم الإعلان عنه خلال فترة زمنية قصيرة، موضحا "نحن لسنا في عجلة من أمرنا.. لقد عدنا قبل 3 أشهر أو نحو ذلك منذ القمة الأخيرة، لقد حققنا تقدما أكثر من أي وقت مضى، في ما يتعلق بكوريا الشمالية".
وأعلن الرئيس الأميركي أنه "في بعض النواحي" لديه علاقة "استثنائية" مع كيم، مضيفا "أعتقد حقا بأن كوريا الشمالية تتمتع بإمكانيات اقتصادية هائلة، وأعتقد بأن الرئيس كيم وشعب كوريا الشمالية يريدان رؤية تلك الإمكانات التي وصلوا إليها، وسنساعدهم على تحقيق هذه الغاية"، مشيرا "الرئيس الكوري، العلاقة جيدة جدا معه، في الواقع بطريقة غير عادية. سنرى ماذا سيحدث، لكننا سنعقد قمة ثانية في المستقبل غير البعيد".
وتفاخر ترامب الإثنين بأن إدارته حققت "تقدما هائلا" في النزاع مع كوريا الشمالية منذ العام الماضي، بعد أن أهان كل منهما الآخر، وفرض ترامب على بيونغ يانغ عقوبات بسبب أنشطة كيم النووية غير المشروعة.
وقال ترامب وهو في طريقه إلى الأمم المتحدة إن المحادثات "تسير بشكل جيد للغاية" والعلاقات جيدة للغاية، مضيفا "لدينا أشياء كثيرة ويبدو أننا سنعقد قمة ثانية في وقت قريب، كما تعلمون، كتب كيم جونغ أون رسالة، رسالة جميلة، وطلب عقد اجتماع ثان، وسنفعل ذلك".
بومبيو إلى كوريا الشمالية قريبًا
وذكر ترامب أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "سيعمل على ذلك في المستقبل القريب"، وأضاف "منذ وصلنا إلى هنا، بدى العالم مختلفا. كان ذلك وقتا خطيرا للغاية"، وقال ترامب "هذا التغيير بعد عام واحد، وفي وقت مختلف".
وتحدّث الرئيس لفترة وجيزة مع الصحافة عن كوريا الشمالية وهو في طريقه إلى الأمم المتحدة الإثنين في أول اجتماع له الثلاثاء، حيث منتدى بقيادة الولايات المتحدة بشأن جهود مكافحة المخدرات في جميع أنحاء العالم.
وعلّق على اتهام مرشحه لمنصب رئيس المحكمة العليا بالتحرش الجنسي، قائلا: "يجب أن ننظر إلى المحامين الذين يقومون بتمثيل المرشح، القاضي كافيانو هو شخص بارز وأنا معه على طوال الطريق، تذكر الناس أنه قام بالتحرش الجنسي منذ 36 عاما، إنها سياسة، سياسة بالكامل".
وقال بومبيو في وقت لاحق، في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، إنه يتوقع بأن يقوم بزيارته المقبلة إلى بيونغ يانغ قبل نهاية العام، ومن المرجح أن يتبعها اجتماع مع ترامب.
وقال للصحافيين "سأكون راغبا في السفر قبل نهاية العام"، وامتنع عن ذكر "إجراء متبادل" بأن الولايات المتحدة ستكون راغبة في الحصول على صفقة نووية خلال المؤتمر، بينما أكد أن العقوبات ستبقى على بيونغ يانغ إلى أن تنهي برنامجها النووي بالكامل وبشكل يمكن التحقق منه، وقال "لن نتحدث عن حالة المفاوضات، سيكون من غير المناسب لنا القيام بذلك أو نظرائنا الكوريين الشماليين للتحدث عن نقاط صفقة معينة، وكذلك الأمور التي نعمل عليها"، لكن المبادئ الأساسية الخاصة بالنزع الكامل للأسلحة النووية لا تزال هي نفسها، وحتى يحدث هذا الوقت فإن العقوبات الاقتصادية التي وضعها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ستبقى في مكانها.
ترامب يجتمع برئيس كوريا الجنوبية ووزراء اليابان
ويجتمع ترامب بعد ظهر الثلاثاء، مع رئيس كوريا الجنوبية، وسيناقشان مسألة التجارة بين البلدين وكذلك التطورات بشأن كوريا الشمالية.
وأقام الرئيس الأميركي عشاء عمل مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، بمجرد وصوله إلى نيويورك مساء الأحد في المبنى الذي كان في السابق مكتبه ومقر إقامته.
وقال ترامب في تغريدة ليلة الأحد، قبل الاجتماع، إنهم سيتحدثان عن الجيش والتجارة، في إشارة إلى سعي اليابان منذ فترة طويلة إلى إنشاء علاقة اقتصادية رسمية مع الولايات المتحدة، وأضاف ترامب "لقد فعلنا الكثير لمساعدة اليابان، ونود أن نرى المزيد من العلاقة المتبادلة، وسينجح كل شيء!".
ويظهر ترامب للمرة الثانية في الأمم المتحدة هذا العام، حيث سيلقي خطابا ويترأس اجتماعا لمجلس الأمن بالإضافة إلى جلسات فردية مع قادة العالم.
ولدى شينزو آبي مكانا خاصا في قائمة القادة الذين سيقابلهم ترامب، إذ كان أول رئيس حكومي يطير إلى نيويورك لمقابلة ترامب في برجه بعد انتخابات عام 2016، كما تعد اليابان شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، إذ تشارك الولايات المتحدة في نزاع تجاري متصاعد مع الصين في الوقت الذي تشارك فيه اتفاقية نزع سلاح صعبة مع كوريا الشمالية.
وأعيد انتخاب آبي نفسه فقط في الأسبوع الماضي، وهو إنجاز كان ترامب هنأه به عبر "تويتر"، لكن ترامب أشار أيضا إلى أنه لن يدع علاقات الصداقة أو العلاقات الأمنية بينهما تعيق قواعد التجارة التي يعتقد بأنها عادلة للولايات المتحدة، واتخذ نفس النهج في محادثاته مع شي جين بينغ من الصين.
محادثات خاصّة مع الحلفاء
ويملك ترامب وآبي الكثير من النقاشات منذ اجتماعهما الأخير في قمة مجموعة السبع في كندا في يونيو/ حزيران، والتي بعدها سافر ترامب مباشرة إلى سنغافورة للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وحتى الآن، لم تسفر القمة عن نتائج مهمة على الجبهة النووية، على الرغم من أن كوريا الشمالية لم تجر اختبارات صاروخية أو نووية منذ ذلك الحين، أعادت رفات الجنود الأميركيين.
ووصلت المحادثات إلى توقف تام في أواخر أغسطس/ آب، حيث فشلت كوريا الشمالية في الوفاء بوعودها تجاه ترامب في القمة النووية، لكن عادت كوريا الشمالية للوفاء بوعدعا هذا الشهر، فخلال العرض العسكري للاحتفال بذكرى تأسيسها لم تعرض أي صواريخ أو أسلحة نووية.
ويعقد ترامب محادثات خاصة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أثناء وجوده في المدينة.
ويتجنّب الرئيس الاجتماع مع حلفاء الولايات المتحدة مثل ألمانيا، التي انتقدها خلال قمة منظمة حلف شمال الأطلسي في الصيف الماضي لصفقة الغاز مع روسي، وكذلك كندا بسبب اتفاقية نافتا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر