أنقرة - جلال فواز
تستعد تركيـا إلى تسلم الإعفاء من تأشيرة السفر إلى دول الإتحاد الأوروبي لنحو 75 مليون من مواطنيها، على الرغم من أن النقاط الأساسية في صفقة مبادلة اللاجئين لم تحقق أهدافها, ومن المتوقع إصدار المفوضية الأوروبية توصيتها يوم الأربعاء بتخفيف جذري لظروف السفر إلى البلاد, وتأتي الهبة كجزء من المساعدات بقيمة 6 مليار يورو مقابل إتفاق ترحيل المهاجرين الموقع مع أنقرة Ankara، والذي نتج عنه إنخفاض حاد في عدد اللاجئين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا, وحذرت تركيـا من أنه إذا لم يتم منحها الإعفاء من تأشيرة الدخول, الذي يمكن من الوصول التلقائي للسياح إلى منطقة "شنغن" مدة تصل إلى 90 يومًا, فإنها سوف تقوم "بإنهاء" العمل بالإتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن الهجرة.
ومن شأن إنهاء الإتفاق عودة حالة الفوضى إلى بحر ايجه Aegean، مع محاولة الآلاف القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر أثناء حملة الإستفتاء على خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي, فمنذ دخول الإتفاق حيز التنفيذ، شهدت أعداد الوافدين من المهاجرين عند المعابر والتي قدرت بالآلاف يوميًا تراجعًا كبيرًا لتصل إلى أقل من 100, ولكن مصادر من داخل الإتحاد الأوروبي تعترف بأن المعايير 72 لمنح حقوق السفر من دون تأشيرة بما فيها تطبيق جوازات السفر البيومترية الغير قابلة للتزوير لم تراعي منها تركيـا سوى 60، وهو ما يجعلها غير قادرة على إستخدام النظام, ويأتي ضمن المعايير المتفق عليها ما بين تركيـا والإتحاد الأوروبي والتي لم يتم مراعاتها من الجانب التركي إصلاح قوانين الإرهاب، وتدابير حماية البيانات وحملة لمكافحة الفساد وفق تقارير صادرة عن الفاينانشيال تايمز, ويسارع المسؤولون في أوروبـا حاليًا إلى التوقيع على أكبر عدد ممكن من البنود قبيل الموعد النهائي يوم الأربعاء لإصدار التوصية، مع تجهيز تركيـا لطائرة خاصة من أجل تقديم الأوراق الموقعة مع مجلس ستراسبورغ لأوروبـا، على أن يقدم الإقتراح بعد ذلك إلي أعضاء البرلمان الأوروبي والقادة الوطنيين في قمة 28 حزيران / يونيو بعد خمسة أيام من الإستفتاء في بريطانيا.
ولا تمنح السياسة أية حقوق إضافية للسفر إلى بريطانيـا التي تقع خارج منطقة شنغن، ورفض مينا أندريفا المتحدث بإسم المفوضية الأوروبية التعليق على التدابير الفردية, ولكنه أكد على بذل الجانب التركي مجهوداتٍ كبيرة خلال الأسابيع والأيام الماضية من أجل الوفاء بكافة المعايير, ومن المتوقع أيضاً منح كوسوفو قريباً السفر من دون تأشيرة لتلحق بكلاً من جورجيا و أوكرانيا من أجل تخفيف قواعد السفر لنحو 127 مليون شخص، في الوقت الذي يجاهد فيه الإتحاد الأوروبي لتأمين الحدود الخارجية أمام المهاجرين غير الشرعيين ومخاطر تسلل الإرهابيين.
وينتظر الإعلان يوم الأربعاء عن إثنين من القرارات، حيث أنه من المتوقع منح المفوضية الأوروبية لألمانيـا والنمسا إجازة بتوسيع الرقابة على الحدود لمدة ستة أشهرٍ أخرى، في أعقاب التقرير بشأن نظام الحدود اليوناني, حيث تحتاج الدول إلى الضوء الأخضر لتجنب مخالفة قواعد شنغن للحدود.
وفي خطوة قد يكون لها آثار بالغة لبريطانيـا، فمن المتوقع أيضًا الإعلان عن إصلاح قواعد نظام دبلن Dublin التي تلزم طالبي اللجوء بالعودة مرةً أخرى إلى البلاد الأولى التي قاموا بالتسجيل فيها, وكان النظام قد سمح لبريطانيا بترحيل حوالي 1,000 طالب لجوء كل عام، ولكن هناك ضغوطاً كبيرة تمارس بسبب تدفق المهاجرين الهائل إلى اليونان وإيطاليا.
وهناك أحد الخيارات التي يجري النظر فيها وهو إنهاء العمل بقواعد دبلن، والإستعاضة عن ذلك بإقتسام المهاجرين وفقًا لنظام الحصص على أساس حجم الدولة وإقتصادها، وهو ما سوف يفقد بريطانيـا سلطتها بموجب قواعد الترحيل للمهاجرين إلى البلاد التي قاموا فيها بالتسجيل أولاً, أما الخيار الثاني فيتمثل في الإبقاء على العمل وفقاً لقواعد دبلن في الظروف العادية، مع تفعيل نظام الحصص في حال وجود حالة طوارئ وتوافد كبير للمهاجرين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر