تصوف وشعوذة في حج عيساوة إلى مقام الشيخ الكامل
آخر تحديث GMT 04:08:48
المغرب اليوم -
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

بالتزامن مع تخليد ذكرى المولد النبوي الشريف

تصوف وشعوذة في "حج عيساوة" إلى مقام الشيخ الكامل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تصوف وشعوذة في

"حج عيساوة" إلى مقام الشيخ الكامل
مكناس - جميلة عمر

تعيش مدينة مكناس خلال هذه الأيام طقوس استثنائية، بالتزامن مع تخليد ذكرى المولد النبوي، حيث يحج إليها عدد من مريدي وأتباع الطريقة العيساوية التي أسسها الولي الشيخ الكامل، والذي يوجد ضريحه في قلب المدينة العتيقة في مكناس، في الوقت الذي تشهد فيه المدينة حالة من التأهب والاستنفار الأمني بالتزامن مع هذه الاحتفالات.

فقبل أن تشرق شمس يوم الجمعة، الذي صادف  تخليد ذكرى المولد النبوي، حج إلى مكناس عدد ممن يسمون أنفسهم "أتباع الطريقة العيساوية"، من "الطوائف" التي تحج إلى عاصمة الزيتون، والذين جاؤوا من مختلف مدن المملكة، لا سيما سلا ومراكش وطنجة وتطوان والناظور، وكذا مدن جنوبية كورزازات وزاكورة، من أجل تخليد ما يعتبرونه يومًا مقدسًا، بالذكر والمديح، وكذا بالاستغفار.

لكن للأسف ، ليس غرض كل الوافدين على مدينة مكناس " الجدبة" وإحياء ليلة نبوية بالذكر والاستغفار، بل هناك من يستغلون المناسبة لأشياء مشبوهة كطقوس الشعوذة والشذوذ والدعارة، في مظاهر عاينها موفد "المغرب اليوم"، وكشف عنها عدد من سكان المدينة، الذين اختلفت آراؤهم ومواقفهم بشأن هذه الأجواء الاحتفالية، التي تبدأ من "باب جديد"، وتتوج بالجذبة داخل ضريح الشيخ الكامل.

طوائف جاءت من أجل أخذ البركة  

في الأول بدأت أولى الطوائف استعداداتها للمضي صوب ضريح الشيخ الكامل، وهنا تختلف أعمار المريدين والقاصدين لبركة الكامل، في الموكب الاحتفالي، شيوخ وأطفال، رجال ونساء، حتى يخال المرء في لحظات أنه أمام أمواج عمادها البشر الوافدين، وفي جانب الطريق المؤدية إلى الضريح، يصطف الآلاف من الناس من مختلف الأعمار، أطفال ونساء وشيوخ وشباب، البعض يبحث عن مشاهدة هذا الموكب الذي ينتظره كل عام، والبعض الآخر استغل الفرصة لكي يلتقط له صورًا ومقاطع فيديو لهذا الموكب العيساوي الحاشد.

وكان لرجال الأمن بمختلف تشكيلاتهم لهم حضورًا لافتًأ أثناء مرور الموكب، إذ وضعت حواجز حديدية في الطريق الرابطة بين "باب جديد" وضريح الشيخ الكامل، فيما لم يسمح لمن هم من غير الموكب بأن يدخلوا إلى الضريح، ووفقًا لواحد من أفراد طائفة "سيدي بابا"، والتي كانت أولى الطوائف التي توجهت إلى الضريح، فإنه خلال اليوم الواحد تمر ما بين 8 إلى 10 طوائف، وذلك خلال الأيام الثلاثة التي تتلو هذا اليوم، لتشكل بذلك "موسمًا للشيخ الكامل"، وكانت البداية مع "عيساوة الغرب"، القادمين من مدينة القنيطرة ونواحيها
في مقابل ذلك، تواجد عدد من أفراد فرع الهلال الأحمر المغربي أمام الضريح من أجل إسعاف عدد من الذين تذهب بهم الجذبة إلى أقصى درجاتها، ويفقدون وعيهم نتيجة للمجهود الذين بذلوه خلال الطقس الذي يستمر لأكثر من ساعة.

الشيخ الكامل يجتنب البدعة والوردة

ارتبطت هذه المواكب والطقوس التي تقام في الفترة ذاتها من كل عام، منذ أعوام بعيدة، بطقوس للشعوذة، حيث يتم إلقاء عدد من رؤوس الماعز في الشوارع، وافتراسها حية، كنوع من الاحتفال بالذكرى النبوية، ما يجر على هذه المناسبة انتقادات كثيرة من الساكنة المكناسية التي ترفض هذه العادات المشبوهة.

ووفقًا لتصريح  السيدة خدوج الحدوشية، حفيدة شرفاء المدينة ، لموفد "المغرب اليوم" خلال جلسة بمنزلها ليلة عيد المولد الشريف، فإن هذه الاحتفالات لا ترتبط بموسم، وإنما احتفاء بالمولد النبوي، "لأن الشيخ سيدي محمد بنعيسى، الملقب بالشيخ الكامل، كان يحتفل خلال حياته بالمولد، وكل الشيوخ كانوا يسمونه بالكامل لأنه جمع بين العلم والولاية والنسب لرسول الله"، مؤكدة أن هذه العادة كانت منذ أن كان الشيخ الكامل على قيد الحياة.

وأعطت الحدوشية، توضيحات بشأن الطريقة العيساوية التي تشهدها مدينة مكناس، حيث شرحت أن "الطريقة موجودة في مختلف مناطق المغرب، كما أنها انتشرت في عدد من البلدان المجاورة، كتونس وليبيا والجزائر ومصر، بالإضافة إلى وجود زاوية عيساوية في المدينة المنورة في المملكة السعودية، وهذا ما يدل، على حد تعبيرها، "على مكانة الشيخ العلمية خاصة وأنه كان يدرس ويعطي الفتاوى للعلماء بالإضافة إلى التزامه بالسنة النبوية ودعوته إلى تجنب كل ما هو بدعة وردة، كما أنه بنى الطريقة العيساوية على "المحبة والسنة والكتاب".

عويل وبكاء والصراخ في ما يشبه المأتم

مباشرة بعد الدخول إلى الضريح، بدأت النساء في العويل والصراخ فيما يشبه المأتم، لكنه طلب للبركة من ولي الضريح، حيث تتوجه إليه النسوة بالبكاء من أجل الاستجابة لكثير من دعواتهن، كـ"طريق للخلاص من المعاناة التي يرزحن تحت وطأتها"، وامتلأ بهو الضريح بالنساء الطالبات للبركة، واللواتي جاء أغلبهن من عدد من البوادي المحاذية للمدينة الإسماعيلية، من أجل تخليصهن من أعباء الدنيا.

ومباشرة بعد أن يلمسن ضريح الشيخ الكامل، تبدأ النساء في التودد والبكاء، فيما اتخذت بعضهن ركنًا من أركان الضريح من أجل استكمال الجذبة، وانتظار "نزول بركة قد تأتي ولا تأتي".

شواذ وشعوذة

وبعيدًا عن الذكر والاستغفار و"الجدبة" لوحظ أن هناك مراقبة أمنية مشددة للزائرين الوافدين  إلى مدينة مكناس ونواحيها للمشاركة في احتفالات موسم "سيدي علي بن حمدوش" نواحي مكناس، لا سيما عقب انتقادات عدد من الزوار والذين وصفوا ما تخلل الاحتفالات الماضية بـ"غير الأخلاقي"، لتقاطر عدد كبير من الشواذ إلى الموسم، نظرًا لاعتقادهم بأن الولي الصالح المدفون بضواحي مدينة مكناس كان مناصرًا ومباركًا لاقتران المثليين".

والغريب في الأمر يعرف موسم سيدي علي بن حمدوش بـ"إقبال" كبير للشواذ بغرض القيام بطقوس غريبة، معتقدين أن من خلال زيارتهم للضريح خلال هذا الموسم المهرجاني، سينالون البركة وسيتقاطر عليهم طيلة العام الزبناء الراغبين في ممارسة الرذيلة، ويربط الشواذ طقوسهم الغريبة بشجرة "للا عيشة" الحمدوشية  التي نسجوا حولها حكايات غريبة.

أما العوانس فتعرفهم من خلال الطقوس التي يقومون بها غير مبالين بباقي الوافدين ولو يكونوا ذكورًا، حيث تقوم العوانس بالاستحمام في "حمامات" شبه مفتوحة، ويعمدن إلى التخلص من ملابسهن الداخلية بالقرب من هذه "الحمامات"، ما يحول الفضاء إلى "أكوام" من الألبسة الداخلية للنساء، والغرض، بالنسبة لهن، هو التخلص من "العكس" الذي يقف سدًا منيعًا أمام زواجهن .

وإلى جانب العانسات، فإن الموسم يعرف توافد نساء يرغبن في الإنجاب، ويعتبرن أن الاستحمام في  منبع "عين" أسفل الضريح كفيل بأن يفتح لهن المجال للحصول على أبناء، حيث وضعت السلطات 6 حواجز أمنية في الطريق المؤدية إلى الضريح المقام في قرية لا يتجاوز تعداد سكانها 4 آلاف شخص، حيث تقوم قوات الأمن بحملات تفتيش على منازل القرية التي تشتبه باحتضانها للمثليين الذين استطاعوا الوصول إلى الضريح من خلال سلوك طرق فرعية لا تخضع لمراقبة الأمن.  

ويحضر مولد "بن حمدوش" سنويًا، حسب  تصريح أبناء المنطقة إلى لــ " المغرب اليوم"، جانب الشواذ وفتيات الليل، عددًا كبيرًا من المشعوذين، الذين يستغلون المناسبة التي تدر عليهم ربحًا وفيرًا،كا أن المشعوذين يلتقون خلال هذا الموسم لتبادل الخبرات والجديد في السحر والشعوذة، كما يعتبر الجزارون وبائعو الماشية أكثر المستفيدين من المولد، إذ يحرص آلاف الزوار على تقديم القرابين للضريح، والتي قد تكون ثورًا، أو دجاجة، وذلك للحصول على البركة، والتخلص من أعمال السحر والحسد والشعوذة، وفق اعتقادهم.

ومن طقوس زيارة الضريح التي تعد شرطًا لنيل البركة: إشعال الشموع، وتقديم القربان، ثم الاغتسال داخل ما يسمى بحفرة "لالة عيشة" الموجودة تحت الضريح بماء "العين الكبيرة" التي يعتقد أتباع الطريقة الحمدوشية أن "الشيخ علي بن حمدوش توضأ منها، وكانت سببًا في نيل الآلاف للبركة والرزق".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصوف وشعوذة في حج عيساوة إلى مقام الشيخ الكامل تصوف وشعوذة في حج عيساوة إلى مقام الشيخ الكامل



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:50 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يوجه رسالة من غزة
المغرب اليوم - مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يوجه رسالة من غزة

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib