الرباط- المغرب اليوم
لفت جاسبر كامرسغارد، السفير المفوض فوق العادة لمملكة الدنمارك المعتمد لدى المملكة المغربية، الانتباه إلى أهمية الحفاظ على البيئة في إطار تعاضد الجهود الأممية للتقليص من التغيرات المناخية، وذلك على بعد أيام قليلة من انعقاد قمة المناخ “كوب-26” المقررة في نونبر المقبل بمدينة غلاسكو الأسكتلندية.
كامرسغارد قال ضمن مقالة مطوّلة خص بها إن “المجتمع الدولي بات مطالبا بالتحرك لحماية البيئة بسرعة أكثر من أي وقت سابق، بالنظر إلى مخرجات التقرير الذي صاغه فريق الخبراء الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ”، مؤكدا أن “غلاسكو تحتضن أهم مؤتمر للمناخ منذ مؤتمر باريس”.
وأضاف أنه “من الضروري احترام بنود اتفاق باريس للمناخ الموقع سنة 2015، بغية التقليص من حدة الانبعاثات الحرارية، والسهر على تخفيض المتوسط السنوي العالمي لدرجة الحرارة حتى لا يتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية، وهو مستوى يقل عن مستويات ما قبل العصر الصناعي ويرى سفير مملكة الدنمارك بالرباط أن المغرب يعد شريكا أساسيا لهذه الدولة الأوروبية في مجال الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى إندونيسيا وكولومبيا وإيطاليا وبالاو، عبر تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مشيدا بأدوار ميناء طنجة المتوسط في الحد من الانبعاثات الغازية.
وأوضح كامرسغارد أن “هذه الأهداف المناخية الطموحة تستدعيها توقعات خبراء البيئة التي تشير إلى ارتفاع معدلات الاحترار العالمي لتصل إلى 2.7 درجة مئوية في المستقبل”، ثم توقف عند ذلك محذرا من أنه “سيتسبب في كارثة بيئية من حيث توالي سنوات الجفاف، وارتفاع موجات الحرارة والعواصف ومستوى سطح البحر”.
وساق الدبلوماسي الدنماركي مثال فترة الجفاف التي اجتاحت العالم سنة 2016، وهو العام الأكثر احترارا على الإطلاق، ما تسبب في ذوبان الغطاء الجليدي على غير العادة في غرينلاند؛ الأمر الذي أثر على مستوى سطح البحر، مقابل ارتفاع حدة الحرائق الغابوية في تلك السنة.
وانطلاقا من ذلك، أورد كامرسغارد أن الدنمارك تعهدت بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة سبعين في المائة بحلول عام 2030، داعيا جميع الفواعل الدولية إلى السير على هذا النهج البيئي لتزويد البشرية بالطاقة النظيفة، من خلال احترام التعهد الدولي القاضي بتخصيص 100 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ في قمة كوبنهاغن “كوب-15” سنة 2009.
وأشادت المقالة بتطور التعاون المغربي-الدنماركي في المجال المناخي على امتداد السنوات الماضية، معتبرة أن الشراكة قائمة على السعي الثنائي إلى استغلال أفضل التقنيات البيئية لإدارة النفايات وتغير المناخ وتوفير المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي واستعمال الطاقة المتجددة.
وأبرز كاتب المقالة أن “الدنمارك تضطلع بأدوار رئيسية في دعم الجهود الدولية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، من خلال التوقف النهائي عن تشييد محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم، وهو ما من شأنه الحد من ارتفاع درجات الحرارة على المستوى العالمي”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر