لندن ـ سليم كرم
اتهم أعلى عضو في حزب المحافظين، في بروكسل المفاوض الرئيسي في الاتحاد الأوروبي، لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بالسعي إلى تأخير الصفقة النهائية للخروج من الاتحاد، بحيث يمكن أن يكون تحت الأضواء، عندما يتم اختيار المرشحين للرئيس المقبل للمفوضية الأوروبية.
وقال زعيم مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين في البرلمان الأوروبي إن ميشيل بارنييه "ليس لديه مصلحة في إنهاء المفاوضات في وقت مبكر، لأنه كان يتطلع للحصول على منصب كبير في الكتلة ويحتاج إلى أن يكون جزءا من المسرح السياسي"، ولفت سيد كامول، عضو البرلمان الأوروبي المحافظ، إلى أنه يتوقع أن يؤجل مفاوضو الاتحاد الأوروبي أيضا توقيع اتفاق الانسحاب لتكثيف الضغط على المملكة المتحدة، مما قد يترك وقتا أقل لويستمنستر لتقييم المعاهدة النهائية والموافقة عليها.
وأشار زعيم المجموعة الأوروبية، الذي أيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل الاستفتاء على الرغم من تعاونه الوثيق مع ديفيد كاميرون، إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يريد حل مسألة الحدود الأيرلندية بسرعة لأنه سيوفر اختصارا لاتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في المستقبل، وقال إن إسبانيا كانت تخادع وتلعب أمام الناخبين المحليين من خلال رفع وضع منطقة إقليم جبل طارق في المفاوضات، مضيفا "من المثير للاهتمام اللغة التي يستخدمونها الآن وهي: دعونا نحاول الحصول على صفقة بعد الصيف، لقد فعلوا ذلك مع العلم أنه سيكون هناك انزلاق، إنها مسرحية، وما سيقولونه هو: "أوه ، نحن نهدف إلى سبتمبر/ أيلوي وأكتوبر/ تشرين الأول" سيقولون "آسفين حقا لبريطانيا، لم تفعلوا ما يكفي، سيتعين علينا التأجيل قليلا ربما حتى ديسمبر/ كانون الأول مرة أخرى، إنهم يحضرون لذلك".
وأضاف "لا تنسوا أن بارنييه ليس لديه مصلحة في إنهاء المفاوضات في وقت مبكر لأنه يحتاج إلى أن يكون في دائرة الضوء العام، إذا انتهت المفاوضات غدا، فسيخرج من دائرة الضوء غدا وبالتالي لمدة تسعة أشهر قبل أن يبدأ في التفكير في انتخابات الاتحاد الأةرةبي الداخلية، وبالتالي يجب أن يكون في دائرة الضوء عند هذه النقطة ".
وينظر إلى السيد بارنييه على نطاق واسع في بروكسل كمرشح محتمل للرئيس القادم للمفوضية الأوروبية، والذي تم اختياره منذ عام 2014 من قبل الأحزاب الرئيسية التي ترشح مرشحا رئيسيا أو "سبيتزينكانددات" قبل انتخابات البرلمان الأوروبي، إن اختيار المرشح للحزب الشعبي الأوروبي (EPP)، والذي هو السيد بارنييه عضو فيه، سيعقد في اجتماع يعقد في هلسنكي في نوفمبر/ تشرين الثاني، مما يعني أنه من المحتمل أن يتزامن مع تمديد اللحظة الأخيرة للمحادثات، ومع ذلك، قال كبير المفاوضين في السابق إنه يركز بشكل كامل على مناقشات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسيتابعها حتى النهاية، وقال مصدر مقرب من بارنييه إن توجهه حتى الآن لم يشر إلى شخص يحاول تأخير المحادثات، مضيفا "لم نكن نحن الذين قررنا إجراء انتخابات عامة بعد إصدار المادة 50".
وقال كامول إن طرفي المفاوضات كانا على علم بأن المحادثات المتعلقة بالحدود الإيرلندية، والتي أثبتت أنها أكثر القضايا استعصاء على الحل، كانت بمثابة دافع للمضي قدما إلى مناطق أخرى، موضحا "عندما يكون لديك محادثات صريحة، يخبرك الناس أنهم يعرفون في الواقع إذا ما توصلوا إلى اتفاق حدود إيرلندي، فهذا نموذج للاتفاقية التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، لكنهم لا يريدون القيام بذلك الآن، أليس كذلك؟ من المفترض أن يتم التعامل مع هذا الطريق ".
وتنبأ أيضا بأن من غير المرجح أن تؤدي مسألة إقليم جبل طارق إلى إجراء مفاوضات، بعد أن اعتادت إسبانيا تقريبا على استخدام حق النقض ضد الاتفاق الانتقالي الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بشأن الإقليم، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء مزيد من المناقشات بشأن وضعها، وقال "إنه جزء من العرض، لأنهم حصلوا على سياساتهم المحلية أيضا، ولكن ذلك يعود جزئيا إلى أنه في المفاوضات يتعين عليك ترك المزيد من الأشياء إلى القدر، وفي المفاوضات، تطلب أكثر مما تريد، ولديك أشياء تستعد لتقديمها، وهذا هو أحد الأشياء التي تضعها في القدر، ولكن لا تقلل من أهمية ذلك لأن ذلك قد يتحول إلى عتمة في وقت لاحق لأن الناس يركزون أحيانا على أشياء لم يتم حلها ".
وبالإضافة إلى انتقاداته للسيد بارنييه، اتهم كامول منسق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، غي فيرهوفشتاد، بالتظاهر بأن مواطني الاتحاد الأوروبي سيطردون من بريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لحشد الدعاية السياسية، وقد كان السيد فيرهوفشتاد في طليعة زيادة حقوق المواطنين في المحادثات، وتقول جماعات المواطنين إنهم ما زالوا غير متأكدين من وضعهم، على الرغم من أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تقول إن القضية قد تم حلها، قائلا "غاي وأنا نتصرف بشكل جيد للغاية، إنه سياسي جيد، يعرف كيف يحصل على الدعاية، كما يعرف كيف يلعب بالصحافة، فهو يعرف على سبيل المثال أنه في مناطق معينة من الصحافة البريطانية، سيكون ممثل صامت، وفي حالات أخرى سيكون هو النقطة المحورية لأولئك الذين يرغبون في أن يتم عكس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولقد اختار قضاياه بعناية فائقة، وهو الآن بطل للقضية الأيرلندية، مع العلم جيدا أنه يلعب بشكل جيد، وقال إنه أصبح بطلا لمواطني الاتحاد الأوروبي".
وقال "إذا نظرنا إلى الوراء، فإنهم (الاتحاد الأوروبي) يتمتعون بميزة، لأنه بعد الاستفتاء مع استقالة كاميرون، أدى ذلك إلى خلق حالة من عدم اليقين من جانبنا، وحتى هذه النقطة لم يكن لديهم موقف موحد حول ما يحدث حتى مغادرة بريطانيا، وكان باستطاعتنا استغلال ذلك، ولكن بسبب استقالة كاميرون، كان علينا إجراء انتخابات على مستوى القيادة، ولحسن الحظ لم يأخذ الأمر وقتا طويلا كما كنا نعتقد أنه كان يمكن أن يكون، وربما كان يمكن أن يستمر لفترة أطول، ويعطى الاتحاد الأوروبي وقتا للتجميع".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر