المضيق_ جميلة عمر
تمكنت والمصالح الأمنية من اعتقال انفصالي شارك في أحداث مخيم أكديم إيزيك، بعدما دخل إلى المغرب بوثائق مزوّرة.
وأكّد مصدر مطلع، أن الموقوف بعد ارتكابه جرائم في حق أبرياء لاذ بالفرار إلى جنوب المغرب ،والتحق بمنطقة تفاريتي بمساعدة الانفصالية أمينتو حيدر، لينتقل بعد ذلك إلى مخيمات تيمدوف .
و أضاف المصدر ،أن التحقيقات كشفت أن المتهم دخل إلى التراب الوطني عبر الحدود المغربية الجزائرية، بصفة غير شرعية، حيث تم توقيفه من طرف المصالح الحدودية بمعية 25 شخصًا آخرين، واستطاع الإفلات بعدما أدلى بهوية مزورة، وعندما وصل إلى مدينة وجدة، استقل حافلة لنقل المسافرين، في اتجاه الدار البيضاء، ومنها إلى مراكش، التي حل بها يوم ثالث أغسطس/آب الجاري، واستقر بمنزل شقيقته ..
وكان المتهم مسؤولًا عن العديد من أحداث الشغب التي عرفتها بعض المدن في المناطق الجنوبية، كما أنه متورط في استقطاب شباب المناطق الجنوبية للملكة مقابل إغراءات مالية لتعبئتهم ضد الوحدة الترابية للمغرب,
و تعود أحداث مخيم أكديم إيزيك،إلى أكتوبر/تشرين الأول 2010، حين سقط طفل صحراوي يُدعى قيد حياته "الناجم محمد فاضل الكارح" صريعا بسبب رصاصة تسببت في قتله ، عندما كان يهم بدخول مخيم " أكديم إزيك" بمدينة العيون.
وقالت وزارة الداخلية المغربية حينها إن حاجزًا أمنيًا تعرّض لاقتحام من طرف أشخاص كانوا على متن سيارتين رباعية الدفع، قام ركاب إحداها بإطلاق النار على رجال الأمن ،فاضطرت عناصر الأمن للرد على هذا الاعتداء، فتوفي .
وكانت الوفاة بداية لشرارة الأحداث الدموية التي شهدتها ملحمة مخيم أكديم ازيك، متهمة قوات الأمن المغربية بتعمد إطلاق النار على الطفل الناجم عندما كان رفقة أشخاص آخرين في سيارة عند نقطة مراقبة عسكرية ينتظرون الدخول إلى مخيم إكديم ازيك.
وكان يعتصم داخل المخيم ١٧٣ شخصًا من أبناء الصحراء احتجاجًا على عدم وفاء السلطات المحلية بوعود تتعلق بتوزيع بطاقات الإنعاش الوطني.
وأقام الغاضبون من تعاطي سلطات العيون لهذا الغرض الاحتجاجي أربعين خيمة خارج المدار الحضري للمدينة بـ12 كيلومترًا، فسُمي بمخيم "أكديم إزيك"، وأصروا على أن لا يفارقوا خيامهم إلى أن تستجيب السلطة المحلية للعيون لمطالبهم الاجتماعية التي تبدو بحسبهم مقدورا عليها.
وبدأ المخيم بمطالب اجتماعية صرفة، غير أن جهات تناصر جبهة البوليساريو الانفصالية استغلت الحدث، ولم ترغب في تركه يمر من دون أن يثير جدلًا يتم توظيفه سياسيا وحقوقيا ضد المملكة، فدخلت على الخط لتحول المخيم إلى كرة نار حارقة.
وسارعت السلطات المحلية إلى محاولة ترضية العديد من المحتجين، حيث تم تسليمهم بقعًا أرضية وبطائق الإنعاش الوطني، وهي أبرز مطالبهم الاجتماعية، غير أن هذه التدابير لم تشفع للبعض مغادرة المخيم، فقرروا المكوث فيه بتحريض من عناصر تحريضية، وفق الرواية المغربية.
وكان بعد أن اقتنعت السلطات الأمنية للعيون بأن الوضع في هذه المخيمات بدأ يخرج عن السيطرة، جراء احتجاجات تجاوزت مطالب اجتماعية تظهر أنها مشروعة، إلى انزلاقات سياسية وأمنية خطيرة، خاصة برفع شعارات انفصالية صريحة، عمدت إلى الإعلان عن تفريق المخيم بطريقة سلمية يوم الثامن من نونبر 2010.
و فوجئت القوات العمومية عند محاولتها بطح وتفكيك بعض الخيام لمحتجين غادروا تلقائيًا المخيم تنفيذًا لتعليمات الأمن المغربي، بأشخاص منهم ذوو السوابق وآخرون معروفون بمناصرتهم للبوليساريو، برفضهم خروج المنسحبين من المخيم.
وواجهت تلك العناصر بعنف كبير قوات الأمن المغربية، حيث كان هدفهم هو خلف "غيتو" يتم فيه احتجاز صحراويين لمضايقة السلطات المغربية على أعتاب مدينة العيون، فتعرض أفراد من القوة العمومية لإلقاء زجاجات حارقة، وقنينات الغاز، بالإضافة إلى الرشق بالحجارة، وغيرها من وسائل الاعتداء.
و أعلنت وزارة الداخلية، سقوط 11 قتيلًا بين صفوف قوات الأمن، من ضمنهم عنصر في الوقاية المدنية، و70 جريحًا من بين تلك القوات، بلإضافة إلى التمثيل بجثث عدد من عناصر الأمن، والعبث بها، والتبول عليها، فمن طرف ملثمين انفصاليين.
وانتهت أحداث مخيم إكديز على إيقاع الدماء والموت، وأيضًا باعتقال ومحاكمة من اعتبرتهم السلطات الأمنية المغربية مدبري تلك الأحداث، منهم 9 معتقلين حوكموا بالسجن المؤبد، و4 معتقلين بـ30 سنة سجنًا، و7 بـ25 سنة سجنًا، و3 بـ20 سنة سجنًا، ومعتقلان حوكما بالمدة التي قضياها بالسجن.
وصدرت هذه الأحكام عن المحكمة العسكرية في الرباط، في فبراير من السنة الماضية، قابلتها عائلات الضحايا المغاربة الذين ينتمون إلى القوات الأمنية، بالترحيب لكونها "عادلة"، فيما لاقتها أسر المعتقلين بالاستنكار والشجب، معتبرة إياها "قاسية وذات صبغة سياسية".
دُبرت بليل
و هدأت العاصفة التي واكبت وتلت أحداث مخيم "إكديم إزيك"، وما تبعته من مواقف ودرود فعل حقوقية وسياسية ضد هذا الطرف أو ذاك، انطلقت شهادات تؤكد أن إنشاء المخيم في البدء كان بنية "بريئة" متخذا مطالب اجتماعية، لكن أيادي الانفصال تلقفته لتحوله إلى كرة نار في وجه المغرب.
وكان من تلك الشهادات ما أفاد به شخصان تلقيا دورات تدريبية في الجزائر لنصرة البوليساريو، قبل أسابيع قليلة، في القناة الثانية، عندما أكدا أن التعليمات التي توجه إلى المشاركين تنص على أهمية إحداث خلايا سرية في الأقاليم الصحراوية، خاصة عند قرب زيارة وفد أجنبي للصحراء، لإثارة احتجاج أو خلق حادث مفبرك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر