الدعم الدولي لقضية القدس يدفع الرئيس عباس لفرض شروط  التسوية السياسية
آخر تحديث GMT 00:39:37
المغرب اليوم -

اختلف مع ماكرون بشأن جدوى الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت الحالي

الدعم الدولي لقضية القدس يدفع الرئيس عباس لفرض شروط التسوية السياسية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الدعم الدولي لقضية القدس يدفع الرئيس عباس لفرض شروط  التسوية السياسية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الفلسطيني محمود عباس
رام الله ـ ناصر الأسعد

منح الدعم الدولي لقضية القدس قوة دفع لتطلعات الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مشاركة دولية أوسع في عملية السلام، ما شجعه على وضع شروط لقبول اقتراحات تسوية أميركية. وأثمر لقاء عباس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العاصمة الفرنسية أمس، اتفاقاً على "وضع القدس ضمن مفاوضات حل الدولتين"، لكن الرئيس الفرنسي استبعد طرح مبادرة فرنسية حالياً. واختلف الزعيمان على أولوية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي اعتبره عباس "استثماراً في السلام"، لكن ماكرون استبعد أن تكون الخطوة "مجدية" بل مجرد "رد فعل".

وغداة تأييد واسع في الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار يرفض الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للدولة العبرية، أكد عباس أنه "لن يقبل بسلام إلا على أساس حل الدولتين ضمن حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين". وزاد: "نحن مستعدون للتفاوض، لن نخرج عن ثقافة السلام وعن أسلوبنا، حتى نحقق السلام مع جيراننا، والمهم أن هناك دولاً كثيرة في العالم أيدت موقفنا، وهناك دولاً لها تأثيرها دعمت مواقفنا".

وأثمرت قمة بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والفلسطيني محمود عباس عُقدت في باريس أمس، اتفاقاً عن "وضع القدس كأساس لحل الدولتين"، ورفض إعلان الرئيس دونالد ترامب في شأن المدينة المقدسة، لكن الزعيمين اختلفا حول أولوية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي اعتبره عباس "استثماراً في السلام"، لكن ماكرون "لا يعتقد أن الخطوة مجدية بل ستكون رد فعل".

وجدد الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع عباس في قصر الإليزيه، تأكيده أن "لا بديل من حل الدولتين ولا حل من دون الاتفاق حول وضع القدس"، لافتاً إلى أن بلاده "ستعترف بالدولة الفلسطينية عندما يكون الاعتراف يخدم السلام على الأرض". واستبعد ماكرون مجدداً إمكان طرح فرنسا مبادرة حالياً، مؤكداً أن صوغ عمل ديبلوماسي فاعل "يتطلب تفهماً قبل التحرك". ونفى أن يكون النهج الذي يعتمده في هذا الإطار "نهجاً خجولاً". وقال إنه أعاد التذكير خلال المحادثات بـ "عدم موافقته على قرار ترامب في شأن القدس".

وأضاف: "أنا متمسك بالقانون الدولي وبإحلال سلام دائم وعادل لن يتحقق إلا من خلال التفاوض بين الأطراف"، مشيراً إلى أن تطلعات الشعب الفلسطيني "تلقى صدى واسعاً لدى الأسرة الدولية. الفلسطينيون ليسوا وحدهم ومن حقهم العيش بسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل". وأكد أن فرنسا "صديقة الفلسطينيين وهي حريصة على مواصلة العمل في إطار حوار مثمر مع إسرائيل".

ورداً على سؤال عن الاعتراف بدولة فلسطين، تساءل ماكرون: "هل الاعتراف بفلسطين اليوم مجدٍ؟"، مضيفاً أنه "لا يعتقد ذلك بل سيكون بمثابة رد فعل على قرار أحادي، ويشكل برأيه خطأ عميقاً". ورأى أن المفاوضات بين الأطراف "ستقود إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسيتم ذلك عندما يكون الاعتراف يخدم السلام على الأرض". من جهة أخرى، لفت ماكرون إلى أهمية المصالحة الفلسطينية، وأشاد بالجهود المبذولة لعودة السلطة فعلياً إلى قطاع غزة.

في المقابل، حمل عباس على الولايات المتحدة، التي شدد على أنها "لم تعد وسيطاً نزيهاً في عملية السلام وان الفلسطينيين لن يقبلوا أي خطة تصدر عنها بسبب انحيازها وخرقها القانون الدولي"، كما حمل على سياسة الاستيطان المعتمدة من قبل إسرائيل والمخالفة لاتفاقات جنيف إضافة إلى أعمال القتل ومصادرة الأراضي". وأكد أن الاعتراف بفلسطين "هو بمثابة استثمار في السلام وأن الفلسطينيين مستمرون في نشاطهم السياسي على مستوى العالم بأكمله ومستمرون في المصالحة على رغم صعوبتها والعقبات التي تواجهها".

ورداً على سؤال بشأن زيارته إلى الرياض بيَّن أن "السعوديين يقولون لنا دائماً ماذا تريدون، نحن معكم، ولن نتدخل في شؤونكم بخلاف البعض أما هم فلم يتدخلوا ولم يتأخروا عن الدعم في كل المجالات". ونقل عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قوله إن "قضية الشرق الأوسط لن تحل قبل قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وإنه عاد وسمع الموقف ذاته من المسؤولين السعوديين خلال زيارته الأخيرة".

وأبلغ مقربون من الرئيس الفلسطيني أنه كان قلقاً جداً من التحرك الأميركي، وأنه كان يعلم ما يعدّ له في الخفاء، والنتائج المترتبة على رفض أي مشروع أميركي جديد للتسوية، لكنه اليوم يرى الفضاء الدولي مفتوحاً أمامه للتحرك والمناورة.

وكشف المسؤولون أن المعلومات التي تسربت إليهم تفيد بأن الفريق السياسي الأميركي المؤلف من كل من جاريد كوشنير، صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره، وجيسون غرينبلات، مبعوث ترامب الخاص للمنطقة، أعدوا مشروعاً للحل السياسي، بالتفاهم مع رئيس الوزراء الأسرائيلي بنيامين نتانياهو، يقوم على إنشاء دولة فلسطينية بحدود موقته على نصف مساحة الضفة الغربية، وقطاع غزة، مع إهمال مواضيع القدس والحدود واللاجئين.

وقال أحد المقربين من عباس: "الرئيس رفض في الماضي عروضاً أفضل مئة مرة، ونحن نعلم أن العرض صممه نتانياهو، وقدمه للفريق الأميركي كي يقدموه لنا بمغلف أميركي". وأضاف: "كان الأميركيون يعدون لتقديم هذا المشروع مطلع العام الجديد، وكانوا يعدون لتجنيد ضغط إقليمي ومحلي ودولي علينا لنقبله، أما الآن فلن يستطيعوا فعل شيء، لأن العالم معنا والعرب معنا والشعب كله موحد ضد الموقف الأميركي".

وأوضح معاونون للرئيس عباس أن الديبلوماسية الفلسطينية تتجه في المرحلة المقبلة نحو تعزيز مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة وفي المؤسسة الدولية، وأنها تتركز حول الحصول على المزيد من الاعترافات بدولة فلسطين، خصوصاً من جانب الدول الأوروبية الفاعلة، والحصول على مكانة عضو كامل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. في غضون ذلك، بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، التسوية في الشرق الأوسط، بالتزامن مع محادثات أجراها وفد فلسطيني مع مسؤولين بارزين في بكين، بشأن مبادرة صينية- دولية لعملية السلام. وأكدت الجامعة العربية "البناء على الإنجاز والنصر الجديد لفلسطين وصولاً إلى تحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية". وميدانياً، قتل شابان فلسطينيان في قطاع غزة برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات اندلعت بعد تظاهرات منددة بالقرار الأميركي عقب صلاة الجمعة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدعم الدولي لقضية القدس يدفع الرئيس عباس لفرض شروط  التسوية السياسية الدعم الدولي لقضية القدس يدفع الرئيس عباس لفرض شروط  التسوية السياسية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 18:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
المغرب اليوم - أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين

GMT 16:57 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاح كورونا سيكون مجانًا للجميع في المغرب تحت إشراف "الصحة"

GMT 23:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظر التجول في جميع الولايات التونسية ابتداء من الثلاثاء

GMT 12:59 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون آثار ماء على سطح كويكب "بينو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib