الرباط-رشيدة لملاحي
استقبلت القيادات التربوية الغاضبين من الحركة الانتقالية في قطاع التعليم، وأصحاب حاملي الشهادات العليا المعطلين عن العمل، الوفد الوزاري بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي وصل إلى جهة بني ملال خنيفرة، بشعارات غاضبة احتجاجا ضد الحكومة المغربية، وانتفض بعض فعاليات المجتمع المدني، بعد إقصائهم من النقاش ووجهت انتقادات شديدة، بانتقاء لائحة المتدخلين للنقاش في الورشة المذكورة، ومنعهم من إبداء وجهة نظرهم حول معاناة المنطقة.
وتسابق الحكومة المغربية الزمن لزيارة عدد من مناطق لتتبع المشاريع التنموية، على خلفية استياء وغضب الملك محمد السادس من تأخر المشاريع وأمره الجهات المسؤولة بفتح تحقيق ودعوته للوزراء بالنزول إلى الميدان والتفاعل عن قرب مع المواطنين، حيث وصل رئيس الحكومة سعيد الدين العثماني مع عدد مهم من الوزراء الذي يتولون قيادة قطاعات حيوية، لترأس الورشة المحلية في بني ملال .
وشدد العثماني على أهمية الجهة في البناء الهيكلي للدولة، مؤكدا على أهمية إيلاء ورش المحلية ما يستحق من عناية واهتمام، وهو ما تعكسه جدولة الحكومة لزيارات لمختلف جهات المملكة. وقال العثماني إن الحكومة تعبأة بشكل جماعي لإعطاء هذه الزيارة زخما مهما، وليكون ما بعد الزيارة مختلفا عما قبلها، عبر مقاربة تشاركية وتشاورية ممتدة، ويأتي هذا اللقاء، حسب العثماني، في سياق تنفيذ البرنامج التواصلي للحكومة مع جهات المملكة، الذي تم وضعه تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية للحكومة بمناسبة انعقاد المجلس الوزاري الأخير، من أجل الاطلاع عن قرب عن الإشكالات التنموية الأساسية في الجهات والأقاليم والتتبع المنتظم للمشاريع التنموية بها، استجابة لتطلعات السكان في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بصفة عامة.
واعترف العثماني، بأسباب بدء هذه السلسلة من الزيارات التواصلية الميدانية من جهة بني ملال خنيفرة، في كونها تتمتع بإمكانيات هائلة في المجال الفلاحي، المعدني والسياحي والصناعات التحويلية وتزخر بمؤهلات بشرية مهمة وواعدة، سواء منها المقيمة بالوطن أو كمغربيي العالم، فضلا عن كون الجهة سباقة في إطلاق أوراش نموذجية مهمة كنظام التغطية الصحية "الراميدRAMED" وإنجاز أول جيل من العقود البرامج بين الدولة والجهات، كما هي من أول الجهات على المستوى الوطني التي تستفيد من تنفيذ 50 في المائة من قيمة برنامج المساعدة المعمارية والتقنية المجانية في العالم القروي.
وتعهد العثماني بالعمل على بلورة مقاربة تعاقدية بين الدولة والجهات كآلية حديثة وملزمة لأجرأة المشاريع والبرامج العمومية، مضيفا أن هذه زيارات الجهات ستشكل فرصة للتأكيد مجددا على ضرورة تغيير مقاربة الشأن التنموي، عبر التركيز أكثر على منهج الإنصات للمواطنين وإشراكهم في اختيار ووضع البرامج التنموية في مختلف مناطق المغرب واستهداف الحاجيات الحقيقية للمواطنين.
وشدد العثماني، عزم الحكومة على القطع مع ثقافة "الذهاب للرباط"، في إشارة قوية لنهج الحكومة القاضي بالدفع بورش اللاتركيز، عبر تحديد وتبسيط العلاقة الجديدة بين المركز والجهة بشأن تنزيل السياسات العمومية، مؤكدا على أن الحكومة منكبة على إعداد ميثاق اللاتركيز الإداري، من أجل إنجازه في القريب العاجل والبدء في تنفيذ مقتضياته، ودعا رئيس الحكومة الوزراء بتقديم الالتزام بوعود قابلة للتطبيق والتنفيذ، وتتبع تنفيذها.
وحضر الورشة المحلية، عددًا من الوزراء، من بينهم عزيز أخنوش وزير الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية، ومحمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية ووزير الدولة المكلف بحقوق الانسان مصطفى الرميد ووزير التعليم محمد حصاد ووزير السكان نبيل بنعبد الله ووالي الجهة ورئيس مجلس الجهة، وعمال أقاليم الجهة وعددا من المدراء المركزيين ومدراء مؤسسات عمومية، والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر